«الشبكة السورية لحقوق الإنسان» توثق مقتل 1674 خلال يوليو

الحصيلة لا تشمل قتلى قوات النظام و«داعش»

«الشبكة السورية لحقوق الإنسان» توثق مقتل 1674 خلال يوليو
TT

«الشبكة السورية لحقوق الإنسان» توثق مقتل 1674 خلال يوليو

«الشبكة السورية لحقوق الإنسان» توثق مقتل 1674 خلال يوليو

أصدرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» تقرير الضحايا الشهري عن يوليو (تموز) 2015، الذي وثقت فيه مقتل 1674 شخصًا خلال الشهر على يد الجهات الرئيسة الفاعلة ميدانيًا في سوريا. وأكد التقرير أن التوثيق لا يشمل الضحايا من قوات النظام والضحايا من تنظيم داعش لعدم وجود معايير يمكن اتباعها في ظل حظر النظام و«داعش» وملاحقتهما الدائمة لفريق «الشبكة».
يتحدث التقرير عن إقدام قوات نظام بشار الأسد والميليشيات الموالية لها بقتل 1342 شخصًا، هم 966 مدنيًا، بينهم 286 طفلاً (بمعدل 10 أطفال يوميًا) و209 سيدات، و56 شخصًا تحت التعذيب، و376 مسلحًا. وأشار التقرير إلى أن نسبة الضحايا من الأطفال والنساء بلغت 51 في المائة من أعداد الضحايا المدنيين، وهذا يدل على استهداف متعمّد للمدنيين من قبل قوات النظام.
ومن جهة أخرى، وثق التقرير مقتل 13 مدنيًا على يد ميليشيا «الإدارة الذاتية» الكردية، بينهم طفل واحد. في حين أشار إلى أن عدد الضحايا الذين قتلوا على يد التنظيمات المتطرفة بلغ 148 شخصًا، توزعوا هم: 131 شخصًا على يد تنظيم داعش، و45 من مسلحي فصائل المعارضة، و86 مدنيًا - بين المدنيين 14 أطفال و17 سيدة، وشخص واحد بسبب التعذيب. أما تنظيم جبهة النصرة فقد وثق التقرير إقدامه على قتل 6 مدنيين، بينهم 4 أطفال وسيدة. وقدم التقرير إحصائية الضحايا الذين قتلوا على يد عناصر فصائل المعارضة المسلحة، وقد بلغت 71 مدنيًا بينهم 13 طفلاً، و9 سيدات. و3 من المسلحين.
وفي المقابل، سجل التقرير قتل قوات التحالف الدولي 3 مسلحين، و23 مدنيًا بينهم 7 أطفال وسيدة، خلال يوليو. وتضمن توثيق مقتل 71 شخصًا - بينهم 8 أطفال و3 سيدات - قتلوا إما غرقًا في مراكب الهجرة أو في حوادث التفجيرات التي لم تستطع «الشبكة» التأكد من هوية منفذيها، أو على يد مجموعات مسلحة مجهولة بالنسبة لـ«الشبكة».
هذا، وشدد التقرير على أن قوات النظام ومن يسميهم «الشبيحة» المتعاونين معها انتهكت أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحق في الحياة. وإضافة إلى ذلك هناك العشرات من الحالات التي تتوافر فيها أركان «جرائم الحرب» المتعلقة بالقتل. وتشير الأدلة والبراهين، وفق مئات من روايات الشهود العيان، إلى أن أكثر من 90 في المائة من الهجمات الواسعة والفردية وُجّهت عمدًا ضد المدنيين وضد الأهداف المدنية. أيضًا ارتكبت التنظيمات الإسلامية المتطرفة جرائم قتل عدة خارج نطاق القانون التي تعتبر بمثابة «جرائم حرب». وورد في التقرير أن بعض فصائل المعارضة المسلحة الأخرى وميليشيا «الإدارة الذاتية» الكردية ارتكبت جرائم قتل خارج نطاق القانون ترقى لأن تكون «جرائم حرب».
ولقد طالب التقرير مجلس الأمن والمؤسسات الدولية المعنية «بتحمل مسؤولياتها تجاه ما يحصل من عمليات قتل لحظية لا تتوقف ولو لساعة واحدة، وبالضغط على الحكومة السورية من أجل وقف عمليات القصف المتعمد والعشوائي بحق المدنيين». وحمّل التقرير حلفاء النظام وداعميه – روسيا وإيران والصين – المسؤولية المادية والأخلاقية عما يحصل من قتل في سوريا.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.