مصدر فلسطيني: لا مبادرة قبرصية والجهود منصبة على المشروع الفرنسي

عباس إلى اجتماع لجنة المتابعة العربية الأربعاء.. والاتجاه مشروع جديد لمجلس الأمن

مصدر فلسطيني: لا مبادرة قبرصية والجهود منصبة على المشروع الفرنسي
TT

مصدر فلسطيني: لا مبادرة قبرصية والجهود منصبة على المشروع الفرنسي

مصدر فلسطيني: لا مبادرة قبرصية والجهود منصبة على المشروع الفرنسي

قالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا توجد مبادرة قبرصية بالطريقة التي تروج لها وسائل الإعلام، وإن الجهود الفلسطينية منصبة الآن على بلورة اتفاق فلسطيني عربي مع فرنسا، لتقديم مشروع جديد إلى مجلس الأمن الدولي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية».
وأكدت المصادر أن قبرص لم تطرح أي مبادرة للسلام، وإنما مقترحا لكي يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خطابًا مشتركا في مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ولم يناقش على مستوى رسمي بعد.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد ذكرت أمس، أن نتنياهو وافق على إلقاء الخطاب وأبلغ الرئيس القبرصي، نيكوس انستاسيادس بذلك، في ختام زيارته إلى نيقوسيا، وأنه يعتزم عرض موقف إسرائيل في هذا الخطاب ورغبته في السلام.
ونقلت عن نتنياهو قوله، إن «تحقيق السلام يستند إلى رغبة الأطراف في التفاوض وتحقيق الأمن».
ويعتقد الفلسطينيون أن نتنياهو يسعى إلى بيع الوهم للعالم مرة أخرى، بشأن رغبته بالسلام، وإدخالهم في دوامة مفاوضات جديدة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بسام الصالحي لـ«الشرق الأوسط»، إن «قبول أي مبادرة جديدة سيتم فقط عندما تستجيب بشكل كامل لقرارات الأمم المتحدة دون تغيير، وأن يكون أساسها إنهاء الاحتلال وليس المفاوضات». مضيفا «هذا هو موقفنا».
ولا توجد مشكلة لدى الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، لكن بعد الاعتراف بمرجعية عملية السلام ووقف كامل للاستيطان ووضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، أثناء استقباله وفد البرلمان الدولي، برئاسة الأمين العام مارتن شانغونغ، إن «الجانب الفلسطيني تجاوب مع كل الأفكار الهادفة لاستئناف المسيرة السلمية، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967، لكن إسرائيل هي التي تدمر كل فرصة».
وهاجم عباس سياسة الاستيطان الإسرائيلية قائلا، إن «مواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية سيدمر كل الجهود الدولية الرامية لإنقاذ عملية السلام».
وجاء تصريح عباس ردا على إعلان نتنياهو أمس، أنه سمح ببناء 300 وحدة سكنية استيطانية «فورًا» في بيت إيل شمال رام الله في الضفة الغربية.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالمستوطنات سواء أقيمت بموافقة الحكومة الإسرائيلية أم لا.
ويبحث الفلسطينيون هذا الملف (الاستيطان)، إلى جانب التوجه مجددا إلى مجلس الأمن، يوم الأربعاء في القاهرة أثناء عقد اجتماع للجنة متابعة مبادرة السلام العربية.
وقالت المصادر، إن عباس سيدفع باتجاه العودة إلى مجلس الأمن، وسيحاول إقناع الدول العربية بأهمية هذا الخيار.
وقال بيان لبعثة دولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، إنه «تقرر يوم الأربعاء المقبل عقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، بحضور الرئيس محمود عباس، وذلك بناء على طلب دولة فلسطين، بعد التشاور مع جمهورية مصر العربية وموافقتها، بصفتها رئيسا للدورة الحالية للقمة العربية، ورئيسا للجنة».
وجاء في البيان أن «الاجتماع سيعقد بمقر الجامعة العربية في القاهرة، بعضوية كل من فلسطين، والأردن، والبحرين، وتونس، والجزائر، والسعودية، والسودان، والعراق، وقطر، والكويت، ولبنان، ومصر، والمغرب، واليمن، بالإضافة إلى الإمارات العربية المتحدة».
وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أكد بعد لقائه وزير الخارجية المصري سامح شكري، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في القاهرة، قبل يومين، أن الجهود الفرنسية مستمرة وتلقى دعما من القيادة الفلسطينية بشكل كامل. مضيفا «طلبنا من الاتحاد الأوروبي دعم هذه الجهود، كما طلبنا من الأطراف ذات العلاقة دعم تلك المساعي، من أجل طرح مشروع جديد في مجلس الأمن يؤكد على خيار الدولتين، ويحمي حدود 1967 من العبث الإسرائيلي المتمثل في المزيد من المستوطنات والإملاءات، وفرض الحقائق على الأرض لتدمير خيار الدولتين».



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.