The Emperor›s Naked Army Marhces On
فيلم مجهول عن رجل
يبحث عن الحقيقة
«جيش الإمبراطور العاري يتقدّم» (1987) هو فيلم تسجيلي ياباني أشاد به المخرجان مايكل مور وإيرول موريس. الأول وصفه بـ«المذهل»، والثاني وضعه في مصاف أفضل خمسة أفلام تسجيلية شاهدها في حياته. كلاهما من المخرجين التسجيليين، مما يمنح هذه الإشادة مكانة نوعية.
الفيلم غريب والأغرب منه مخرجه كازاو هارا (77 سنة) الذي حقق تسعة أفلام طويلة (حسب المعلومات المتوفرة عنه) منذ عام 1972. وكلها تسجيلية وسياسية. معظمها يحفر عميقاً في المواضيع التي لا يعرفها أحد، وذلك بإيمان راسخ بأن دور الفيلم التسجيلي هو، تحديداً، التعريف بما هو غير معروف، كما قال المخرج.
آخر فيلم لهارا [2020، Minamata Mandala] هو تحقيق مفتوح (372 دقيقة) على مرض غريب شاع في أواخر الأربعينات في بلدة اسمها ميناماتا ترك تشويهاته الوخيمة على أجساد المصابين به. الحكومة اليابانية آنذاك عمدت إلى تمويه الموضوع واتهمت المصابين بأنهم هم من تسببوا في إصاباتهم نافية بأن هناك وباءً ما.
«جيش الإمبراطور العاري يتقدّم» بدوره فيلم كاشف لما كان مستوراً. جندي اسمه كنزو أوكازاكي حارب في الجيش الياباني في الأربعينات في جزيرة «نيو غوينيا»، حيث شهد ويلات تركت علاماتها النفسية عليه إلى الأبد. هو واحد من 36 فرداً بقوا على قيد الحياة من بين 1000 جندي دخلوا غابات الجزيرة. تعرّضوا للملاريا وللجوع موتاً. بعضهم قضى نحبه عندما قام رفاق لهم بالتهامهم بسبب قلّة الطعام. ليس أهل الجزيرة وحدهم مارسوا هذا النوع من القتل، بل - وحسب الفيلم - بعض أفراد الجيش الياباني عندما نفد الطعام.
غضب أوكازاكي بقي معه بعد عودته إلى بلده. هاجم الإمبراطور الراحل هيروهيتو ومن خلفه في الحكم. دخل السجن مرّتين على الأقل، الأولى عندما حاول رشق الإمبراطور الراحل بالحجارة والثانية بتهمة التخطيط لاغتيال رئيس وزراء سابق. بالنسبة إليه كان يقوم بتنفيذ العدالة التي لم يحققها القانون. لذلك، فيلم كازاو هارا يلاحق هذه الشخصية المصرّة على استجواب من بقي على قيد الحياة خلال تلك التجربة القاسية. تلاحقه الكاميرا أينما ذهب في سعيه الحثيث للحصول على اعترافات من يقوم بزيارتهم حتى ولو تشاجر مع بعضهم. هي في موقع الراصد وتقوم عبره باستكشاف التاريخ وإعادة تقديمه.
ليس فقط أن التجربة التي عاشها دفعته لإدانة الحكومات المتوالية، بل الإشارة بأصبع الاتهام للمجتمع الياباني الذي يريد أن ينسى. وفي حين لا يكترث الفيلم كثيراً للإفصاح عن حياة كنزو الخاصة، يتابعه وهو ينقلب في مطلع الفيلم من رجل لطيف المعشر، إلى آخر قد يلجأ إلى العنف في سبيل انتزاع الحقيقة ممن يحاولون حجبها.
سنوات السينما
سنوات السينما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة