روبوت مستوحى من «البرص» لأغراض الإنقاذ

رسم بياني يوضح كيف قام الباحثون بتقليد حركة البرص (مجلة «سيل ريبورتيز فيزيكال ساينس»)
رسم بياني يوضح كيف قام الباحثون بتقليد حركة البرص (مجلة «سيل ريبورتيز فيزيكال ساينس»)
TT

روبوت مستوحى من «البرص» لأغراض الإنقاذ

رسم بياني يوضح كيف قام الباحثون بتقليد حركة البرص (مجلة «سيل ريبورتيز فيزيكال ساينس»)
رسم بياني يوضح كيف قام الباحثون بتقليد حركة البرص (مجلة «سيل ريبورتيز فيزيكال ساينس»)

طوّر مهندسون في جامعة واترلو الكندية، روبوتاً مستوحى من «البرص» و«الديدان الصغيرة»، يعمل بالضوء فوق البنفسجي والقوة المغناطيسية للتحرك على أي سطح، حتى فوق الجدران وعبر الأسقف.

وخلال الدراسة المنشورة (الاثنين) في مجلة «سيل ريبورتيز فيزيكال ساينس»، أثبت الباحثون من خلال مقاطع فيديو، أن الروبوت الجديد هو الأول من نوعه، الذي لا يتطلب الاتصال بمصدر طاقة خارجي، ما يتيح التشغيل عن بُعد، وإمكانية توظيفه للتطبيقات المحتملة مثل البحث في الأماكن التي يتعذر الوصول إليها.

ويقول بوكسين تشاو، أستاذ الهندسة الكيميائية، والباحث الرئيسي، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة: «هذا المنتج الجديد، هو الأول من نوعه، لروبوت يتسلق على أسطح مقلوبة، ما يؤدي إلى تطوير أحدث ابتكارات الروبوتات اللينة. ونحن متفائلون بشأن إمكاناته، واستخدامه في تطبيقات مختلفة مع المزيد من التطوير».


الروبوت في شكله النهائي (مجلة «سيل ريبورتيز فيزيكال ساينس»)

والروبوت يبلغ طوله 4 سنتيمترات، وعرضه 3 ملليمترات، وسمكه واحد ملليمتر، ويمكنه الصعود على جدار عمودي وعبر السقف دون ربطه بمصدر طاقة. وقام تشاو وفريقه البحثي ببناء الروبوت باستخدام اللدائن البلورية السائلة والضمادات اللاصقة الاصطناعية، ويحاكي شريط البوليمر المستجيب للضوء حركة التقوس والتمدد للدودة، في حين تقوم وسادات المغناطيس المستوحاة من البرص في أي من الطرفين بالإمساك.

ويضيف تشاو: «لا تزال هناك قيود يجب التغلب عليها، قبل أن يصبح هذا المنتج صالحاً للتطبيق، إلا أن ما توصلنا إليه، يمثل علامة فارقة في استخدام المحاكاة الحيوية والمواد الذكية للروبوتات اللينة، وتعد الطبيعة مصدراً رائعاً للإلهام».

ويمهد الروبوت الجديد الطريق للتطبيقات الجراحية المحتملة عن طريق التشغيل عن بُعد داخل جسم الإنسان، وللاستشعار أو البحث في الأماكن الخطرة أو التي يصعب الوصول إليها أثناء عمليات الإنقاذ.

وتتمثل الخطوة التالية للباحثين في تطوير روبوت للتسلق يحركه الضوء فقط، ولا يتطلب مجالاً مغناطيسياً، ويستخدم الأشعة تحت الحمراء القريبة بدلاً من الأشعة فوق البنفسجية لتحسين التوافق الحيوي.



مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».