مشاركات عربية لافتة في دراما رمضان المصرية

فرح بسيسو والليث حجو وشمس الكويتية من بينهم

الفنان السعودي محمد القس (انستغرام)
الفنان السعودي محمد القس (انستغرام)
TT

مشاركات عربية لافتة في دراما رمضان المصرية

الفنان السعودي محمد القس (انستغرام)
الفنان السعودي محمد القس (انستغرام)

يشهد موسم دراما رمضان بمصر هذا العام مشاركات لافتة لعدد من الفنانين والمخرجين العرب، حيث يشارك أكثر من 28 فناناً من سوريا وفلسطين وتونس والأردن ولبنان والسعودية في أدوار متنوعة بالدراما التلفزيونية، وذلك في أكثر من عمل درامي، كما يشهد هذا العام مشاركة أسماء عربية بالتمثيل والإخراج لأول مرة بالدراما المصرية.
ويعد الفنان الأردني إياد نصار من أكثر الفنانين تواجداً هذا العام، إذ يشارك في مسلسل «تغيير جو» من بطولة منه شلبي وإخراج مريم أبو عوف، وأيضاً مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا وإخراج رؤوف عبد العزيز، والذي يشترك به الفنان التونسي تميم عبده، والفنان السوري جهاد سعد، فيما يشارك الفنان الأردني منذر رياحنة في مسلسل «جعفر العمدة» بطولة محمد رمضان، وإخراج محمد سامي.
ويشهد مسلسل «عملة نادرة» بطولة نيللي كريم مشاركة الفنان السوري جمال سليمان، والفنانة جومانا مراد، ومن سوريا أيضاً يشارك كل من خالد القيش، وهافال حمدي في مسلسل «رسالة الإمام» بطولة خالد النبوي وإخراج المخرج السوري الليث حجو الذي يشارك بالإخراج في الدراما المصرية للمرة الأولى خلال مشواره، وتشارك بالتمثيل أيضاً لأول مرة الفلسطينية فرح بسيسو.
ويشارك في مسلسل «عودة البارون»، الذي يشهد عودة الفنان حسين فهمي للدراما التلفزيونية بعد غياب دام عدة سنوات، عدد كبير من الفنانين العرب من بينهم الأردني ربيع زيتون واللبناني آلان الزغبي، والأردنية ميس حمدان، واللبنانية رزان مغربي التي عبرت عن سعادتها في التواجد بالموسم الرمضاني هذا العام، وأضافت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنها «فخورة بالعمل بهذه التجربة، مؤكدةً أن الجمهور سيرى عملاً مختلفاً وقصة مثيرة ومشوقة».

وتشارك في العمل أيضاً لأول مرة بمصر السورية كاترين علي، في مسلسل »عودة البارون« من تأليف وإخراج الفنان الأردني سامر خضر، في أول تجربة له بالإخراج والتأليف بالدراما المصرية، والتي قال عنها إنها شكلت مشاعره ووجدانه. وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العمل بالتلفزيون أو السينما أو المسرح بمصر يجعل صاحبه يرسخ في أذهان الناس».
في السياق نفسه، يشهد موسم رمضان مشاركة عدد آخر من الفنانين الذين يشاركون لأول مرة بمصر من بينهم الفنانة الكويتية شمس، والتونسية رانيا التومي التي قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «مشاركتها الدرامية في مسلسل (سره الباتع) إضافة لمشوارها، خصوصاً أنه عمل قوي ومهم لمخرج متمكن هو خالد يوسف».

أما الفنانة التونسية درة، واللبناني باسم مغنية فسيشاركان في مسلسل «الأجهر» بطولة عمرو سعد وإخراج ياسر سامي، بينما تشارك التونسية عائشة بن أحمد في بطولة مسلسل «مذكرات زوج» بطولة طارق لطفي وإخراج تامر نادي، أما التونسية فريال يوسف فتتواجد في مسلسل «أم البنات» بطولة سهير رمزي وإخراج عبد العزيز حشاد.
ويطل الفنان السعودي محمد القس الذي تعرف عليه الجمهور المصري من خلال مسلسل «موضوع عائلي» بمسلسل «تلت التلاتة» بطولة الفنانة غادة عبد الرازق وإخراج حسن صالح، ويقول الفنان السعودي إن دوره في هذا العمل مختلف عن دوره في «موضوع عائلي» فهو يحمل صفات عديدة تجمع ما بين الخير والشر، وأضاف القس في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن «تواجده في الدراما المصرية أضاف له الكثير، وحمله مسؤولية كبيرة، لما تتمتع به الدراما المصرية من رواج، وجمهور عربي عريض».
واعتبر الناقد الفني محمد عبد الرحمن أن المشاركات العربية اللافتة التي تزداد عاماً بعد عام ليست ظاهرة عابرة مثلما يقول البعض، بل هي واقع في الدراما المصرية. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «صناع الأعمال الفنية يستعينون بالفنانين العرب بشكل دائم طالما كانت الأدوار التي أسندت لهم مناسبة، لكننا نعتبرها ظاهرة سلبية إذا كانت الأدوار لمجرد التواجد، وعلى سبيل المجاملة فقط».
وأكد عبد الرحمن أن «رغبة المخرجين والمنتجين المصريين في اكتشاف وجوه عربية جديدة من مختلف الأجيال والمدارس التمثيلية مفيدة جداً للدراما المصرية، لأن الجمهور يفضل دائما الجديد والمختلف والمتنوع، وخلق أجواء تنافسية صحية بالوسط الفني».



عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

TT

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.

جانب من المعرض المصاحب لـ«المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

 

على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.

 

«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»

السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.

قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».

 

التوأم السيامي السوداني هبة وسماح (تصوير: تركي العقيلي)

أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.

ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».

 

«وجدتُ العلاج في السعودية»

بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».

التوأم السيامي الباكستاني فاطمة ومشاعل (تصوير: تركي العقيلي)

 

«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».

وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».

 

عُماني فخور بالسعودية

أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».

الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».

الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».

المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».