علماء فلك هواة يحققون «اختراقاً كبيراً» لإنقاذ الأرض من الكويكبات

أكثر من 30 مستخدماً عبر 4 قارات راقبوا المسبار الخاص بمهمة الدفاع الكوكبي ولاحظوا سلوك الكويكب بعد الاصطدام (رويترز)
أكثر من 30 مستخدماً عبر 4 قارات راقبوا المسبار الخاص بمهمة الدفاع الكوكبي ولاحظوا سلوك الكويكب بعد الاصطدام (رويترز)
TT

علماء فلك هواة يحققون «اختراقاً كبيراً» لإنقاذ الأرض من الكويكبات

أكثر من 30 مستخدماً عبر 4 قارات راقبوا المسبار الخاص بمهمة الدفاع الكوكبي ولاحظوا سلوك الكويكب بعد الاصطدام (رويترز)
أكثر من 30 مستخدماً عبر 4 قارات راقبوا المسبار الخاص بمهمة الدفاع الكوكبي ولاحظوا سلوك الكويكب بعد الاصطدام (رويترز)

يُنسب الفضل إلى العشرات من علماء الفلك الهواة الذين يستخدمون تلسكوبات من فئة المستهلك في «إنجاز علمي كبير»، بعد المراقبة الجماعية لتداعيات مهمة وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لإعادة توجيه كويكب، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
تمكن مستخدمو علامة التلسكوب الذكية Unistellar من دمج ملاحظاتهم من مواقع حول العالم للمساعدة في تأكيد نجاح اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج (DART)، الذي شهد قيام وكالة الفضاء الأميركية بعملية اصطدام لمركبة فضائية في الكويكب «ديمورفوس»، من أجل اختبار ما إذا كان من الممكن تغيير مداره.
أكثر من 30 مستخدماً لـUnistellar - عبر 4 قارات - راقبوا المسبار الخاص بمهمة الدفاع الكوكبي ولاحظوا سلوك الكويكب بعد الاصطدام. ثم استخدم العلماء البيانات التي تم جمعها من خلال التلسكوبات لتقييم نجاح المهمة.
تمت تسمية جميع العلماء المواطنين الذين ساعدوا في جمع البيانات كمؤلفين مشاركين لورقة بعنوان «منحنيات الضوء وألوان المقذوفات من (ديمورفوس) بعد تأثير (دارت)»، التي نُشرت في مجلة «نيتشر».
قال المؤسس المشارك لشركة Unistellar لورانت مارفيسي إن التقدم في التلسكوبات الاستهلاكية في السنوات الأخيرة يعني أن التقارب بين علم الفلك الترفيهي والاكتشافات العلمية أصبح شائعاً بشكل متزايد.
https://twitter.com/Unistellar/status/1630963234382520320?s=20
أوضح مارفيسي لصحيفة «إندبندنت»: «إحدى نقاط القوة الرئيسية في Unistellar هي أن لدينا شبكة عالمية من العديد من التلسكوبات التي تسمح بالمراقبة المستمرة لسماء الليل، لأنه دائماً ما يكون ليلاً في مكان ما في شبكتنا».
منذ الكشف عن نموذج أولي للتلسكوب الذكي على منصة في عام 2017 نمت Unistellar إلى أكثر من 10 آلاف مستخدم على مستوى العالم. يمكن للمالكين المشاركة في مشروعات علوم المواطن من خلال تطبيق مصاحب، حيث يختار ما يقرب من 10 في المائة من المالكين المشاركة.
هذه هي المرة الثامنة التي يُنسب فيها الفضل لمستخدمي Unistellar في مجلة علمية راجعها النظراء لنتائجهم، رغم أن مارفيسي قال إن العملية الأحدث هي «أكبر اختراق علمي» حتى الآن.
وأوضح: «يمثل ذلك أيضاً دخولنا إلى عصر يصبح فيه لعامة الناس دور حاسم في غزو الفضاء، ويمسكون بمفتاح المزيد من الاكتشافات ونشر المعرفة العلمية على نطاق أوسع».



سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.