بدأت تركيا في اليوم السادس والعشرين لكارثة زلزالي 6 فبراير (شباط) التركيز على مرحلة البناء وإعادة الإعمار في الولايات الـ11 المنكوبة، رافعة شعار العودة السريعة للحياة الطبيعية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان: «إننا نمر بفترة مضطربة شهدت فيها بلادنا آثار زلزالين في كهرمان ماراش في 6 فبراير وما تلاهما من 12 ألف هزة ارتدادية، من أجل تطبيع الحياة بسرعة علينا تلبية الاحتياجات الأساسية لشعبنا أولاً». وأضاف إردوغان خلال اجتماع «نموذج درع المخاطر الوطني في تركيا» الذي عقده في قصر دولمه بهشة في إسطنبول الجمعة بحضور العديد من الوزراء والمسؤولين والعلماء والخبراء والمهندسين لإطلاق مرحلة إعادة الإعمار: «في أثناء التخطيط لمستوطنات جديدة، نغير اتجاه مدننا من السهول إلى الجبال قدر الإمكان وإلى أرض ثابتة، نهدف إلى إحياء مستوطنات مدننا القديمة بفهم من شأنه أن يحافظ على أصولنا التاريخية والثقافية حية وفي الوقت ذاته يقويها ضد الكوارث». وتابع أن زلزالي 6 فبراير تسببا في خسائر فادحة في الأرواح ودمار جسيم في 11 ولاية، أكثر من 45 ألف شخص فقدوا حياتهم وأصيب 115 ألف شخص، نعمل ليل نهار لمداواة الجراح الناتجة عن هذه الكارثة التي دفعت مواطنينا للهجرة إلى أماكن أخرى.
وأشار إردوغان إلى أن «عمليات البحث والإنقاذ تتبعها أنشطة إزالة الأنقاض وأعمال إعادة الإعمار والترميم. وعند الانتهاء من أعمال تقييم الأضرار، سيظهر عدد المساكن الجديدة والمنازل القروية التي سنبنيها في مدننا، في الوقت الحالي هناك 608 من أصل 214 ألف مبنى مدمر، سيتم هدمها بشكل عاجل». وأضاف: «لقد حددنا ألف وحدة مستقلة. في الوقت الحالي، نستضيف ضحايا الزلزال في مدن الخيام والحاويات ودور ضيافة وفنادق. كما أن لدينا كثيرا من المواطنين يذهبون إلى منازل يستأجرونها في القرى والمدن الأخرى». وأوضح أنه «من أجل تطبيع الحياة بسرعة في مواجهة هذا الدمار الكبير، يجب علينا أولاً تلبية الاحتياجات الأساسية لشعبنا. في البداية، كانت هذه الاحتياجات هي فرق البحث والإنقاذ، تلتها الحاجة إلى الخبز والماء والحساء والإمدادات الغذائية، ثم جاءت الحاجة إلى المأوى من الخيام والحاويات والبطانيات والملابس. وعندما انقضى أول أسبوعين من الزلزال، أصبحنا نواجه ضرورة أخذ خطوات لتلبية الحاجة بسرعة إلى مأوى دائم». وأكد إردوغان أن الكثافة المنخفضة والأرضية الصلبة والسلامة هي العناصر الأساسية في المناطق التي سيتم البناء فيها، مضيفا أنهم «بدأوا بناء مساكن ومساحات معيشية جديدة، بدءا من المشروعات التي تم الانتهاء من دراسات الأرض والمسح فيها».
ولفت إردوغان إلى أن الهدف من اجتماع «نموذج درع المخاطر الوطني» هو خلق الأساس الفكري للعملية التي ستوصل البلاد إلى مثل هذا المنظور. وقال: «في أثناء تشكيل هذا النموذج، يجب علينا تقييم جميع الأخطار والتهديدات التي تواجهها تركيا في ظل مفهوم الكارثة، الزلزال أحدها، وبالطريقة نفسها يجب إضافة الكوارث الطبيعية الأخرى مثل الفيضانات والحرائق والانهيارات الأرضية والجفاف، وعلينا أيضا إضافة عوامل أخرى، من الأوبئة إلى الإرهاب، ومن تدفقات اللاجئين إلى الأزمات الاقتصادية والحرب والفوضى الاجتماعية التي تفرضها الجغرافيا السياسية التي نعيش فيها». وتابع: «باختصار، يجب النظر إلى كل أزمة تهدد وجود وحياة ومستقبل بلدنا وأمتنا على أنها كارثة، ويجب أن نفكر في احتياطاتنا قبلها وبعدها. مثل هذا النهج، الذي يدمج بقاء الدولة مع بقاء المواطنين هو أفضل طريقة لإدارة الكوارث فوق السياسية، لا شك في ذلك».
وتم خلال الاجتماع الاستماع إلى تقييمات العلماء والخبراء والمختصين حول الوضع في المدن المتضررة والتدابير والاحتياطات المستقبلية واحتياطات البناء وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة.
وبحسب وزير البيئة والتحضر والتغير المناخي التركي، مراد كوروم، انطلق أمس بناء أول دفعة من الوحدات السكنية في المناطق المتضررة، بوضع حجر الأساس للوحدات السكنية، البالغ عددها 21 ألفا و244 وحدة سكنية، موزعة على 11 ولاية منكوبة، وسيعقبه وضع أساسات لـ244 ألف وحدة سكنية في هذه الولايات في غضون شهرين.
وكان الرئيس رجب طيب إردوغان تعهد بتسليم الوحدات السكنية للمتضررين خلال عام واحد. ووافق البرلمان التركي، ليل الخميس - الجمعة، بالإجماع على مقترح بإنشاء لجنة للتحقيق في تداعيات كارثة زلزالي 6 فبراير (شباط) وتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها لزيادة كفاءة إجراءات مشروع التحول الحضري وإنشاء مبان مقاومة للزلزال.
تركيا تطلق مرحلة البناء وإعادة الإعمار بعد كارثة الزلزال
وضع حجر الأساس للوحدات السكنية الأولى في الولايات المنكوبة
تركيا تطلق مرحلة البناء وإعادة الإعمار بعد كارثة الزلزال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة