من هي جماعة «جباية الثمن»؟https://aawsat.com/home/article/419641/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%8A-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%C2%AB%D8%AC%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D9%86%C2%BB%D8%9F
عصابة الإرهاب اليهودية التي نفذت العملية الإرهابية الجديدة، فجر أمس، في قرية دوما بالضفة الغربية، تنتمي إلى مجموعة أكبر تعرف أعمالها باسم «جباية الثمن»، ولكن السلطات الإسرائيلية الرسمية، خصوصا في ظل حكم نتنياهو، تمتنع عن تسميتها باسمها الحقيقي. فهي «تنظيم إرهابي» بامتياز. يعمل أفرادها إرهابيين بكل معنى الكلمة. لديهم قادة وقيادات، ولديهم تمويل وأدوات. وتقاعس سلطات الأمن الإسرائيلية من جهة، وتعاطف المستوطنين معهم من جهة ثانية، يوفر لهم «دفيئة»، ينطلقون منها إلى عمليات إرهاب تتطور وتصبح أخطر وذات نوعية من يوم لآخر. فقط قبل يومين، صرح ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قائلا إن هذه الجماعة تبدي ذكاء حادًا وتكتيكًا متطورًا. فمع أن عدد عملياتها قد انخفض، فإن نوعية عملياتها أصبحت أشد خطورة. وصدق. فقد أحرقوا عائلة بأكملها. تأسست هذه الجماعة في مثل هذه الأيام من شهر يوليو (تموز) سنة 2008، في أعقاب الصدامات التي وقعت بين الجنود الإسرائيليين والمستوطنين في بؤرة استيطان تدعى «عادي - عاد». ففي حينه قررت حكومة إيهود أولمرت، الذي بدأ مسارًا للتفاوض مع الفلسطينيين، إزالة جميع البؤر الاستيطانية (نحو 100 بؤرة)، التي كانت قد أقيمت في السنوات العشر الأخيرة بتشجيع من حكومة آرييل شارون. قرار الحكومة بإزالة البؤر حظي برد فعل قاسٍ من المستوطنين، فقرروا مقاومته بالقوة. واختاروا طريقة «جباية الثمن». فكلما يتم الصدام معهم، أو تقوم الحكومة بهدم مبنى أقاموه بلا ترخيص، كانوا ينتقمون من الفلسطينيين. فينقذون اعتداءات ما عليهم. في البداية، كانت تلك أعمالا فردية، أو بمجموعات محلية محدودة العدد والعدة. ولكنها شيئًا فشيئًا تطورت واتسعت واتخذت طابعًا أقوى وأقسى. وحسب صحيفة «هآرتس» 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2014، يبلغ عدد أعضاء تنظيم «جباية ثمن» نحو 3 آلاف شخص. ويوجد بينهم جنود في جيش الاحتياط الإسرائيلي، مما يعني أنهم يكتسبون خبرات في العمل العسكري. وحسب طرق عملهم، التي تستند إلى اختيار قرى نائية، فإن 85 بلدة فلسطينية يعيش فيها ربع مليون إنسان معرضة لخطر اعتداءات هذه الجماعة. وقد نفذت منذ تشكيلها ما يقارب 700 عملية اعتداء عنيف. وقد اختاروا ضحية لاعتداءاتهم، بيوت الفلسطينيين النائية وعددا من المساجد والكنائس والأديرة المسيحية والمقابر الإسلامية والمسيحية، ليس فقط في الضفة الغربية بل أيضًا في إسرائيل نفسها ضد فلسطينيي 48 ومقدساتهم. وعلى الرغم من أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعلن أنها تطاردهم، إلا أنها لم تقبض عليهم إلا في حادثين اثنين. الأمر الذي يعتبره الفلسطينيون تشجيعا لهم.
3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعيةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5091928-3-%D9%85%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D9%88%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A%D8%A9
3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.
ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.
وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.
وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.
وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.
تصنيف ودعم وتفكيك
في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.
وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.
وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.
وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.
وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».
وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».
وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».
ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».
اتهام إيران
أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».
وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.
وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».
وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».
وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».
ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».