قصف روسي موسع لمدن أوكرانية... ومحطة زابوريجيا النووية من دون كهرباء

قصف روسي موسع لمدن أوكرانية... ومحطة زابوريجيا النووية من دون كهرباء
TT

قصف روسي موسع لمدن أوكرانية... ومحطة زابوريجيا النووية من دون كهرباء

قصف روسي موسع لمدن أوكرانية... ومحطة زابوريجيا النووية من دون كهرباء

قال مسؤولون محليون إن وابلاً من الصواريخ الروسية قصف عدداً من المناطق الأوكرانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الخميس)، بما في ذلك ميناء أوديسا على البحر الأسود ومدينة خاركيف، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة.
وقال ماكسيم مارتشينكو، حاكم أوديسا على «تليغرام»، إن هجوماً صاروخياً أصاب منشأة للطاقة في المدينة الساحلية، ما أدى إلى قطع التيار الكهربائي. كما أصيبت مناطق سكنية، لكن لم ترد أنباء عن قتلى أو إصابات. وقال أوليه سينيهوبوف، حاكم منطقة خاركيف، إن المدينة والمنطقة تعرضتا لـ15 ضربة جوية شملت البنية التحتية. ووردت أنباء عن ضربات أخرى في مدينة دنيبرو بوسط البلاد ومناطق في جميع أنحاء البلاد.
يأتي هذا بينما انقطع التيار الكهربائي عن محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا في أعقاب ضربة روسية، على ما أعلن مشغل الطاقة النووية في أوكرانيا الخميس، مضيفاً أنها تعمل حالياً على مولدات ديزل. وقالت مؤسسة إنيرغواتوم، في بيان، إن «خط الاتصال الأخير بين محطة زابوريجيا النووية ومنظومة الطاقة الأوكرانية انقطع نتيجة هجمات صاروخية».
وقال الجيش الأوكراني، في وقت متأخر أمس (الأربعاء)، إنه تمكن من صد الهجمات الروسية المكثفة على مدينة باخموت، رغم إعلان روسيا أنها سيطرت على النصف الشرقي منها.
وبصفتها واحدة من أكثر المعارك دموية في ساحة الحرب المستمرة منذ عام، ظل المدافعون الأوكرانيون، الذين بدا أنهم يستعدون الأسبوع الماضي لانسحاب تكتيكي من باخموت، صامدين أمس (الأربعاء).
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية على «فيسبوك» إن «العدو واصل هجماته ولم يظهر أي مؤشر على وقف اقتحام مدينة باخموت». وأضافت: «صد مدافعونا الهجمات على باخموت والمناطق المجاورة».
ويتحدث القادة العسكريون والسياسيون الأوكرانيون الآن عن التمسك بالمواقع وإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا الروس لتقويض قدرتهم القتالية.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في خطابه المصور الليلي عن معركة باخموت ومنطقة دونباس المحيطة: «هذه هي أولويتنا الأولى».
وقال يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة «فاغنر» الروسية الأمنية الخاصة، إن مقاتليه استولوا على الجزء الشرقي من باخموت. وإن صح ذلك، فسوف تسيطر القوات الروسية على ما يقرب من نصف المدينة في سعيها الشاق لتحقيق أول انتصار كبير لها منذ أشهر عدة.
وذكر بريغوجين على تطبيق «تليغرام»: «كل شيء شرق نهر باخموتكا تحت سيطرة فاغنر تماماً».
ويقسم النهر باخموت، التي تقع على حافة إقليم دونيتسك الأوكراني الذي تحتل روسيا معظمه بالفعل. ويقع وسط المدينة على الجانب الغربي من النهر.
وعلى صعيد متصل، قال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، قبل اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في ستوكهولم، إن روسيا ترسل مزيداً من القوات إلى المعركة. وأضاف: «عانوا من خسائر كبيرة، لكن في الوقت نفسه لا يمكننا استبعاد احتمال سقوط باخموت في نهاية المطاف في الأيام المقبلة». وتابع أن هذا لن يكون بالضرورة نقطة تحول في الحرب، لكنه أظهر أننا «لا ينبغي أن نقلل من شأن روسيا».
واتفق وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي على تسريع توريد قذائف المدفعية وشراء المزيد من القذائف لمساعدة الجيش الأوكراني، الذي يستهلك القذائف أسرع مما يستطيع حلفاؤه تصنيعها.
وبموجب الخطة، ستحصل دول الاتحاد الأوروبي على حوافز مالية بقيمة مليار يورو لإرسال المزيد من قذائف المدفعية إلى كييف، في حين أن مليار يورو أخرى ستمول المشتريات المشتركة للقذائف الجديدة.
وذكرت روسيا أنها ضمت ما يقرب من 20 في المائة من أراضي أوكرانيا.
وتقول إن الاستيلاء على باخموت سيكون خطوة نحو الاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية بأكملها على حدودها.
ويقول محللون غربيون إن باخموت ليست لها قيمة استراتيجية تذكر رغم أن الاستيلاء عليها سيعطي دفعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجيشه بعد سلسلة من الانتكاسات فيما يسمونه «عمليتهم العسكرية الخاصة».



«الناتو» سيبدأ مناورات نووية سنوية وسط تهديد روسيا لداعمي أوكرانيا الغربيين

جندي أميركي يعطي تعليمات لجندي فنلندي على بندقية «كارل غوستاف» خلال تدريبات في روفاجارفي 30 مايو 2023 (رويترز)
جندي أميركي يعطي تعليمات لجندي فنلندي على بندقية «كارل غوستاف» خلال تدريبات في روفاجارفي 30 مايو 2023 (رويترز)
TT

«الناتو» سيبدأ مناورات نووية سنوية وسط تهديد روسيا لداعمي أوكرانيا الغربيين

جندي أميركي يعطي تعليمات لجندي فنلندي على بندقية «كارل غوستاف» خلال تدريبات في روفاجارفي 30 مايو 2023 (رويترز)
جندي أميركي يعطي تعليمات لجندي فنلندي على بندقية «كارل غوستاف» خلال تدريبات في روفاجارفي 30 مايو 2023 (رويترز)

قال رئيس «الناتو» ينس ستولتنبرغ، الخميس، إن الحلف سيعقد مناورات نووية كبيرة مخططاً لها منذ فترة طويلة الأسبوع المقبل، بعد أسابيع قليلة من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تغييرات في العقيدة النووية الروسية لتثبيط حلفاء أوكرانيا الغربيين عن دعم الهجمات الأوكرانية على بلاده.

وتبدأ مناورات «الظهيرة الثابتة» يوم الاثنين، وستستمر لمدة أسبوعين تقريباً. وستقود هذه المناورات بلجيكا وهولندا، وتستخدم 8 قواعد عسكرية، وتشمل 2000 فرد و60 طائرة من 13 دولة.

تقام المناورات في الوقت نفسه تقريباً من كل عام لأكثر من عقد، وتشارك فيها طائرات قاذفة وأخرى مقاتلة، يمكنها حمل رؤوس حربية نووية. ولا يجري استخدام ذخيرة حية، وفق ما أفاد تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

ويتم إجراء الجزء الأكبر من المناورات على بُعد نحو 900 كيلومتر من روسيا في بحر الشمال.

قال مسؤولون في «الناتو» إن موسكو أُبلغت بالتدريبات. وقال الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، للصحافيين في لندن: «في عالم غير مؤكد، من الأهمية بمكان أن نختبر دفاعنا، وأن نعززه، حتى يعرف خصومنا أن (الناتو) جاهز وقادر على الرد على أي تهديد».

وتُشكل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بقواتهما النووية الاستراتيجية، مفتاح الردع الأمني ​​لحلف شمال الأطلسي. كما تمتلك فرنسا أسلحة نووية، ولكنها ليست جزءاً من مجموعة التخطيط النووي للمنظمة.

وقال أنغوس لابسلي، الأمين العام المساعد لحلف شمال الأطلسي للسياسة الدفاعية والتخطيط، إن التدريبات تهدف إلى إثبات أن قدرة التحالف على مواجهة أي تهديد لدوله الأعضاء، البالغ عددها 32 دولة، موثوقة وشيء «يجب على أي خصم أن يأخذه على محمل الجد حقاً».

وأضاف لابسلي: «أن حلف شمال الأطلسي كان يراقب ظهور كوريا الشمالية بصفتها قوة نووية، والتوسع السريع للقدرات النووية للصين والتطورات في إيران، لكن من الواضح أن ما يقلقنا أكثر هو روسيا».

وقال: «إن موسكو كانت تستثمر في قواتها النووية (بكثافة متسارعة) على مدى العامين الماضيين، وأنها تقدم كثيراً من الأنظمة الجديدة، وتضع مزيداً من التركيز على الاستثمار في أنظمة الأسلحة قصيرة ومتوسطة المدى».

وأشار لابسلي إلى أن موسكو كانت مؤخراً «تتحدث كثيراً عن عقيدتها النووية، وكيف قد تتطور أو لا تتطور». وقال إنه يبدو كأنه «محاولة واضحة للتأثير علينا» عندما يتعلق الأمر بدعم أوكرانيا.

لقد هدد بوتين وأصوات أخرى في الكرملين الغرب بشكل متكرر بالترسانة النووية الروسية. وفي تحذير قوي جديد في أواخر الشهر الماضي، قال بوتين إن الهجوم التقليدي على روسيا من قبل أي دولة بدعم من قوة نووية سيعدّ هجوماً مشتركاً.

وعند توليه منصبه في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، أكد روته أنه في حين كان خطاب بوتين النووي «متهوراً وغير مسؤول»، فلا يوجد دليل على أي تهديد وشيك باستخدام الأسلحة النووية.

وقال روته إنه من المهم ترك بوتين «للحديث عن ترسانته النووية. إنه يريد منا أيضاً مناقشة ترسانته النووية، وأعتقد أنه ليس علينا فعل ذلك».

وفي الوقت نفسه، قال روته إن الاستسلام لأي تهديد «سيشكل سابقة مفادها أن استخدام القوة العسكرية يسمح لدولة ما بالحصول على ما تريد، ولا يمكننا أن نسمح بذلك».

وقال دانيال بانش، رئيس العمليات النووية في المقر العسكري لحلف شمال الأطلسي، إنه في حين تشارك العشرات من الطائرات، فإن كثيراً من التدريبات تجري خلف الكواليس.

وأضاف بانش: «في إطار مناورات (الظهيرة الثابتة) نسعى إلى تأكيد النظام العام؛ ووضع الناس في مواقف صعبة، ووتيرة عمليات عالية». وقال: «إن التحدي المتمثل في تنسيق الأمور حرفياً حتى الدقيقة التي نصوب فيها سلاحاً على الهدف، هو نشاط معقد للغاية».