باريس سان جيرمان يفتقر إلى الانضباط والشجاعة وهما صفتان لا يمكن شراؤهما

الفشل الأخير في «دوري أبطال أوروبا» يؤكد أن التعاقد مع النجوم ليس حلاً لحصد البطولات الكبيرة

هكذا كانت نهاية محاولة أخرى لسان جيرمان للفوز بـ«دوري أبطال أوروبا» (رويترز)
هكذا كانت نهاية محاولة أخرى لسان جيرمان للفوز بـ«دوري أبطال أوروبا» (رويترز)
TT

باريس سان جيرمان يفتقر إلى الانضباط والشجاعة وهما صفتان لا يمكن شراؤهما

هكذا كانت نهاية محاولة أخرى لسان جيرمان للفوز بـ«دوري أبطال أوروبا» (رويترز)
هكذا كانت نهاية محاولة أخرى لسان جيرمان للفوز بـ«دوري أبطال أوروبا» (رويترز)

منذ الاستحواذ على نادي باريس سان جيرمان، قبل 12 عاماً، أنفقت شركة «قطر للاستثمارات الرياضية» ما يزيد قليلاً على 1.5 مليار جنيه إسترليني على التعاقد مع اللاعبين الجدد.
وأدى ذلك إلى حالة من التضخم في سوق انتقالات اللاعبين، وغيَّر شكل كرة القدم ككل، لكن باريس سان جيرمان لم يتجاوز الدور ربع النهائي لـ«دوري أبطال أوروبا» سوى مرتين فقط!
ويمكنك أن تتفهم لماذا يحلم قطاع كبير من مشجعي مانشستر يونايتد بأن يستحوذ قطريون على ناديهم. مَن منا لا يريد هذا؟ وهل هناك أي مشجع ممن نشأوا على القصص المتعلقة بتألق إدي كولمان وبول سكولز وإيان كورتيس وألبرت فيني، وما قدمه جورج بست أمام بنفيكا، وبريان روبسون أمام برشلونة، لا يرغب في أن يكون ناديه مملوكاً لجهة قادرة على التعاقد مع أبرز وأهم النجوم في عالم كرة القدم؟
لقد كان هناك نحو 20 دقيقة كان فيها باريس سان جيرمان الأفضل من بايرن ميونيخ في نهاية مباراة الذهاب بعد مشاركة كيليان مبابي بديلاً. وكانت تلك الفترة كافية لإثارة شكوك كبيرة حول قدرة بايرن ميونيخ على الفوز بـ«دوري أبطال أوروبا»، نظراً لأن الضغط الباريسي عليه قد تسبب له في حالة من الذعر. ويبدو أن الفريق الألماني لم يكن معتاداً هو الآخر على الاختبارات القوية!
ورغم أن العملاق البافاري يواجه صعوبات في الاحتفاظ بلقب الدوري الألماني للمرة الحادية عشرة على التوالي، فإن ميزانيته تبلغ 1.8 ضعف ميزانية أقرب منافسيه، وهو نادي بوروسيا دورتموند. لقد أصبح بايرن مونيخ الآخر معتاداً على المنافسة السهلة على المستوى المحلي، وإن لم يكن بالدرجة نفسها التي عليها الحال بالنسبة لباريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي الممتاز.
لقد كان من المفترض أن يكون المدرب الحالي لسان جيرمان كريستوف غالتييه هو الرجل القوي الذي سيفرض الانضباط داخل باريس سان جيرمان أخيراً، لكن من الواضح أنه فشل هو الآخر في هذه المهمة! لقد لعب الفريق الفرنسي بطريقة 4 - 4 - 2 في باريس بشكل غريب وفوضوي، وسمح لبايرن ميونيخ بأن يتحكم تماماً في خط الوسط. وغير غالتييه طريقة اللعب في مباراة العودة، ولعب بطريقة 3 - 5 - 2، وهو الأمر الذي جعل باريس سان جيرمان يبدو أفضل وأكثر قدرة على المنافسة، لكن كان هناك شعور بأن بايرن ميونيخ سعيد بترك هذا الاستحواذ السلبي للنادي الفرنسي، خصوصاً أن بايرن ميونيخ كانت له الأفضلية بعد الفوز الذي حققه في المباراة الأولى بهدف دون رد، وبالتالي ترك الأمور تسير بهدوء في الشوط الأول، ثم انقض على باريس سان جيرمان في الشوط الثاني، وأحرز هدفين، ليتأهل إلى الدور التالي بعد الفوز في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بثلاثية نظيفة. ولم يخلق باريس سان جيرمان سوى فرصتين فقط؛ واحدة بعد أن فشل يان سومر في المراوغة بشكل غريب داخل منطقة جزاء فريقه، والأخرى عن طريقة رأسية من سيرخيو راموس من ركلة ركنية. ومن الواضح أن الـ1.5 مليار جنيه إسترليني التي أنفقها باريس سان جيرمان لم تعد كافية للذهاب بعيداً في البطولات الكبرى هذه الأيام!
في النهاية، ظهر باريس سان جيرمان (كالعادة) بشكل فوضوي، وكان المهاجمون معزولين تماماً عن خط الوسط. لكن ما الذي سيحدث لهذا الفريق خلال الفترة المقبلة؟ راموس يبلغ من العمر 36 عاماً، وليونيل ميسي 35 عاماً، ونيمار 31 عاماً ودائماً ما يعاني من الإصابات! عندما يكون كيليان مبابي في أفضل حالاته فإنه يكون واحداً من أفضل اللاعبين في العالم في الوقت الحالي، لكنه يلعب بشكل فردي، وتظهر خطورته بشكل أكبر في المراوغات والصراعات الثنائية، والدليل على ذلك أنه لم يلمس الكرة يوم الأربعاء سوى 33 مرة فقط!
وعلاوةً على ذلك، فإنه ليس لاعباً قائداً يجيد القيام بالعديد من المهام والواجبات والضغط على الفريق المنافس. وهناك شعور بأن النجم الفرنسي الشاب يهدر وقته وموهبته في باريس سان جيرمان - حتى لو كان يسجل ثلاثيات (هاتريك) خلال العام الماضي في مرمى أندية مثل متز، وكليرمون، وبايس دي كاسل!
لكن تضييع الوقت لا يقتصر على مبابي وحده، وإنما يمتد إلى مشروع باريس سان جيرمان ككل! لقد أصبحت ضواحي باريس أحد أعظم الأماكن التي تنجب المواهب الكروية، والدليل على ذلك أن 11 لاعباً في قائمة منتخب فرنسا في كأس العالم الأخيرة من هذه المنطقة.
وبالتالي، من المفترَض أن يمثل هذا الأمر ميزة كبيرة لباريس سان جيرمان، لكنه يهمل كل هذه المواهب الشابة الرائعة، وينفق أموالاً طائلة على النجوم اللامعين والأسماء الكبيرة. ربما يمثل وارن زائير إيمري، والشادايلي بيتشيابو، مستقبلاً جديداً للنادي، لكن، في الوقت الحالي، فإن اللاعب الوحيد في التشكيلة الأساسية للفريق من باريس هو مبابي، الذي اشتراه باريس سان جيرمان من موناكو مقابل 160 مليون جنيه إسترليني، وعندما انتهى عقده بعد ذلك دفع النادي 100 مليون جنيه إسترليني إضافي مكافأةَ توقيع للاعب! وعندما لا يمثل المال أي مشكلة، يكون من الصعب للغاية الإنفاق بحكمة!
ومن المؤكد أن باريس سان جيرمان سيبرم المزيد من التعاقدات، كما ستتم إقالة غالتييه ويأتي مدير فني جديد. لكن بعد 77 تعاقداً جديداً و6 مديرين فنيين خلال 12 عاماً، قد يكون من المفيد التساؤل عما إذا كان الأمر يتعلق حقاً بالأشخاص وليس بالسياسات! كما أن الأمر لا يتعلق أيضاً بشكل الفريق أو بالخطط التكتيكية والفنية، لكنه يتعلق بالالتزام والشجاعة والانضباط، وهذه هي الصفات التي ربما لا يمكن شراؤها ببساطة! قد يكون مجرد التعاقد مع الأسماء الكبيرة والمشاهير؛ بعضهم في أرض الملعب وبعضهم في المدرجات، وقائمة ضيوف تفوق ربما قائمة الفريق نفسه، ليس أفضل طريقة للفوز بمباريات كرة القدم.
يجب أن يكون الفشل في الفوز بـ«دوري أبطال أوروبا»، بعد كل هذا الإنفاق الضخم، أمراً محرجاً، لكن ربما لم يكن هذا الهدف من الأساس!


مقالات ذات صلة

دي تزيربي: لم أترك شاختار وهو تحت قصف بوتين... فكيف بمرسيليا؟!

رياضة عالمية تزيربي قال إنه مستمر في منصبه مدرباً لمرسيليا (أ.ف.ب)

دي تزيربي: لم أترك شاختار وهو تحت قصف بوتين... فكيف بمرسيليا؟!

أكد المدرب الإيطالي لنادي مرسيليا الفرنسي لكرة القدم روبرتو دي تزيربي، الجمعة، أنه لم يفكر قط في الاستقالة من منصبه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية زكريا أبوخلال (أ.ف.ب)

المغربي أبوخلال يستعيد التوهج بعد المعاناة

بداية حالمة، جدل، إصابة خطيرة وخيبة أمل... هذا مشوار زكريا أبوخلال مع فريقه تولوز الفرنسي الذي انتعش مؤخراً بفصل جديد مع عودة المهاجم الدولي المغربي.

«الشرق الأوسط» (تولوز)
رياضة عالمية سان جيرمان يتأهب لجولة جديدة في الدوري الفرنسي (أ.ف.ب)

الدوري الفرنسي: مباراة سهلة لسان جيرمان... وقمة بين موناكو وبريست

يسعى باريس سان جيرمان إلى تعزيز صدارته عندما يستضيف تولوز، العاشر (الجمعة)، في افتتاح المرحلة الـ12 من بطولة فرنسا في كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يستعد أرنو لإتمام صفقة الاستحواذ على نادي باريس في وقت لاحق هذا الشهر (رويترز)

عائلة أرنو: شراء نادي باريس استثمار طويل الأجل

قالت عائلة الملياردير برنار أرنو الأربعاء إنها تهدف إلى الارتقاء تدريجيا بنادي باريس اف.سي الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية ليصبح ضمن نخبة الكرة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ديديه ديشان (د.ب.أ)

ديشان «السعيد»: أرفع القبعات للاعبي فرنسا

أعرب ديديه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي لكرة القدم عن سعادته بالفوز الذي حققه منتخبه على المنتخب الإيطالي في الجولة الأخيرة من المجموعة الثانية

«الشرق الأوسط» (باريس)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.