موسكو: السيطرة على باخموت «أساسية» لمزيد من الهجمات

كييف تعلن مقتل أكثر من ألف جندي روسي «خلال يوم واحد»

صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية لدبابة «تي-90» تطلق النار في أوكرانيا (إ.ب.أ)
صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية لدبابة «تي-90» تطلق النار في أوكرانيا (إ.ب.أ)
TT

موسكو: السيطرة على باخموت «أساسية» لمزيد من الهجمات

صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية لدبابة «تي-90» تطلق النار في أوكرانيا (إ.ب.أ)
صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية لدبابة «تي-90» تطلق النار في أوكرانيا (إ.ب.أ)

بقيت مدينة باخموت محور الحدث الحربي الأوكراني الثلاثاء، بعد أن أكدت كييف تصميمها على الدفاع عنها، في حين اعتبرت موسكو، على لسان وزير الدفاع سيرغي شويغو، أن السيطرة على المدينة الصناعية في شرق أوكرانيا، «مسألة أساسية» لشن مزيد من الهجمات في منطقة دونيتسك.
وقال شويغو، خلال اجتماع لمسؤولين عسكريين نقله التلفزيون، «تشكل هذه المدينة مركزاً دفاعياً مهماً للقوات الأوكرانية في منطقة دونباس. السيطرة عليها ستسمح بهجمات إضافية في عمق خطوط دفاع القوات المسلحة الأوكرانية».
وكان يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة «فاغنر»، المسلّحة التي يقاتل عناصرها في الخطوط الأمامية للجبهة في هذه المعركة، توقع في رسالة عبر الفيديو أن «يحارب الجيش الأوكراني من أجل (باخموت) حتى النهاية».
ومن الجانب الأوكراني، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في رسالته المصوّرة اليومية مساء الاثنين، أنّه أبلغ رئيس الأركان بوجوب إرسال تعزيزات للقوات التي تدافع عن باخموت، مجدّداً تأكيد «عدم التخلّي عن أيّ جزء من أوكرانيا» لروسيا.
وأكد ميخايلو بودولاك مستشار الرئاسة الأوكرانية، في السياق ذاته، قائلاً: «إن هناك إجماعاً بين العسكريين على ضرورة الاستمرار في الدفاع عن المدينة واستنزاف قوات العدو، مع بناء خطوط دفاع جديدة بالتوازي، في حال تغيّر الوضع الميداني».
وعلى حدّ قوله، فإن «الدفاع عن باخموت حقّق أهدافه» من خلال استنزاف القوات الروسية؛ لإعطاء الوقت للجيش الأوكراني لتدريب «آلاف الجنود للتحضير لهجوم مضادّ». وبهذا المعنى، مهما حصل، فإنّ الدفاع عن باخموت «سيشكّل نجاحاً استراتيجياً كبيراً» بحسب بودولاك. وذهب مسؤول أوكراني طلب عدم الكشف عن هويته، أبعد من ذلك قائلاً: «بالنظر إلى المواقع الحالية لمدافعينا قرب باخموت، فمن المستحيل محاصرة المدينة».
وكان الرئيس زيلينسكي زار المدينة في ديسمبر (كانون الأول) وتعهّد بالصمود فيها «لأطول فترة ممكنة»... وفي وقت يشكّك فيه بعض المحلّلين في جدوى تمسّك الأوكرانيين بهذه المدينة المدمّرة، قال «معهد الأبحاث الأميركي لدراسة الحرب» في مذكرة، إنّ الدفاع عن باخموت «لا يزال منطقياً من الناحية الاستراتيجية» لأنّ هذه العملية «تواصل استنزاف القوات والمعدات الروسية».
وفي السياق العام للحرب، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أن الجيش قتل 154 ألفاً و830 جندياً روسياً خلال الفترة بين 24 فبراير (شباط) 2022 و7 مارس (آذار) 2023، من بينهم 1060 جندياً خلال الاثنين فقط، حسبما أفادت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم) الثلاثاء.
وقال البيان، الذي نشرته هيئة الأركان العامة في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «إن القوات الروسية تكبدت أكثر من 3 آلاف دبابة، و6 آلاف مركبة مدرعة قتالية، والمئات من الأنظمة المدفعية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، وأنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة، والمروحيات والمركبات الآلية، إضافة إلى عديد من السفن الحربية والطائرات دون طيار ووحدات المعدات الخاصة، كما تم إسقاط نحو ألف صاروخ روسي من طراز (كروز)».
وأفادت «يوكرينفورم» بأن القوات الجوية الأوكرانية شنت، خلال يوم الاثنين وحده، 15 ضربة استهدفت المواقع الروسية، إضافة إلى ضربة جوية أخرى دمرت نظاماً للصواريخ المضادة للطائرات في موقعه.


مقالات ذات صلة

كتاب يوضح كيف «تفوّق» بوتين على بايدن وترمب

الولايات المتحدة​ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال ترؤسه اجتماعاً عبر خدمة «الفيديو كونفرنس» الاثنين (أ.ف.ب)

كتاب يوضح كيف «تفوّق» بوتين على بايدن وترمب

استعرضت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية ما ذكره الصحافي الأميركي المخضرم بوب ودوورد في كتابه الجديد «حرب» عن تعامل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي في مقر حلف «ناتو» ببروكسل (إ.ب.أ)

وزير الدفاع الأميركي: نريد من إسرائيل تقليل ضرباتها في بيروت ومحيطها

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة تريد أن تقلل إسرائيل ضرباتها في العاصمة اللبنانية بيروت ومحيطها.

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)

كيف يعزّز نشر قوات كورية شمالية في روسيا التحالف العسكري بين البلدين؟

يرى خبراء أنّ قرار كوريا الشمالية نشر آلاف الجنود على خطوط المواجهة في أوكرانيا من شأنه أن يعزّز التحالف العسكري المثير للجدل مع موسكو

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (يسار) ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها يظهران خلال جولة في كييف (إ.ب.أ)

فرنسا: مشاركة كوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية ستمثل تصعيداً خطيراً

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها أن مشاركة قوات من كوريا الشمالية في الغزو الروسي ستمثل تصعيداً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا أحد أفراد الجيش الأوكراني يستخدم الضوء لتفقد أثر مسيّرات روسية في كييف (رويترز)

كييف: تدخُّل قوات كورية شمالية يمثل تهديداً «هائلاً» بحدوث تصعيد

قال وزير الخارجية الأوكراني إن مشاركة قوات من كوريا الشمالية في الغزو الروسي لأوكرانيا تمثل تهديداً «هائلاً» بحدوث تصعيد.

«الشرق الأوسط» (كييف )

الملك تشارلز يصل إلى أستراليا في أول رحلة طويلة منذ إصابته بالسرطان

الملك تشارلز والملكة كاميلا يخرجان من الطائرة لدى وصولهما إلى مطار سيدني (رويترز)
الملك تشارلز والملكة كاميلا يخرجان من الطائرة لدى وصولهما إلى مطار سيدني (رويترز)
TT

الملك تشارلز يصل إلى أستراليا في أول رحلة طويلة منذ إصابته بالسرطان

الملك تشارلز والملكة كاميلا يخرجان من الطائرة لدى وصولهما إلى مطار سيدني (رويترز)
الملك تشارلز والملكة كاميلا يخرجان من الطائرة لدى وصولهما إلى مطار سيدني (رويترز)

وصل الملك تشارلز الثالث إلى أستراليا، الجمعة، في رحلة صعبة لناحية الجهد البدني، منذ إعلان إصابته بالسرطان قبل ثمانية أشهر.

وبعد رحلة طويلة استمرت أكثر من 20 ساعة، وصل الملك البالغ (75 عاماً)، وزوجته الملكة كاميلا، إلى سيدني التي غمرتها الأمطار، واستقبلهما كبار الشخصيات المحلية وأطفال يحملون باقات زهور.

وكان في استقبال الملك تشارلز والملكة كاميلا، تحت الأمطار الخفيفة، بمطار سيدني، رئيس وزراء أستراليا أنتونى ألبانيز، وكريس مينس رئيس وزراء ولاية نيوساوث ويلز كريس، وممثل الملك في أستراليا الحاكم العام سام موستيلن.

الملك تشارلز والملكة كاميلا لدى وصولهما إلى مطار سيدني (د.ب.أ)

وقال الملك وعقيلته، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قبيل وصولهما: «نتطلع حقاً إلى العودة لهذا البلد الجميل للاحتفال بالثقافات والمجتمعات الغنية بشكل غير عادي، والتي تجعله مميزاً جداً».

ويقوم الملك بجولة مُدتها تسعة أيام في أستراليا وجزر ساموا النائية، والتي ستتضمن حفل شواء عامّاً وزيارة معالم شهيرة وتذكيرات بمخاطر المناخ المُلحة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتشارلز أول عاهل بريطاني تطأ قدماه أستراليا منذ عام 2011، عندما استقبل حشد كبير والدته الملكة إليزابيث الثانية.

وتهدف رحلته، المقررة منذ فترة طويلة، إلى تعزيز النظام الملكي بين عامة الناس من الأستراليين المترددين بشكل متزايد.

وقالت المحامية كلير كوري (62 عاماً)، والتي تشعر مثل كثيرين من الأستراليين بأنها على «الحياد» بشأن استمرار دور النظام الملكي في الحياة الأسترالية: «أعتقد أن معظم الناس يرون فيه ملكاً صالحاً».

وأضافت: «لقد مرّ وقت طويل. معظم أسلافي جاؤوا من إنجلترا، أعتقد أننا مدينون بشيء هناك».

صورة للملك تشارلز والملكة كاميلا تُعرض على مبنى أوبرا سيدني (د.ب.أ)

ووفقاً لوسائل إعلام بريطانية، فقد سمح الأطباء للملك بتعليق علاجه، طوال مدة الرحلة التي ستقوده أيضاً إلى جزر ساموا، لحضور اجتماع للكومنولث.

وقد زارها تشارلز، لأول مرة، عندما كان في السابعة عشرة عام 1966، عندما جرى إرساله إلى مدرسة «تيمبرتوب» المعزولة في منطقة جبلية بولاية فيكتوريا (جنوب شرق).

وصرح تشارلز لاحقاً بأنه «أثناء وجودي هنا، تعرضتُ لضرب مبرحٍ من قِبل بعض الأشخاص»، واصفاً ذلك بأنه «أفضل جزء على الإطلاق» في تعليمه.

وعاد تشارلز إلى أستراليا مع زوجته ديانا عام 1983، واجتذب الحشود المتلهفة لرؤية «أميرة الشعب» في المعالم الشهيرة مثل دار الأوبرا في سيدني.

وستكون هذه أطول جولة خارجية يقوم بها تشارلز منذ بدء العلاج من السرطان. وقام بزيارة قصيرة إلى فرنسا، هذا العام؛ للاحتفال بيوم النصر.

الملكة كاميلا تحمل مظلة أثناء وصولها إلى مطار سيدني (رويترز)

وأظهر استطلاع حديث للرأي أن نحو ثلث الأستراليين يرغبون في التخلي عن النظام الملكي، وأن ثُلثهم الآخر يفضلون الإبقاء عليه، في حين أن ثلثهم الأخير متردد.

وتَعامل تشارلز بحذر شديد مع هذه القضية، عشية تولّيه العرش، ونُقل عنه قوله: «الأمر متروك للشعب الأسترالي لاتخاذ القرار». وبينما كان الاستقبال حاراً، إلا أن قادة أستراليا القوميين وحكام الولايات يريدون إزالة الملكية من دستورهم.