وزير النقل المصري لـ {الشرق الأوسط}: نقوم بمراجعة السياسات المتبعة للحد من حوادث الطرق

قال إنه يسعى لتحويل الموانئ إلى مجتمعات صناعية تدعم الاقتصاد القومي

الوزير  هاني ضاحي
الوزير هاني ضاحي
TT

وزير النقل المصري لـ {الشرق الأوسط}: نقوم بمراجعة السياسات المتبعة للحد من حوادث الطرق

الوزير  هاني ضاحي
الوزير هاني ضاحي

أكد هاني ضاحي، وزير النقل المصري، أن «المجلس الأعلى لسلامة الطرق يقوم بمراجعة وتعديل السياسات الخاصة بالطرق، وكذلك معايير السلامة والالتزام بقوانين المرور»، مشددا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس على سعي الوزارة إلى «تدريب السائقين بالتعاون مع وزارة السياحة للحد من الحوادث، وبحث إمكانية تفعيل المقترحات المقدمة من وزارة الداخلية التي يتم دراستها بشأن تخفيض المدة المخصصة لحصول السائقين على رخصة الدرجة الأولى».
وشهدت مصر الأسبوع الماضي حادثا مأساويا نتيجة غرق مركب نهري عقب اصطدامه بزورق في النيل غرب القاهرة، أودى بحياة 40 من ركابه. ووفقا لآخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن معدل الوفيات جراء حوادث الطرق يصل في مصر إلى 13.2 في المائة لكل مائة ألف شخص.
وأوضح وزير النقل أن وزارته «تهدف إلى تخريج جيل ثانٍ من السائقين المدربين لخلق فرص عمل جديدة، مع فرض عمليات المراقبة على الطرق في جميع محافظات مصر، ورصد المخالفات وتشديد العقوبات على المخالفين، بهدف الحد من حوادث الطرق اليومية»، مضيفا أنه «تم تكثيف شرطة المسطحات المائية خلال أوقات الليل لمنع المراكب النهرية غير المرخصة من التحرك».
وأكد وزير النقل أيضا أنه «تم تشكيل لجنة من قبل هيئة النقل البحري للوقوف على أسباب حادث غرق مركب الوراق»، لافتا إلى أنه تم منع الملاحة إلا إذا كانت هناك تجهيزات بمعدات الإضاءة، وأن هناك تراخيص تسمح بذلك من هيئة النقل النهري، كما أوضح أن أي ترخيص جديد يصدر لأي «مركب نهري» سيكون وفق مواصفات المركب وشروط معينة لاحتياطات الأمان، وأن أي تجاوز خلال الفترة المقبلة سوف يواجه بكل حزم من قبل شرطة المسطحات المائية.
وحول الارتقاء بالموانئ المصرية لتكون رقما في معادلة النقل البحري العالمي، أكد الوزير أن مصر تملك 15 ميناء تجاريا، لكن عائدات الدولة من تلك الموانئ لا يتعدى 800 مليون جنيه سنويًا، «وهو رقم ضئيل بالنسبة للموقع المتميز الذي تشغله هذه الموانئ، في دولة بحجم مصر، ورغم أنني لا أريد أن أقلل من أي جهد بذل للعمل فيها، إلا أنها لم ترقَ إلى أن تكون من المصادر الرئيسية للدخل القومي»، وأضاف موضحا: «نحن مصرون على أن تتحول الموانئ لتصبح داعمة للاقتصاد القومي.. وبالفعل فقد بدأنا العمل بزيارة جميع الموانئ، واطلعنا على الحقائق على الأرض، وقمنا بدراسة ما سبق إعداده من دراسات فنية واقتصادية لتطوير هذه الموانئ لتكون مصدرًا للدخل القومي، وتصبح مصر مركزا عالميا للأنشطة التجارية وتداول التجارة العالمية، فضلا عن إنشاء مجتمعات صناعية تكاملية في الظهير الخاص بكل ميناء متاح».
وأوضح وزير النقل أن تهالك مرفق هيئة السكك الحديدية يجعلها تحتاج إلى 76 مليار جنيه لتطويرها خلال 10 سنوات، ومن هذا المنطلق تم تشكيل لجنة من وزارات التخطيط والمالية والنقل لبحث المشكلات العامة، مشيرا إلى وجود نحو 9600 كلم سكة حديد في 23 محافظة، و1332 مزلقانا، بالإضافة إلى 4500 معبر غير شرعي، فضلا عن تهالك كل قطاعات المرفق خلال الفترة الماضية، مضيفا أن هناك خطة لتطوير 884 مزلقانًا على مستوى محافظات مصر.
وبخصوص ما يتردد عن رفع قيمة تذكرة مترو أنفاق القاهرة، أكد الوزير أن مترو الأنفاق مرفق خدماتي بالدرجة الأولى وليس اقتصاديا أو استثماريا، وقال إن «فكرة تحريك الأسعار مرتبطة بالخدمة التي نقدمها، وبدلا من اتخاذ قرار، شكلت لجنة لعمل دراسة شاملة أسعار مرفق النقل، بما فيها تسعيرة المترو، لكن لم يتم البت في الأمر إلى الآن».
ويعد المترو وسيلة المواصلات الشعبية الأولى في مصر، نظرا لأنه يقل المواطنين في فترة وجيزة عبر المدينة، أسفل العاصمة (القاهرة) المزدحمة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.