الهلال.. عودة محلية «متعثرة» بعد سطوع «عالمي ـ آسيوي»

هل لعبت الإصابات والغيابات دوراً في أدائه المهزوز أمام الفرسان؟

الهلال فرّط في فوز بمتناول اليد أمام الوحدة (تصوير: عبد الله الفالح)   -   دياز مطالَب بإيجاد حل لتذبذب مستويات الأزرق محلياً (الشرق الأوسط)
الهلال فرّط في فوز بمتناول اليد أمام الوحدة (تصوير: عبد الله الفالح) - دياز مطالَب بإيجاد حل لتذبذب مستويات الأزرق محلياً (الشرق الأوسط)
TT

الهلال.. عودة محلية «متعثرة» بعد سطوع «عالمي ـ آسيوي»

الهلال فرّط في فوز بمتناول اليد أمام الوحدة (تصوير: عبد الله الفالح)   -   دياز مطالَب بإيجاد حل لتذبذب مستويات الأزرق محلياً (الشرق الأوسط)
الهلال فرّط في فوز بمتناول اليد أمام الوحدة (تصوير: عبد الله الفالح) - دياز مطالَب بإيجاد حل لتذبذب مستويات الأزرق محلياً (الشرق الأوسط)

بعد سطوع لافت في بطولتي «كأس العالم للأندية» و«دوري أبطال آسيا» على التوالي، عاد «الهلال» لخوض غمار المنافسات المحلية بعد توقفٍ دام قرابة 38 يوماً، لكن هذه العودة شابها التعثر، بعد فشله في المحافظة على تقدمه أكثر من مرة في المواجهة التي جمعته بـ«الوحدة» مؤخراً، واستطاع فيها فرسان مكة العودة للقاء والخروج بنقطة التعادل في اللحظات الأخيرة من عُمر المواجهة.
ولازمت موجة النتائج السلبية والتعثرات الكتيبة الزرقاء في المنافسات المحلية التي سبقت مشاركته الخارجية، حيث كانت آخِر مواجهة لـ«الهلال» قبل مغادرته المغرب للعب في «مونديال الأندية» خسارته أمام «الفيحاء» في الدور نصف النهائي لـ«كأس السوبر السعودي»، وهذه الخسارة أسهمت في فقدان الزعيم أولى بطولات الموسم الحالي، وقبلها كان وضعه متذبذباً في منافسات «دوري روشن السعودي»، وتحديداً منذ الجولة الخامسة التي التقى فيها «الهلال»، «التعاون»، وتمكّن الأخير من الانتصار 2/1، ليبدأ بعدها مسلسل فقدان النقاط إثر تعادل «الهلال» مع «الاتفاق» في الجولة السادسة دون أهداف، ومن ثم التعادل أمام «الشباب» في الجولة التي تليها بهدف لمثله.
وبعد ذلك فاز الأزرق بصعوبة على الطائي، أعقبها كذلك بفوز على الباطن، لكنه عاد مجدداً للتعثرات بعد التعادل أمام غريمه التقليدي «النصر» بهدفين لمثلهما، ومن ثم أمام «ضمك» بالنتيجة نفسها، لينتصر بعدها على «الاتحاد» بهدفين نظيفين، ويعود بعدها سريعاً للتعثر في الجولة التي تَلَت ذلك بالخروج بالتعادل أمام «الرائد»، انتصر بعدها على التوالي أمام «العدالة» و«أبها»، ليختتم لقاءاته المحلية قبل المغادرة للمشاركة العالمية أمام «الفيحاء» التي خسرها وغادر بسببها المنافسة على «كأس السوبر السعودي».
هذه النتائج أدخلت الشك في قلوب الجماهير الهلالية حول مصير فريقها على صعيد البطولات المحلية، والذي بات متذبذباً في مستوياته، وتحديداً من بعد الجولة الرابعة لـ«دوري روشن السعودي»، حيث يفوز تارة على فِرق منافسة له، وتارة أخرى يفقد نقاطاً سهلة أمام فِرق أقلّ منه فنياً وعناصرياً، الأمر الذي جعل جماهير الزعيم غير متفائلة لمشاركة فريقها في «مونديال الأندية»، إلا أن أزرق العاصمة قلب التوقعات رأساً على عقب، بعد أن تمكّن من إخراج بطل أفريقيا؛ فريق «الوداد» البيضاوي صاحب الأرض والجمهور في المواجهة الأولى في «كأس العالم»، ليصعد بذلك للقاء فريق فلامينغو البرازيلي؛ بطل الليبرتادوريس في الدور نصف النهائي، حيث تجلّى «الهلال» في هذه المباراة، وقدَّم أداء ملحمياً أمام الفريق البرازيلي الذي كسبه الأزرق بـ3 أهداف لهدفين، ليصعد بذلك للعب المباراة النهائية لـ«كأس العالم للأندية»، كأكبر إنجاز تحققه الأندية السعودية طوال تاريخها، حيث لم يسبق أن وصل فريق سعودي لهذه المرحلة في «كأس العالم للأندية».
وفي اللقاء النهائي ظهرت الفرقة بشكل لافت أمام بطل أوروبا؛ نادي ريال مدريد صاحب الصولات والجولات على صعيد البطولات الكبرى، بل قدَّم لاعبو «الهلال» أداء كبيراً أمام الميرنغي، تمكنوا من خلاله من تسجيل 3 أهداف في شِباك النادي الإسباني الذي تمكّن من الفوز في النهاية بنتيجة 5 أهداف مقابل 3 لـ«الهلال»، لكن الأداء الذي قدّمه لاعبو أزرق العاصمة وجد تصفيقاً كبيراً مع متابعي كرة القدم من مختلف دول العالم، مع إشادة واسعة من محللي كرة القدم ووسائل الإعلام الأجنبية التي أبهرها الأداء الذي ظهر به «الهلال» في المشاركة العالمية.
وبعد انتهاء المشاركة المونديالية استعاد عشاق الأزرق الثقة في فريقهم من جديد، نظير المستوى الفني الكبير والروح القتالية العالية التي ظهر بها لاعبو فريقهم، ليتوجه بعد ذلك «الهلال» للعاصمة القطرية الدوحة لخوض منافسات «دوري أبطال آسيا» الإقصائية، التي بدأها بمواجهة فريق شباب الأهلي دبي الإماراتي في دور الـ16 التي تمكّن «الهلال» خلالها من الفوز بـ3 أهداف لهدف، ليتأهل لدور الثمانية ويواجه فريق «فولاذ» الإيراني، ويكسبها كذلك بهدف نظيف، مواصلاً تحقيق نتائج إيجابية تدفعه للتقدم نحو المحافظة على لقبه الآسيوي، ليلاقي فريق الدحيل القطري في دور النصف النهائي ويكسبه بسباعية تاريخية، وبمستوى فني كبير لم يظهر به «الهلال» منذ فترة طويلة، ليصعد للمباراة النهائية لـ«دوري أبطال آسيا» تأهباً لمواجهة فريق أوراوا الياباني نهاية شهر أبريل (نيسان) المقبل ذهاباً في الرياض، ومن ثم مطلع شهر مايو (أيار) إياباً في طوكيو.
هذه النتائج الإيجابية في «كأس العالم للأندية»، ثم «دوري أبطال آسيا» منحت حالة من التفاؤل بعودة قوية للمنافسات المحلية، بدءاً من مباراة الوحدة، إلا أن ذلك التفاؤل اصطدم بتعثر جديد في المنافسات المحلية بعد الخروج بالتعادل بـ3 أهداف لمثلها، وسط أداء فني لم يكن بالمستوى الذي قدّمه اللاعبون في المشاركات الخارجية.
وكانت الإصابات وقرار المدرب إراحة بعض اللاعبين المهمين، قد لعبا دوراً في ذلك؛ كون الهلال فقَد خدمات نجمه المالي موسى ماريغا الذي تعرَّض لإصابة عضلية في مواجهة الدحيل، في حين منح الأرجنتيني رامون دياز، مدرب الأزرق، 3 من أبرز نجوم فريقه راحة عن المباراة؛ هم: سالم الدوسري، وعبد الله المعيوف، والكوري الجنوبي جانغ هيون سو، الأمر الذي أسهم في افتقاد الفريق عناصر مهمة في صفوفه كانت عاملاً رئيسياً في صنع الفارق، لذلك خرج الفريق بنقطة واحدة رغم تقدمه في كل مرة، إلا أن فرسان مكة دائماً ما يتمكنون من العودة بتسجيل هدف التعادل، حتى مع تبقّي دقائق قليلة على صافرة النهاية، بعد تسجيل «الهلال» هدفه الثالث، إلا أن هذا الوقت الضئيل كان كافياً لـ«الوحدة» للعودة من جديد وتسجيل هدف التعادل.
وتنتظر «الهلال» مواجهةٌ مهمة، يوم الاثنين المقبل، أمام «الفتح»، وهي مؤجَّلة من الجولة الـ18 لـ«دوري روشن السعودي»، في لقاء لا يقبل فقدان أي نقطة إذا أراد الأزرق إحياء آماله في المنافسة على لقب الدوري، وذلك في المواجهة التي ستجمعهما على أرضية ملعب الأمير فيصل بن فهد بالعاصمة السعودية؛ الرياض.


مقالات ذات صلة

الدوري السعودي: «فارق النقطة» يحفز الهلال لشباك الخليج

رياضة سعودية من استعدادات الخليج الأخيرة للمباراة (الخليج)

الدوري السعودي: «فارق النقطة» يحفز الهلال لشباك الخليج

يتطلع فريق الهلال لمواصلة رحلة انتصاراته في الدوري السعودي للمحترفين، وذلك عندما يلاقي الخليج، اليوم، وسط منافسة شديدة على الصدارة، بعدما تقلص الفارق بينه وبين

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية بيريرا ومساعده خلال مباراة الشباب أمام الأخدود (تصوير: عدنان مهدلي)

مدرب الشباب عن إصابة حمد الله: اسألوا الطبيب!

عَدَّ البرتغالي فيتور بيريرا، مدرب الشباب، أن الخروج من أمام الأخدود بنقطة يُعدّ نتيجة جيدة قياساً بظروف الفريق.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية بيولي مدرب فريق النصر (تصوير: نايف العتيبي)

بيولي: خسر النصر بسبب «أخطائه»

قال الإيطالي ستيفانو بيولي مدرب فريق النصر إن الخسارة أمام القادسية كانت بسبب أخطاء مرتكبة من جانب فريقه، مشيراً إلى أن غياب تاليسكا عن المباراة مؤثر.

فارس الفزي (الرياض ) نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية ميشيل غونزاليس مدرب فريق القادسية (تصوير: نايف العتيبي)

غونزاليس: هزمت أفضل مدرب في الدوري السعودي

قال غونزاليس مدرب فريق القادسية إن لاعبي فريقه جعلوه من أسعد المدربين بالعالم بعد تحقيق الفوز أمام النصر، وأن فريقه واجه فريق بيولي أفضل مدرب في الدوري السعودي.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية رونالدو قائد النصر محبط عقب الخسارة (رويترز)

الدوري السعودي: لدغة أوباميانغ تحبط فرحة رونالدو

ألحق القادسية الخسارة الأولى بفريق النصر في الدوري السعودي للمحترفين، بعدما كسب اللقاء الذي جمع بينهما ضمن الجولة الحادية عشرة بنتيجة 2/1.

نواف العقيل (الرياض )

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.