قتلت قوات إسرائيلية ثلاثة فلسطينيين، داخل مركبتهم، عند مدخل بلدة جبع، القريبة من جنين شمال الضفة الغربية، كانوا يشكّلون خلية تابعة لحركة «الجهاد الإسلامي» التي قالت إن فاتورة الحساب مع إسرائيل مفتوحة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن سفيان فاخوري (26 عاماً)، ونايف ملايشة (25 عاماً)، وأحمد فشافشة (22 عاماً) قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي، الذي تسلل إلى بلدة جبع وباغت الشبان بوابل من الرصاص.
وأظهرت صور وزّعها الجيش على وسائل إعلام إسرائيلية، الشبان بعدما قضوا داخل سيارتهم وهم مضرجون بالدماء وإلى جانبهم مجموعة متنوعة من الأسلحة.
وقال الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم (الخميس)، إن «فريقاً من وحدة المستعربين وجنود حرس الحدود والجيش دخلوا قرية جبع الفلسطينية بهدف تنفيذ حملة اعتقالات لأشخاص يُشتبه بضلوعهم في عمليات إطلاق نار باتجاه القوات بمحيط القرية وفي محيط منطقة حومش، وذلك بتوجيه من الشاباك». وأضاف: «أُطلقت خلال العملية عيارات نارية باتجاه القوات من سيارة الأشخاص المطلوبين، وردت القوات الأمنية على النار وقتلت المسلحين الثلاثة الموجودين في السيارة، ومن بينهم اثنان من المطلوبين، وهما أحمد فشافشة وسفيان فاخوري، وهما من عناصر (الجهاد الإسلامي)، إضافةً إلى نايف أحمد ملايشة، الذي أُفرج عنه الشهر السابق على خلفية نشاط عسكري. وعُثر في السيارة على عدة أسلحة ومتفجرات».
واغتيال الشبان الثلاثة جاء بعد يومين فقط من قتل إسرائيل 6 فلسطينيين في جنين بينهم مقاتلون في حركتَي «فتح» و«حماس»، ما يرفع عدد الذين قتلتهم إسرائيل منذ بداية العام إلى 78 بينهم 13 طفلاً، وهي أكثر فترة دموية في بداية عام منذ سنوات الانتفاضة الثانية.
وتريد إسرائيل قتل واعتقال أكبر عدد ممكن من المسلحين في شمال الضفة الغربية في محاولة لردع الحالة الموجودة هناك وعدم تمددها إلى مناطق أخرى في الضفة، لكنّ الفصائل الفلسطينية تعهدت بأن كل ذلك سيزيد من ذروة المقاومة.
وقال الناطق باسم «الجهاد» طارق سلمي، إن «ارتقاء الشهداء في جنين لن يزيد شعبنا إلا مقاومة وصلابة وإصراراً على المضيّ في طريق الحرية». وأضاف: «فاتورة الحساب مع هذا العدو لن تُغلق، واعتداءاته وانتهاكاته المتواصلة تضعنا أمام واجباتنا ومسؤولياتنا في الدفاع عن شعبنا الذي تُسفك دماء أبنائه على أيدي عصابات القتلة والمجرمين في حكومة الاحتلال وجيشه».
وأصدرت «الجهاد» بياناً نعت فيه عناصرها وقالت إن «مقاومينا الشجعان سيردّون بما يردع العدو وحكومته المجرمة، وينتقم لدماء الشهداء، وسيبقى الحساب مفتوحاً». كما نعت «حماس» شبان جبع وقالت إن رد المقاومة لن يطول. وتهديدات «حماس» و«الجهاد» تثير مخاوف وتساؤلات في إسرائيل ما إذا كانت الحركتان مستعدتين فعلاً لإدخال قطاع غزة على الخط.
وكان الجيش قد رفع حالة التأهب في القطاع بعد قتله 6 فلسطينيين في جنين شمال الضفة الغربية يوم الثلاثاء، بينهم ناشط بارز في حركة «حماس» كان يقف خلف قتل اثنين من المستوطنين في بلدة حوارة القريبة من نابلس، الأحد قبل الماضي.
وإضافةً إلى التأهب على حدود القطاع، أصدر مفوض عام الشرطة الإسرائيلية، كوبي شبتاي، أوامر بمضاعفة حالة اليقظة، والوجود بصورة بارزة في القدس وفي منطقة خط التماس والمدن المختلطة في الداخل. وتقول المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إنها تستعد بذلك لمواجهة عمليات انتقامية في الضفة الغربية والقدس ومن قطاع غزة.
والتصعيد المتواصل من إسرائيل عشية شهر رمضان يشير إلى فشل ذريع في جهود الولايات المتحدة والوسطاء لإرساء تفاهمات قبل الشهر الذي يتداخل مع عيد الفصح اليهودي، وهي فترة حساسة بالنسبة إلى الطرفين.
وهددت السلطة الفلسطينية بأنها لن تذهب إلى اجتماع شرم الشيخ المفترض منتصف الشهر الحالي في مصر إذا لم تلتزم إسرائيل بتفاهمات العقبة السابقة والتي تنص على وقف الإجراءات الأحادية بما في ذلك اقتحام مناطق السلطة ودفع مشاريع استيطانية. وأكد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أن ما يجري على الأرض هي «حرب إسرائيلية شاملة على شعبنا الفلسطيني». وأضاف: «إسرائيل تريد إخراج القدس من المعادلة الفلسطينية، عبر استمرارها في جرائمها على الصعد كافة، ما يستدعي تحصين الجبهة الداخلية والتوحد لإسقاط مشاريع الضم وإقامة دويلة في غزة».
إسرائيل تقتل 3 فلسطينيين في جنين... و«الجهاد» تهدد: فاتورة الحساب مفتوحة
التصعيد المتواصل قبل رمضان يُنذر بفشل جهود «التهدئة» وبفترة صعبة
إسرائيل تقتل 3 فلسطينيين في جنين... و«الجهاد» تهدد: فاتورة الحساب مفتوحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة