احتفاء مصري بتمثال لجراح القلب مجدي يعقوب

صُنع من الجرانيت على هامش «سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت»

تمثال يجسد شخصية جراح القلب المصري العالمي الدكتور مجدي يعقوب (فيسبوك)
تمثال يجسد شخصية جراح القلب المصري العالمي الدكتور مجدي يعقوب (فيسبوك)
TT

احتفاء مصري بتمثال لجراح القلب مجدي يعقوب

تمثال يجسد شخصية جراح القلب المصري العالمي الدكتور مجدي يعقوب (فيسبوك)
تمثال يجسد شخصية جراح القلب المصري العالمي الدكتور مجدي يعقوب (فيسبوك)

احتفى مصريون على مواقع التواصل الاجتماعي، بصور لتمثال يجسّد شخصية جراح القلب المصري العالمي، الدكتور مجدي يعقوب. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور التمثال، مصحوبة بعبارات الإشادة بالطبيب المصري الذي يحظى بشعبية لافتة.
والتمثال من أعمال الفنان المصري ناثان دوس، ونحته مستخدماً حجر الجرانيت، على هامش فعاليات الدورة الـ27 لـ«سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت»، والتي عُقدت في الفترة من 27 يناير (كانون الثاني) الماضي، حتى 4 مارس (آذار) الحالي، في أسوان (جنوب مصر).

وقال دوس لـ«الشرق الأوسط»: إن «عملية التنفيذ النهائي للتمثال في أسوان على حجر الجرانيت الأحمر استغرقت 22 يوماً، وسبقها مرحلة التحضيرات والمخططات الأولية على الورق، والتي تمت في مرسمه بالقاهرة». وأوضح، أن «التمثال مشيّد على قاعدة تتضمن أربع نوافذ تمثل حجرات القلب الأربع، وداخل الحجرة قلب معلق وشمعة موقدة لتنير الطريق أمام اليائسين».
ولفت إلى أن «العمل يتضمن رسالة محبة وامتنان وتقدير لجراح عالمي، اشتهر بمساعدة غير القادرين، ولم تغرِه الشهرة». وقال: إنه «حرص على تجسيد ابتسامة مجدي يعقوب التي تدخل القلوب دون استئذان».
وبشأن ما إذا كان تنفيذ التمثال يتعارض مع منصبه كـ«قومسيير سمبوزيوم أسوان النحت الدولي»، لا سيما أن وظيفة القوميسير هي الإشراف على السمبوزيوم وتنظيمه وتنفيذه، دون تقديم أعمال فنية، أكد دوس «عدم وجود تعارض». وقال: إن «التمثال صنع بناءً على طلب من محافظ أسوان اللواء أشرف عطية، وكان خارج الأعمال المتقدمة رسمياً في السمبوزيوم».

والدكتور مجدي يعقوب، جراح مصري (88 عاماً)، انتقل للعمل في بريطانيا أوائل الستينات من القرن الماضي، وأجرى أكثر من 20 ألف عملية قلب هناك على مدى عقود قبل أن يعود للاستقرار في مصر، وتحديداً في أسوان، حيث أنشأ مركزاً لجراحات القلب. حصل على قلادة النيل التي تُعدّ أرفع وسام مصري، كما منحته ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية لقب «فارس»، فضلاً عن وسام الاستحقاق البريطاني. وتطلق عليه وسائل الإعلام في المملكة المتحدة لقب «أمير القلوب».



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».