تبرئة أحد اضطرابات النوم من التسبب في الخرف

وجدت دراسة أميركية بحثت في العلاقة بين اضطرابات النوم والإصابة بالخرف، أن اثنين من هذه الاضطرابات لهما علاقة قوية بالمرض، بينما تمت تبرئة اضطراب آخر شهير.
واهتم الباحثون خلال الدراسة المنشورة في العدد الأخير من «المجلة الأميركية للطب الوقائي»، بفحص 3 اضطرابات شهيرة، وهي استخدام أدوية النوم، وعدم القدرة على النوم بسرعة (أرق بدء النوم)، ووجدوا أنهما مرتبطان بزيادة خطر الإصابة بالخرف، بينما وجدوا أن الاضطراب الثالث، وهو صعوبة العودة إلى النوم بعد الاستيقاظ، لا يسبب الخرف؛ بل بالعكس كانت له علاقة بانخفاض في مخاطر الإصابة.
وهذه النتائج جديرة بالملاحظة؛ لأن هذه هي الدراسة الأكبر لفحص العلاقة بين خطر الإصابة بالخرف واضطراب النوم طويل الأمد، في عينة تمثيلية على المستوى الوطني لكبار السن في الولايات المتحدة.
ويقول روجر وونغ، عالم الصحة العامة في جامعة ولاية نيويورك الطبية، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الأحد موقع «ساينس أليرت»: «بعد قراءة الأدبيات الموجودة، فوجئت برؤية نتائج مختلطة حول علاقة الخرف باضطرابات النوم، لذلك قررت التحقيق في هذا الموضوع». ويضيف: «لقد توقعنا أن يؤدي أرق بدء النوم واستخدام أدوية النوم إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف؛ لكننا فوجئنا بأن الأرق خلال النوم يقلل مخاطر الإصابة بالخرف».
وتوصل وونغ ورفاقه لهذه النتائج، بعد أن نظروا في بيانات «الدراسة الوطنية لاتجاهات الصحة والشيخوخة»، لمدة عشر سنوات، وكانت تخص 6 آلاف و284 شخصاً تزيد أعمارهم على 65 عاماً يعيشون في المجتمع، ولم يتم تشخيص إصابتهم بالخرف في بداية فترة الدراسة. وكان الرابط الأكثر دراماتيكية هو أرق بدء النوم؛ حيث كان عند أولئك الذين أبلغوا عن تعرضهم لخطر الإصابة بالخرف بنسبة 51 في المائة، وبالنسبة لأدوية النوم، أظهرت الإحصائيات استخدامها عند 30 في المائة ممن أصيبوا بالمرض.
ومن ناحية أخرى، كان هناك انخفاض بنسبة 40 في المائة في خطر الإصابة بالخرف، عند أولئك الذين يعانون شكلاً آخر للأرق، وهو صعوبة العودة إلى النوم. وكان الرقم الأخير هو الأكثر مفاجأة للباحثين. ويقترح وونغ ورفاقه، أن المزيد من الوقت الذي يمضيه الشخص مستيقظاً قد يحافظ على استمرار الوظائف المعرفية، دون أن يكون له بالضرورة تأثير ضار على نوعية النوم الذي يتم توفيره خلال الليل.