كشف تقرير حديث أن «متلازمة هافانا»، الحالة الغامضة التي أصابت دبلوماسيين أميركيين وموظفين في السلك الخارجي، ليست صادرة عن الخصوم الدوليين، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
استهدف تحليل استخباراتي مشترك بين عدة وكالات أسباب المرض، الذي قيل إنه ترك المصابين بأحاسيس مؤلمة وغير قابلة للتفسير. الأعراض شديدة لدرجة أن بعض المصابين تركوا وظائفهم وطلبوا العلاج في المستشفيات وخدمات الصحة العقلية لمساعدتهم على معالجة الصدمات.
وأعرب العديد ممن يعانون من الأعراض عن اعتقادهم بأنهم مستهدفون، ما دفع البعض إلى وضع نظرية مفادها أن أعداء أميركا قد طوروا «سلاح طاقة موجهاً» تسبب في أمراضهم، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».
قررت 5 من الوكالات السبع التي تعمل على التحليل أنه «من غير المحتمل للغاية» أن يكون لدى خصم أجنبي مثل هذا السلاح، وقالت وكالة سادسة إنه ببساطة أمر «غير مرجح»، والسابعة امتنعت عن إبداء رأي. تحدثت مصادر قريبة من الدراسة مع صحيفة «واشنطن بوست» عن التقرير بشرط عدم الكشف عن هويتها، حيث لم يتم إصدار التحليل الكامل بعد. وفحصت المراجعة ألف حالة لما تسميه الحكومة «حوادث صحية شاذة»، تشمل أعراضاً مثل طنين الأذن، والغثيان، والضغط في الرأس، والانزعاج الحاد.
كان سبب الأعراض الغريبة سؤالاً مفتوحاً منذ تحديد أول حالة لـ«متلازمة هافانا» في عام 2016. أمضى التحقيق المشترك بين الوكالات سنوات في فحص الحالات، لكنه كشف أنه لا يوجد نمط أو مجموعة مشتركة من الحالات الأساسية التي يمكن أن تحدد بشكل موثوق «متلازمة هافانا». كما وجد المحققون أنه في بعض الحالات، لم تكن هناك رؤية واضحة ترتبط بالضحايا، ما يجعل من المستحيل على جهاز يستخدم الموجات الراديوية أو فوق الصوتية أن يتسبب في الأعراض المصاحبة.
ونظراً لأن غالبية الأفراد الذين أبلغوا عن الأعراض كانوا يعملون لصالح حكومة الولايات المتحدة في منشآت آمنة، فقد تمكن المحققون من مراجعة البيانات التي تم جمعها من تلك المواقع للبحث عن أي علامة على نشاط ضار، لكنهم لم يعثروا على دليل. وقال مسؤول: «لم يكن هناك شيء».
تتعارض هذه النتائج مع تلك التي توصلت إليها لجنة مستقلة تم تشكيلها بناءً على طلب مجتمع المخابرات لفحص الأمراض. قررت تلك المجموعة أنه من المعقول أن مصدر طاقة خارجياً يمكن أن يسبب الأعراض، ونظرياً يمكن استخدام جهاز «طاقة كهرومغناطيسية نابضة».