وسط إفصاح الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع عن تكديس إيران يورانيوم مخصباً قد يستخدم في تطوير قنبلة ذرية، قال تقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز» إن طهران أبرمت صفقات سرية مع موسكو لضمان نقل اليورانيوم لها.
وقالت مصادر استخباراتية أجنبية على دراية بالمفاوضات بين موسكو وطهران بشأن أنشطة الأسلحة النووية الإيرانية غير القانونية المزعومة لـ«فوكس نيوز» إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على إعادة اليورانيوم المخصب الذي حصل عليه من إيران إذا انهار الاتفاق النووي المحتمل.
ويتمثل أحد العناصر الرئيسية لخطة العمل الشاملة المشتركة بين الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، في قيام روسيا بتخزين اليورانيوم المخصَّب لطهران لمنع النظام الإيراني من استخدامه لصنع قنبلة ذرية.
وتزعم المصادر الاستخباراتية الأجنبية التي تحدثت، شريطة عدم الكشف عن هويتها، أنه «في إطار الاتفاق السري بين البلدين، تعهدت روسيا بإعادة كل اليورانيوم المخصب إلى إيران في أسرع وقت ممكن، إذا انسحبت الولايات المتحدة لأي سبب من الأسباب من الاتفاق النووي المحتمل». وأضافوا أن «الرئيس بوتين وافق على هذا الطلب على ما يبدو بسبب اهتمامه بتعويض الإيرانيين على مساعدتهم لروسيا في حربها»، حيث يزود النظام الإيراني موسكو بطائرات مسيَّرة فتاكة متطورة لاستخدامها في الغزو. ووفقاً لمسؤولي المخابرات، انتهز الإيرانيون الفرصة أثناء حاجة بوتين الماسة للطائرات المسيَّرة وطالبوا بـ«ضمان نووي» يمكن إيران «من استعادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بسرعة».
وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم في فيينا في يوليو (تموز) 2015 بين طهران والقوى الست الكبرى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا)، ومنذ ذلك الوقت بدأت طهران كسر القيود المتفق عليها في الاتفاق.
ويريد النظام الإيراني تأكيداً من إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بأنها هي والإدارات الأميركية المستقبلية لن توقف خطة العمل الشاملة المشتركة الجديدة. وقال البيت الأبيض إنه لا يمكنه ضمان عدم انسحاب إدارة جديدة من الاتفاق المثير للجدل.
وعند سؤاله عن الصفقات السرية بين إيران وروسيا بشأن شحنات اليورانيوم المخصب، قال مجتبى بابائي، المتحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة لـ«فوكس نيوز»: «لا توجد معلومات حول هذا الادعاء».
ورداً على سؤال حول بناء إيران لسلاح نووي، قال بابائي: «إيران ليس لديها خطط لصنع أسلحة نووية لأن عقيدتها العسكرية تحظر استخدام أسلحة الدمار الشامل بأي شكل من الأشكال».
ومن جهتها، قالت ربيكا كوفلر، ضابطة المخابرات العسكرية الأميركية المتقاعدة: «من المنطقي بالنسبة لي أن توافق طهران وموسكو على هذا النوع من الصفقات الجانبية».
وأضافت: «بناءً على معرفتي بالعقيدة الروسية وتقاليد الدولة، يحاول الروس اللعب على كلا الجانبين. فمن ناحية، لا يريدون لإيران أن تمتلك سلاحاً نووياً. ومن ناحية أخرى، يريدون الحصول على مساعدة إيران لهم في حربهم ضد أوكرانيا».
أما جيسون برودسكي، مدير السياسة في منظمة متحدون ضد إيران النووية (UANI) ومقرها الولايات المتحدة، فقد أكد أن الصفقات الجانبية المبلغ عنها بين إيران وروسيا بشأن الملف النووي «تظهر مخاطر الاعتماد على موسكو كمشارك أو ضامن في الاتفاقيات الشبيهة بالاتفاق النووي الإيراني».
وأول من أمس (السبت)، قالت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان مشترك إن طهران مستعدة لتقديم مزيد من المعلومات، والمساعدة في تحقيق الوكالة، المتعثر منذ مدة طويلة بشأن جزيئات اليورانيوم، التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة في إيران.
وجاء في البيان المشترك أن إيران «عبّرت عن استعدادها... لتقديم مزيد من المعلومات والتعامل مع قضايا الضمانات العالقة».
ومن المقرر أن يجتمع مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم (الاثنين) في فيينا للنظر في أحدث تقرير للمنظمة ويمكنه مرة أخرى فرض رقابة على إيران، إذا ثبت قيامها بأي خروقات.
تقرير: روسيا قد تعيد اليورانيوم المخصَّب لإيران بموجب صفقة سرية
تقرير: روسيا قد تعيد اليورانيوم المخصَّب لإيران بموجب صفقة سرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة