الصين وروسيا ترفضان مطالبة موسكو بوقف الأعمال الحربية في أوكرانيا

بلينكن التقي لافروف وبيربوك اجتمعت مع تشين جانغ في نيودلهي

بلينكن ولافروف التقيا لمدة 10 دقائق في نيودلهي أمس ولأول مرة منذ عام (أ.ب)
بلينكن ولافروف التقيا لمدة 10 دقائق في نيودلهي أمس ولأول مرة منذ عام (أ.ب)
TT

الصين وروسيا ترفضان مطالبة موسكو بوقف الأعمال الحربية في أوكرانيا

بلينكن ولافروف التقيا لمدة 10 دقائق في نيودلهي أمس ولأول مرة منذ عام (أ.ب)
بلينكن ولافروف التقيا لمدة 10 دقائق في نيودلهي أمس ولأول مرة منذ عام (أ.ب)

انضمت الصين إلى روسيا الخميس في رفض تأييد مطالبة موسكو بوقف الأعمال الحربية في أوكرانيا، على ما أظهر بيان لاجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين المنعقد في نيودلهي، فيما أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نظيره الروسي سيرغي لافروف بالتزام الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا. وقال بلينكن: «للأسف، من جديد تعكر حرب روسيا غير المبررة في أوكرانيا صفو هذا الاجتماع»، مضيفا أنه يتعين على دول المجموعة مواصلة دعوة موسكو لإيقاف الحرب. وتحدث بلينكن والروسي لافروف وجهاً لوجه أمس الخميس في لقاء شخصي وجيز هو الأول بينهما في غضون أكثر من عام، سعياً إلى التعامل مع التوترات المتصاعدة بين البلدين منذ بدء الحرب التي أعلنتها روسيا ضد أوكرانيا. وحصل اللقاء الذي استمر أقل من عشر دقائق بين كبيري الدبلوماسيتين الأميركية والروسية، في الوقت الذي تردت فيه العلاقات بين البلدين بسبب الحرب في أوكرانيا، وتصاعد التوترات وسط عدد لا يحصى من الخلافات والشكاوى والاتهامات المتبادلة حيال مسائل أخرى، تتراوح بين الحد من التسلح وموظفي السفارة والسجناء.
وقالت الهند التي تترأس حاليا المجموعة إن معظم الدول الأعضاء نددت بشدة بحرب أوكرانيا باستثناء الصين وروسيا. والتزمت «وثيقة ملخص ونتيجة»، التي أصدرتها الهند بعد الاجتماع، إلى حد كبير باللغة المستخدمة في بيان مماثل أصدرته بعد اجتماع لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للمجموعة في مطلع الأسبوع. وخلال هذا الاجتماع أيضا عارضت روسيا والصين بيانات تندد بالحرب.
وتتخذ الهند موقفا محايدا من الحرب الروسية في أوكرانيا، ولديها علاقات جيدة مع الدول الغربية ومع موسكو. وفي الأسبوع الماضي، لم يتمكن وزراء مالية مجموعة العشرين من الاتفاق على بيان مشترك في نهاية اجتماعهم الذي استمر يومين في بنغالور بالهند، مما يدل مرة أخرى على أن المجتمع الدولي ليس متحدا بشأن قضية أوكرانيا. وبالإضافة إلى روسيا، لم توافق الصين أيضا على إدانة الحرب الروسية.
وأفاد مسؤولون أميركيون بأن لقاء بلينكن لافروف لم يكن على جدول الأعمال، وهدف إلى إيصال ثلاث رسائل رئيسية. وكشف مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن تواصل مع لافروف لحض روسيا على العودة إلى معاهدة «ستارت الجديدة» الخاصة بتدابير زيادة خفض الأسلحة الهجومية (النووية) الاستراتيجية والحد منها مع الولايات المتحدة. كما ضغط من أجل إطلاق موسكو العنصر السابق لدى مشاة البحرية الأميركية بول ويلان. وشدد على دعم واشنطن لحل سلمي للحرب في أوكرانيا يحافظ على وحدة أراضيها، مؤكداً أن كييف وواشنطن «تريدان أن تنتهي هذه الحرب على هذا الأساس (…) لكن المفقود هو قرار مماثل من موسكو». لكنه أعلن أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيواصلون دعم أوكرانيا «لأطول فترة ممكنة».
وقال لافروف: «يتعين إنهاء العقوبات غير القانونية وأي انتهاك للحرية الدولية للتجارة والتلاعب بالسوق، والفرض التعسفي للحدود القصوى للأسعار، وغيرها من المحاولات للاستيلاء على الموارد المعدنية الأجنبية».
وأفاد لافروف، الذي لم يذكر المحادثة مع بلينكن في مؤتمر صحافي، بأن موسكو ستواصل تحركها في أوكرانيا، متجاهلاً المزاعم الغربية في شأن عزلة روسيا. وقال: «لا نشعر بالعزلة. إن الغرب هو الذي عزل نفسه، وسيدرك ذلك في النهاية». وإذ أكد أن روسيا تظل منفتحة على المحادثات في شأن إنهاء الصراع في أوكرانيا، اتهم الغرب بعرقلة ذلك. وأضاف «يدعوننا إلى إجراء محادثات، لكنني لا أتذكر أن أي زملاء غربيين طالبوا أوكرانيا بإجراء محادثات»، بل «إنهم يشجعون أوكرانيا على مواصلة الحرب». كما سخر من التهديدات الأميركية ضد الصين التي قدمت خطة سلام لأوكرانيا، أشادت بها موسكو، لكنّ واشنطن وحلفاءها الغربيين رفضوها. وقال: «فقد زملاؤنا الغربيون ضبط النفس ونسوا أخلاقهم ووضعوا الدبلوماسية جانبا، وتحولوا حصراً إلى الابتزاز والتهديدات».
ومن بين أمور أخرى، فرض الاتحاد الأوروبي سقفا لأسعار النفط الروسي؛ لجعل تمويل الحرب أمرا صعبا على موسكو. كما فرضت دول أخرى في مجموعة العشرين، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، سلسلة من العقوبات.
وبخصوص العلاقة مع الصين قال وزير الخارجية الروسي إن روسيا تهدف إلى توسيع تعاونها مع الصين بشكل شامل. وأشار لافروف، خلال لقاء مع وزير الخارجية الصيني تشين جانغ، إلى «خطط بعيدة المدى لتطوير تعاوننا الثنائي». وقال لافروف إن كلا البلدين يمثل «عامل استقرار في نظام العلاقات الدولية»، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء إنترفاكس الروسية. والتقى الوزيران شخصيا لأول مرة لإجراء المحادثات على هامش اجتماع المجموعة. وتسعى موسكو إلى علاقات أوثق مع بكين منذ أن بدأت غزوها لأوكرانيا قبل عام، وتسعى أيضاً للحصول على إمدادات أسلحة.
كما عقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيروبك لقاء مع نظيرها الصيني الجديد تشين جانغ، وطالبت منه الامتثال لميثاق الأمم المتحدة في ظل وجود تكهنات بشأن توريدات أسلحة من الصين لروسيا. وأوضحت بيربوك أن توريد أسلحة أو معدات يمكن استخدامها سواء كان ذلك مدنيا أو عسكريا سيكون بمثابة دعم لحرب هجومية تنتهك القانون الدولي. وأضافت الوزيرة الألمانية أن الصين بوصفها عضوا دائما بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لديها مهمة تتمثل في «الدفاع عن السلام العالمي، وعدم دعم حرب عدوانية تنتهك القانون الدولي». يذكر أنه تردد مؤخرا أن من المحتمل أن تمنح الصين روسيا طائرات من دون طيار لشن هجمات على أهداف مدنية في أوكرانيا. وكان تم الإعلان صباح أمس عن لقاء وزيرة الخارجية الألمانية مع نظيرها الصيني قبل بدء جلسات عمل المجموعة.
يذكر أن الصين نشرت وثيقة «موقف» يوم الجمعة الماضي مع ذكرى مرور عام على الحرب الروسية على أوكرانيا، ودعت فيها لهدنة ولإجراء مفاوضات. وصدر رد فعل متشكك من جانب دبلوماسيين وخبراء من الغرب تجاه الوثيقة الصينية، لأن هذه الوثيقة المكونة من 12 نقطة لم تتضمن أي مبادرة جديدة. فضلا عن ذلك تعد الصين حليفا وثيقا لروسيا، ولم تصدر أبدا أي إدانة للغزو الروسي لأوكرانيا بشكل واضح.
كما ناشدت بيربوك روسيا إنهاء الحرب الهجومية ضد أوكرانيا. وقالت بيربوك وفقا لتصريحات مصادر من الوفد المصاحب لها: «أوقفوا هذه الحرب! أوقفوا انتهاك نظامنا الدولي! أوقفوا قصف المدن الأوكرانية والمدنيين الأوكرانيين». ووجهت بيربوك حديثها بشكل مباشر لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقالت الوزيرة الألمانية: «من الجيد أنك هنا بالقاعة من أجل الإنصات... أوقفوا الحرب! ليس خلال شهر ولا عام، ولكن اليوم... لأن كل أسرة تفقد أبا، أخا، أما، طفلا، تفقد عالما بأسره».
يذكر أن لافروف غادر المحادثات خلال اجتماع مجموعة العشرين العام الماضي، كي لا يضطر للاستماع لأي انتقاد. وأشارت بيربوك إلى أن هناك وجهات نظر متباينة حول الحرب في أوكرانيا بين أعضاء مجموعة العشرين، واستدركت قائلة: «ولكن ما يوحدنا هو أنه ليس هناك مكان واحد بالعالم أسفرت فيه الحرب الروسية عن آثار إيجابية»، لافتة إلى أن هذا يشمل روسيا نفسها، وأوضحت أن ذلك يظهر في آلاف الأشخاص الذين غادروا روسيا وفي البيانات الاقتصادية لها. وأعربت بيربوك أيضا عن قلقها فيما يتعلق بأن روسيا تعتزم تعليق معاهدة «ستارت 3» التي تهدف لخفض الأسلحة النووية، وناشدت الوزيرة الألمانية نظيرها الروسي لافروف استئناف الحوار مع الولايات المتحدة الأميركية، والعودة إلى التنفيذ الكامل للمعاهدة. وأكدت وزيرة خارجية ألمانيا أنه لا يمكن التغلب على أي تحديات كبيرة مثل وباء «كورونا» إلا سويا، وأشارت إلى أن ألمانيا تقترب من شركاء مجموعة العشرين كي يتم إنجاز ما تم ابتكار المجموعة لأجله، وهو: منح العالم الأمل بأنه يمكن حل تحديات عصرنا. جدير بالذكر أن مجموعة العشرين تضم كبرى الدول الصناعية والناشئة بالعالم، ومن بينها روسيا والصين.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي قلق إزاء تقرير عن إنتاج روسيا طائرات مُسيرة بدعم صيني

أوروبا جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة صغيرة خلال أحد التدريبات (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

الاتحاد الأوروبي قلق إزاء تقرير عن إنتاج روسيا طائرات مُسيرة بدعم صيني

قالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي إن التكتل يساوره «قلق بالغ» إزاء تقرير ذكر أن روسيا تطوِّر برنامج طائرات مُسيرة هجومية بدعم من الصين.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا ضابط من الشرطة الروسية - أرشيفية (رويترز)

روسيا تحاكم أميركياً عمره 72 عاماً بتهمة القتال كـ«مرتزق» لحساب أوكرانيا

يحاكم أميركي في الـ72 من العمر منذ الجمعة في موسكو بتهمة القتال كـ«مرتزق» لحساب أوكرانيا، على ما أفادت به وكالة «ريا نوفوستي» الرسمية للأنباء التي حضرت الجلسة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا هل تهديدات بوتين «النووية» جدية؟ وكيف يمكن لـ«ناتو» الرد عليها؟

هل تهديدات بوتين «النووية» جدية؟ وكيف يمكن لـ«ناتو» الرد عليها؟

طرحت مجلة «نيوزويك» الأميركية سؤالاً على خبراء بشأن خيارات المتاحة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) للرد على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم فولوديمير زيلينسكي يصافح كامالا هاريس (رويترز)

هاريس: تنازل أوكرانيا عن أراض هو صيغة للاستسلام وليس السلام

أكّدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التي تتنافس مع دونالد ترمب في انتخابات نوفمبر، للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن «دعمها للشعب الأوكراني راسخ».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

واشنطن: تهديدات بوتين النووية الجديدة «غير مسؤولة على الإطلاق»

عدَّ وزير الخارجية الأميركي، الخميس، التهديدات الجديدة للرئيس الروسي بشأن الأسلحة النووية «غير مسؤولة على الإطلاق»، بعد إعلانه خططاً لتوسيع استخدامها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نداء مشترك أميركي-أوروبي-عربي «لوقف مؤقت لإطلاق النار» في لبنان

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي (رويترز)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي (رويترز)
TT

نداء مشترك أميركي-أوروبي-عربي «لوقف مؤقت لإطلاق النار» في لبنان

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي (رويترز)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي (رويترز)

أصدرت الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، الأربعاء، نداء مشتركا لإرساء "وقف مؤقت لإطلاق النار" في لبنان حيث يهدّد النزاع الدائر بين إسرائيل وحزب الله بجرّ المنطقة إلى حرب واسعة النطاق.
وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك "لقد عملنا معا في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد عبر الحدود"، مشيرين إلى أنّ "البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كلّ من الولايات المتّحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر".

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو كشف خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء، عن اقتراح مشترك مع الولايات المتحدة لإرساء وقف لإطلاق النار لمدة 21 يوما في لبنان لمنع تطور النزاع الراهن بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة.

وقال بارو خلال الجلسة التي عُقدت بطلب من بلاده إنّه "في الأيام الأخيرة، عملنا مع شركائنا الأميركيين على وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 21 يوما لإفساح المجال أمام المفاوضات". وأضاف أنّ هذا المقترح "سيتم الإعلان عنه سريعا ونحن نعوّل على قبول الطرفين به".

وشدّد الوزير الفرنسي على أنّ اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله "ليس حتميا" بشرط أن تنخرط كل الأطراف "بحزم" في إيجاد حلّ سلمي للنزاع. وحذّر بارو من أنّ "الوضع في لبنان اليوم يهدّد بالوصول إلى نقطة اللاعودة". وأضاف أنّ "التوترات بين حزب الله وإسرائيل اليوم تهدّد بدفع المنطقة إلى صراع شامل لا يمكن التكهن بعواقبه". وإذ ذكّر الوزير الفرنسي بأنّ لبنان يعاني منذ ما قبل التصعيد الراهن من حالة "ضعف كبيرة" بسبب الأزمة السياسية والاقتصادية التي يتخبط فيها، حذّر من أنّه في حال اندلعت فيه "حرب فهو لن يتعافى منها".

ويبدو الوضع الحالي بين حزب الله وإسرائيل وكأنه وصل إلى طريق مسدود، إذ يشترط الحزب المسلح المدعوم من إيران وقف الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة لكي يوقف هجماته على الدولة العبرية التي تشترط من جهتها انسحابه بعيدا عن حدودها لكي توقف هجماتها ضدّه.وفي كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، قال الوزير الفرنسي "فلنستفد من وجود العديد من القادة في نيويورك لفرض حلّ دبلوماسي وكسر دائرة العنف". وتأتي هذه المبادرة الفرنسية-الأميركية بعد مباحثات مكثفة جرت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وبعد لقاء ثنائي بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأعلن البيت الأبيض أنّ بايدن التقى ماكرون في نيويورك "لمناقشة الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني ومنع حرب أوسع نطاقا". وأتى هذا اللقاء بعدما حذّر بايدن من أنّ اندلاع "حرب شاملة" في الشرق الأوسط هي "أمر محتمل"، بينما دعا ماكرون "إسرائيل إلى وقف التصعيد في لبنان وحزب الله إلى وقف إطلاق النار".

وقال الرئيس الفرنسي من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة "نحضّ إسرائيل على وقف هذا التصعيد في لبنان، ونحضّ حزب الله على وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. نحضّ كل من يزوّد (حزب الله) الوسائل اللازمة للقيام بذلك على التوقف"، معتبرا في الوقت نفسه أنّه لا يمكن للدولة العبرية "أن توسّع عملياتها في لبنان من دون عواقب". وشدّد ماكرون في كلمته على أنّه "لا يمكن أن تكون هناك حرب في لبنان".

وتزامنت هذه التحذيرات مع إعلان الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنّه يستعد لشنّ هجوم برّي محتمل على لبنان لضرب حزب الله الذي يزيد يوما تلو الآخر وتيرة قصفه للأراضي الإسرائيلية. والأربعاء اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية صاروخا بالستيا أطلقه حزب الله باتجاه تل أبيب، في سابقة من نوعها منذ بدء النزاع بين الطرفين قبل حوالى عام، إذ لم يسبق للحزب المدعوم من إيران أن قصف الدولة العبرية بصاروخ بالستي كما أنها المرة الأولى التي يوجّه فيها نيرانه إلى تل أبيب.

وفي مستهلّ جلسة مجلس الأمن، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّ التصعيد الراهن بين إسرائيل وحزب الله "يفتح أبواب الجحيم في لبنان"، مؤكدا أنّ "الجهود الدبلوماسية تكثفت للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار".

من ناحيته، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قبيل بدء الاجتماع من أنّ الشرق الأوسط "على شفير كارثة شاملة"، مؤكدا أنّ بلاده ستدعم لبنان "بكل الوسائل". بالمقابل، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إنّ الدولة العبرية تفضّل استخدام القنوات الدبلوماسية لتأمين حدودها الشمالية مع لبنان، لكنها ستستخدم "كل الوسائل المتاحة" إذا فشلت الدبلوماسية في التوصل إلى اتفاق مع حزب الله.