ضرائب العقار البريطاني الأعلى بين الدول الصناعية

خبراء: التعديل الأخير هدف «سجلته الحكومة في مرماها»

بريطانيا تحتاج إلى 300 ألف عقار سنويًا
بريطانيا تحتاج إلى 300 ألف عقار سنويًا
TT

ضرائب العقار البريطاني الأعلى بين الدول الصناعية

بريطانيا تحتاج إلى 300 ألف عقار سنويًا
بريطانيا تحتاج إلى 300 ألف عقار سنويًا

أشار تقرير من مؤسسة «بوليسي اكستشينج» إلى أن مالكي العقار البريطانيين يتحملون معدلات ضرائب أعلى من أصحاب العقار في أي دولة غربية أخرى، وأكثر من ضعف المعدل الساري في 34 دولة صناعية من أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وطالب التقرير بتسهيل بناء العقارات الجديدة لفك أزمة السوق وبمعدل لا يقل عن 300 ألف عقار سنويًا.
وكشف التقرير أن نسبة الضرائب التي تشمل رسوم البلديات المحلية ورسوم التمغة وضرائب الإرث والقيمة المتزايدة لرأس المال تصل إلى 4.1 في المائة من إجمالي الدخل المحلي في بريطانيا مقابل نسب لا تزيد على 3.5 في المائة في كندا، وثلاثة في المائة في الولايات المتحدة، و0.9 في المائة في ألمانيا.
وطالب التقرير بتعديل قوانين التخطيط من أجل تسهيل بناء عقارات جديدة وتسهيل الملكية بدلاً من فرض المزيد من الضرائب على العقارات القائمة بالفعل. ولا يشعر مالكو العقار البريطانيون بوطأة هذه الضرائب في ظل قيم العقار المتصاعدة وتراجع نسب ملكيتها من قطاعات كبيرة من الشباب.
وكان هيكل الضرائب العقارية قد تعدل في ميزانية العام الماضي بحيث تم إلغاء مستويات محددة من الضرائب للشرائح المختلفة من العقار واستبدالها بمعدلات تدريجية متناسبة مع قيمة العقار.
ويعتقد خبراء أن القطاع الفاخر في لندن الآن يقع تحت كثير من الضغوط، ولا يمكن وصفه بالانتعاش بأي حال في المرحلة الحالية، على حد قول مارك بولاك، مدير شركة أستون تشيس العقارية.
وعبر مارك عن استيائه من نسبة الضريبة المرتفعة، خصوصًا عند حدود نسبة 12 في المائة على الشريحة العليا. وقال: «إنها نسبة من الصعب على المشتري المحلي أن يستوعبها، بخلاف المستثمر الدولي الذي يمكن أن يغطيها بسهولة». وقال إن «تأثير هذه الضريبة سوف يجبر سكان لندن على التوسع في العقارات التي يشغلونها حاليًا بدلاً من الانتقال إلى عقارات أكبر». وهو يعتبر القرار «هدفًا سجلته الحكومة في مرماها».
ولا يفرض النظام الضريبي الحالي أي ضرائب تمغة عند الشراء للعقارات التي يقل ثمنها عن 125 ألف إسترليني (187.5 ألف دولار)، وهي نسبة ضئيلة من العقارات لأن المعدل السعري الحالي يزيد على المائتي ألف إسترليني (300 ألف دولار).
وتجتذب العقارات الواقعة بين 125 و250 ألف إسترليني (187.5 – 375 ألف دولار) نسبة اثنين في المائة من ضرائب التمغة.
وترتفع النسبة إلى خمسة في المائة من 250 ألف إسترليني (375 ألف دولار) حتى سعر 925 ألف إسترليني (1.38 مليون دولار) ثم 10 في المائة إلى سعر 1.5 مليون إسترليني (2.35 مليون دولار)، وأخيرًا إلى 12 في المائة على أي معدل سعر أعلى من ذلك.
ويعني ذلك أن مشتري العقار الفاخر بسعر خمسة ملايين إسترليني لن يدفع أي ضرائب على أول 125 ألف إسترليني، ثم نسبة اثنين في المائة على الشريحة التالية حتى سعر ربع مليون، ثم خمسة في المائة على فارق السعر بين ربع مليون، و925 ألف إسترليني، ثم 10 في المائة على فارق السعر بين 925 ألف إسترليني، و1.5 مليون إسترليني. وأخيرًا نسبة 12 في المائة على الفارق السعري ما بين 1.5 مليون وخمسة ملايين إسترليني. وفي السابق كان المشتري يدفع الشريحة العليا من الضرائب على كل المبلغ إذا زاد ثمن العقار عن حد معين.
وفي بيان الميزانية الجديد هذا العام كانت الإضافة الوحيدة هي رفع حد الإعفاء الضريبي على عقار العائلة إلى مليون إسترليني (1.5 مليون دولار). ولكن هذا الإعفاء لا يشمل العقارات الاستثمارية التي يتم شراؤها من أجل استغلالها تجاريًا سواء التشغيل التجاري أو التأجير.
وبينما يعتقد بعض خبراء العقار الذين استشارتهم «الشرق الأوسط» أن هذه التعديلات سوف تكون ضارة بالقطاع الفاخر في سوق العقار، حيث زادت نسبة الضرائب فيه إلى 12 في المائة، يقول البعض الآخر إن التعديلات الضريبية على العقار أزالت الشكوك من السوق. وقال أحد الخبراء إن ضرائب العقار في لندن ما زالت أقل من مثيلتها في سنغافورة التي تصل فيها النسبة إلى 15 في المائة على الشرائح العليا.
وبينما تزيد هذه التعديلات من الأعباء الضريبية على فئات القطاع الفاخر، فإنها تفيد قطاع المدخل للمشترين الجدد من صغر السن، وتخفض الحد الضريبي لنسبة 98 في المائة من المشترين على حد تصريح الوزير أوسبورن.
وفيما يتعلق بمعدلات الضرائب على القطاع الفاخر في لندن الذي يهم كبار المستثمرين العرب، فقد كان رأي الخبراء هو أن حدود 10 و12 في المائة تبدو باهظة، وسوف تنعكس سلبًا على خفض معدل الصفقات في القطاع الفاخر في لندن وضواحيها. واعتبر البعض أن من قصر النظر وضع أعباء ضريبية جديدة على قطاع يولد حصة ضريبية عالية بالفعل للحكومة البريطانية.
ويضيف التعديل الضريبي 18 ألف إسترليني من الضرائب على مشتري عقار ثمنه 1.5 مليون إسترليني، ولكنه بالمقابل يعني أيضًا خفضًا نسبته 3 آلاف إسترليني على عقار ثمنه 700 ألف إسترليني.
وتشير آراء وكلاء العقار في كل القطاعات أن الضريبة المتدرجة تصاعديًا تبدو أكثر عدالة من النظام السابق في حساب الضرائب العقارية. وفي الماضي، لم يكن أحد يبيع عقارات في لندن بسعر 505 آلاف إسترليني لأن الضريبة ترتفع من ثلاثة إلى أربعة في المائة بعد حد نصف مليون إسترليني، على إجمالي الثمن.
ولكن أحد المتعاملين في القطاع الفاخر، وهو مارتن بخيت، المدير التنفيذي لشركة كاي أند كو في لندن، عبّر عن إحباطه بالقول إن هذا التعديل الضريبي كان بمثابة «ضريبة على العقارات الفاخرة مهداة من حزب المحافظين»، وهو لا يعتقد أنه تعديل مرحب به في القطاع الفاخر. وقال إنه استكمل صفقة عقارية زاد فيها العبء الضريبي من 581 ألف إسترليني إلى 910 آلاف إسترليني. وعبّر مارتن عن إحباطه من القرارات الضريبية المفاجئة التي تتخذها الحكومات البريطانية المتعاقبة، والتي تصيب قطاعات كبيرة من المستثمرين بالضرر المالي.
وأشار أليكس نيوال إلى أن مجموع عوائد ضرائب العقار في لندن زادت في العام المالي الأخير بنسبة 31 في المائة من 4.9 مليار إلى 6.5 مليار إسترليني. وهو يتوقع زيادة عدد الصفقات في قاع السوق حيث العقارات المعفاة من الضرائب أو تلك التي تجتذب نسبة اثنين في المائة فقط. ولكن التأثير السلبي سوف يكون في قمة السوق للعقارات فوق حد 1.5 مليون إسترليني، الذي ترتفع عليه الضرائب إلى نسبة 12 في المائة. فعلى عقار ثمنه خمسة ملايين إسترليني سوف يدفع المشتري ضريبة قدرها 514 ألف إسترليني بدلاً من 350 ألفًا، وسوف ينعكس ذلك سلبًا على وسط لندن حيث تعقد معظم صفقات القطاع الفاخر.
ويؤكد نيوال أن حجم الصفقات في القطاع الفاخر انخفض فعلاً في الشهور الأخيرة بشكل كبير وبنسبة وصلت إلى 48 في المائة في حي «نوتنغ هيل غيت» في العام الأخير بسبب المخاوف من ضريبة العقارات الفاخرة. وأكد أن لندن ما زالت أكثر جاذبية من نيويورك على رغم النظام الضريبي الجديد، وأنها الآن تتماشي مع مدن عالمية مثل هونغ كونغ (8.5 في المائة) وتقل في ضرائبها عن سنغافورة التي تصل فيها النسبة إلى 15 في المائة. وأضاف أن لندن ما زالت تقدم كثيرًا من المزايا للمستثمر الأجنبي مثل الأمن والتعليم والأعمال والمجتمع متعدد الأعراق. وعبّر مارك عن اعتقاده أن أحياء لندن الراقية سوف تعيد تسعير عقاراتها لاستيعاب الضريبة الجديدة. وأكد أن أحد البائعين خفض ثمن عقاره بنحو خمسة في المائة حتى يعوض المشتري عن الارتفاع الضريبي.
لا تقتصر ضرائب العقار البريطانية على مرحلة شراء العقار، بل تمتد أيضًا إلى ضرائب البيع. ويعفى المقيم في بريطانيا من ضريبة القيمة المتزايدة عند البيع للمنزل الذي يقيم فيه مع عائلته إلى حد مليون إسترليني. ولكن الأجنبي غير المقيم عليه دفع هذه الضريبة عند بيع العقار الذي يملكه حتى ولو كان عقاره الوحيد.
وتطبق هذه الضريبة أيضًا على العقارات الاستثمارية للمقيم في بريطانيا، وهي العقارات التي يشتريها المقيم من أجل تأجيرها. وتحتسب الضريبة على فارق القيمة بين ثمن الشراء وثمن البيع بعد احتساب قيمة أولية معفاة تصل حاليًا إلى 11,100 إسترليني.
ويلجأ بعض الأجانب إلى شراء العقارات عبر شركات أوفشور من أجل تجنب دفع ضرائب الإرث، ولكن هذا يعني نسبة أعلى من الضرائب عند الشراء تصل إلى 15 في المائة من قيمة العقار، بالإضافة إلى ضرائب القيمة المضافة عند البيع.
ويمنح ورثة المقيم في بريطانيا إعفاء ضريبيًا على منزل الأسرة إلى قيمة مليون إسترليني، ولكن تفرض ضرائب الإرث على كل الأصول الأخرى وبنسب تصل إلى 40 في المائة.
وفي كل الحالات، يجب الاستعانة بمستشار قانوني عند الإقبال على خطوة شراء العقار في بريطانيا من أجل إدارة العقار ضريبيًا. وفي حالات تأجير العقار، يجب أيضًا سداد القيم الضريبية المفروضة على الإيراد وفقًا لظروف ومحل إقامة مالك العقار.
وليس هناك مجال للتهرب الضريبي في بريطانيا حيث العواقب يمكن أن تصل إلى السجن. وهناك قول مأثور هو أن في بريطانيا لا مناص من الموت.. والضرائب.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.