«الأصلي» يسلط الضوء على حياة التجار وأزمات الميراث بمصر

المسلسل من بطولة أحمد بدير وريهام عبد الغفور ومنال سلامة

مسلسل «الأصلي» رؤية واقعية لعالم التجار (قناة دي إم سي)
مسلسل «الأصلي» رؤية واقعية لعالم التجار (قناة دي إم سي)
TT

«الأصلي» يسلط الضوء على حياة التجار وأزمات الميراث بمصر

مسلسل «الأصلي» رؤية واقعية لعالم التجار (قناة دي إم سي)
مسلسل «الأصلي» رؤية واقعية لعالم التجار (قناة دي إم سي)

رغم تناول أزمات توزيع الميراث في أكثر من عمل درامي في مصر، فإن مسلسل «الأصلي» الذي يعرض حالياً عبر منصة Watch it بالتزامن مع قناة «دي إم سي» المصريتين، قدمه بشكل مختلف، مسلطاً الضوء على عوالم التجارة، والتجار بإحدى الأسواق الشهيرة بوسط القاهرة.
وتغوص أحداث المسلسل في خبايا عائلة المعلم «سيد الأصلي» وهو من كبار تجار قطع السيارات في سوق «التوفيقية» بالقاهرة، حيث يوصي ابنته فاطمة قبل وفاته بالمحافظة على محاله وتجارته التي عمل بها لسنوات طويلة.
وكانت فاطمة سنده الحقيقي خلال مشواره، لكنها تخوض صراعاً شديداً مع أشقائها - ثلاث بنات وولد واحد من أم أخرى. وتسعى للحفاظ على تركة أبيها من الضياع، وعدم تفتيت الثروة من خلال البيع والتقسيم بين الإخوة، وترى أنها الأكثر قدرة على الإدارة واتخاذ القرارات كافة التي تخص الميراث والعائلة، وفي سبيل ذلك تحاول السيطرة على كل شيء بتدبير مكائد مختلفة لهم من دون تفريق.

يعكس المسلسل في إطار درامي اجتماعي حالات إنسانية واقعية تعيش في المجتمع، ويجسد كيف يمكن أن يتغير مصير الأسرة الواحدة بتغير الظروف والزمان بحسب مؤلف العمل أمين جمال، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «يتسم هذا المسلسل بطابع خاص، فأكثر ما يميزه هو اقترابه الشديد من شخصيات وحكايات حقيقية؛ لأنني في سياق التحضير له توجهت مرات عدة إلى واحد من الأحياء المعروفة في عالم التجارة بمصر، وهو سوق التوفيقية». ويتابع «هناك التقيت وتحدثت مع تجار استوحيت من بعضهم رسم الخطوط الدرامية والأحداث وأبطال العمل، بما في ذلك فاطمة الأصلي»، مضيفاً «المسلسل شديد الصدق وسيشهد خلال الحلقات القادمة مزيداً من الأحداث المهمة والطرح لقضايا متنوعة ومتشابكة تخص الأسرة والمجتمع».
ويشارك في العمل الفنانون أحمد بدير، ريهام عبد الغفور، حمزة العيلي، منال سلامة، شاهيستا سعد، أحمد الشامي، إسلام جمال، ولاء الشريف، يارا المليجي، ومن إخراج أحمد حسن.

ويرى الناقد الفني المصري محمود مطر، أن «المحتوى الدرامي للمسلسل يقدم معالجة لقضية اجتماعية أساسية وحساسة في المجتمع المصري، وهي المشكلات التي تنشب داخل الأسرة الواحدة بسبب الميراث والصراع على المال أو إدارة تركة الآباء، وما ينتج منها من عداء شديد، ومن هذه القضية تتفرع مجموعة أخرى من القضايا المهمة التي تجسد الواقع وتتعايش معه». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «كشف العمل عن الكثير عن حياة التجار في مصر، مسلطاً الضوء على السلوكيات الظاهرة والمخفية بعملهم». وتابع «يُحسب له أنه من الأعمال الدرامية القليلة التي حين تناولت عالم التجار لم تركز على العلاقات النسائية وتعدد الزوجات، عكس بعض الأعمال السابقة التي حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، لكنها بالغت في طرح الحياة الخاصة للتاجر ولزوجاته وبنت عليها خيوطها الدرامية»، مشيراً إلى أن «(الأصلي) رؤية درامية تتوغل في هذا العالم المليء بالأسرار والتعاملات المعقدة وصراعاته الحادة وتعمل على تشريح هذه الفئة ذات التأثير الكبير على المجتمع». ويلفت إلى أنه «يتمتع بنضج الفكرة واتساقها مع قضايا أخرى واسعة التأثير في العلاقات الإنسانية بين عائلات التجار بمختلف اتجاهاتها ومصادر ثرواتها وطريقة إدارتها لها في مجتمعنا، وأثناء ذلك قدم معالجة لقضايا واقعية تحيط بالمشاهدين وليست بعيدة عنهم».
وأشاد مطر بالأداء الفني لبطلة العمل ريهام عبد الغفور، مشيراً إلى أنها «قدمت أداءً هادئاً وبسيطاً يخلو من المبالغات رغم شخصيتها القوية وميلها إلى تدبير المكائد والتخطيط المستمر للسيطرة على العائلة، وعلى الثروة الضخمة التي تركها والدها، وهو ما يحسب للمخرج أيضاً الذي نجح في التعامل مع مفردات وأفكار الكاتب».



سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.