هجوم يستهدف مركز «شهود يهوه» في هامبورغ

في واحدة من أبشع الجرائم التي تشهدها مدينة هامبورغ، بحسب وصف وزير داخلية الولاية، قتل مسلح 7 أشخاص داخل كنيسة لمجموعة «شهود يهوه»، وأصاب 8 آخرين، 4 منهم في حالة خطرة، قبل أن يطلق النار على نفسه.
واستبعدت السلطات الألمانية دوافع إرهابية، وتحدثت عن دوافع انتقامية لدى الجاني البالغ من العمر 35 عاماً، وهو ألماني، مثله مثل كل ضحاياه.
ودخل الرجل إلى الكنيسة أثناء تجمع قرابة 50 شخصاً كانوا يصلّون، وبدأ بإطلاق النار عليهم.
وأعلن وزير داخلية الولاية أندي غروته أن الجاني هرب إلى الطوابق العليا لحظة وصول الشرطة إلى مكان الحادث، وأطلق النار على نفسه.
وقال إن الشرطة وصلت بعد 4 دقائق فقط من بدء الرجل إطلاق النار في التاسعة ليلاً، بعد أن كانت وحدة منها قريبة جداً من المكان «عن طريق الصدفة».
واستنتج رجال الشرطة بسرعة أن الوضع خطير، ولا يمكن التريث، فأطلقوا النار على الباب الخارجي ودخلوا المبنى الذي كان يُسمع منه طلقات نارية. وأشار وزير الداخلية إلى أن سرعة تجاوب الشرطة ساعد على منع وقوع المزيد من الضحايا.
وخرج قرابة الـ20 شخصاً من داخل الكنيسة التي شهدت الحادث من دون تعرضهم لأي أذى. وأعلن المحققون أن الضحايا هم 4 رجال وسيدتان وجنين قتل داخل أحشاء والدته التي نجت. والسيدة التي أطلق الجاني النار على بطنها كانت حاملاً في شهرها السابع. كما قتلت إحدى السيدات، وهي جالسة خارج المبنى داخل سيارتها، بعد أن أطلق الجاني عليها النار قبل دخوله الكنيسة.
وبحسب الشرطة، فإن الجاني يدعى فيليب ف.، وأنه كان ينتمي لجماعة «شهود يهوه»، إلا أنه طرد منها قبل عام ونصف عام، ولم يكن على توافق مع الجماعة عندما غادرها. وكان الجاني يحمل سلاحاً مرخصاً حصل عليه في ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي.
وأشار المحققون إلى أن الجاني ربما لم يكن في حالة تسمح له بالحصول على ترخيص لحمل سلاح لأنه ربما كان يعاني من أمراض عقلية غير مشخصة.
ويبدو أن الشرطة حصلت على معلومات من شخص لم يكشف عن هويته، تتعلق بفيليب، وتشير إلى أنه ربما يعاني من أمراض عقلية، ما يدعو لمراجعة ترخيص السلاح الذي حصل عليه. وأرسل الرجل المجهول الهوية برسالة للشرطة يقول فيها إن فيليب كان «غاضباً من أتباع شهود يهوه ومن قائد جماعته السابقة، وأنه ربما يعاني من أمراض عقلية غير مشخصة». وبعد تلك الرسالة، زار عنصران من الشرطة منزل فيليب من دون الإعلان عن الزيارة مسبقاً، وكتبا في تقرير لاحقاً إنه كان متعاوناً، ولا يوجد سبب يدعو للقلق أو للمتابعة.
وعثرت الشرطة على عدد كبير من الذخائر في منزل الجاني، بعد أن داهمته وفتشته إثر الجريمة. وأشار المدعي العام إلى العثور على 4 صناديق ذخائر و200 خرطوشة إضافية.
وقبل الحادث، لم يكن فيليب ف. معروفاً لدى الشرطة، ولا مصنفاً على أنه متطرف.
وتسببت الجريمة بذعر واسع في هامبورغ بعد أن تلقى السكان رسائل طارئة على هواتفهم المحمولة من الشرطة، تطلب منهم تفادي المنطقة التي وقع فيها الحادث. ونشرت الولاية أعداداً ضخمة من عناصر الشرطة بلغت 953 شرطياً شاركوا في العملية.
وعبّر عدد من السياسيين عن صدمتهم من الحادث، من بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس الذي كان عمدة لمدينة هامبورغ لسنوات. وقدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كذلك تعازيه للضحايا، معبراً عن صدمته من الحادث.