«كاوست» تطلق الأسبوع المفتوح للبحث العلمي 2023 في نسخته الثانية

من أجل مستقبل أفضل للمملكة وبمشاركة خبراء دوليين

جانب من منتدى أسبوع كاوست للبحث العلمي تحت شعار «الأبحاث من أجل مستقبل السعودية» (الشرق الأوسط)
جانب من منتدى أسبوع كاوست للبحث العلمي تحت شعار «الأبحاث من أجل مستقبل السعودية» (الشرق الأوسط)
TT

«كاوست» تطلق الأسبوع المفتوح للبحث العلمي 2023 في نسخته الثانية

جانب من منتدى أسبوع كاوست للبحث العلمي تحت شعار «الأبحاث من أجل مستقبل السعودية» (الشرق الأوسط)
جانب من منتدى أسبوع كاوست للبحث العلمي تحت شعار «الأبحاث من أجل مستقبل السعودية» (الشرق الأوسط)

أطلقت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست»، اليوم الاثنين، في مقرّها الجامعي في «ثول»، منتدى الأسبوع المفتوح للبحث العلمي «كرو 23»، الذي ينعقد في الفترة مـن 27 فبراير (شباط) الحالي إلى 2 مارس (آذار) المقبل، تحت شعار «الأبحاث من أجل مستقبل المملكة العربية السعودية».

وكان رئيس الجامعة البروفيسور توني تشان قد افتتح المنتدى بكلمة أكد فيها أن أبحاث «كاوست» متجذرة في المجتمع والبيئة الفريدة التي نعيش فيها. وقال: «أبحاثنا ترتكز على رؤية كاوست ورسالتها لخدمة السعودية والمنطقة والعالم بالتوافق مع سعي المملكة نحو تحقيق رؤية 2030 بجعل الأبحاث والتطوير والابتكار من الأولويات الوطنية».
ويُعدّ المنتدى فرصة فريدة من نوعها لإجراء نقاش أوسع يتيح مجالاً للتواصل بين أعضاء هيئة التدريس وموظفي البحث في جامعة «كاوست» وبين نظرائهم في القطاع والهيئات الحكومية والخبراء المحليين والدوليين من المنظمات الرائدة في مجالات الطاقة والمياه والبيئة والغذاء والصحة، إضافة إلى المجالات الرقمية.

وستستعرض جامعة الملك عبد الله الكيفية التي تسهم من خلالها الأبحاث في «كاوست» في صياغة مستقبل المملكة من خلال التعليم، ومشاركة المجتمع، والبحث العلمي، حيث سيقدم باحثو «كاوست»، خلال 4 أيام هي مدة انعقاد المنتدى، أبرز الأبحاث العلمية والهندسية، بالإضافة إلى عروض المشروعات التي تتضمن تعاوناً مباشراً داخل المملكة.
وأشار البروفيسور بيير ماجستريتي، نائب رئيس الجامعة للأبحاث، إلى أن «منتدى الأسبوع المفتوح للأبحاث عام 2021 في كاوست ركّز، في النسخة السابقة، على أزمة كوفيد- 19، حيث كان العالم يسعى منذ تفشي الجائحة إلى التكيف والتحول السريع مع المتغيرات، وأصبح يعيش الآن مستقبل ما بعد الجائحة، ليعمل بعد ذلك على قياس التأثير المذهل الذي أحدثه قطاع (العلوم والتكنولوجيا والابتكار) في إنقاذ أرواح البشر، والحفاظ على تفاعلاتنا الإنسانية ومواصلة أنشطتنا الحيوية والاجتماعية».

وأضاف ماجستريتي: «أما في نسخة المنتدى لهذا العام فسيكون موضوعها الرئيس هو (الأبحاث من أجل مستقبل السعودية) حيث تم تنسيق جدول الفعاليات بالتوازي مع الأجندة السعودية الخاصة بالبحث والتطوير والابتكار لتغطية أولوياتها الرئيسية في الخدمات الصحية واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية والريادة في الطاقة والصناعة واقتصادات المستقبل على مدار يوم كامل من العروض التقديمية التوضيحية والحوارات طيلة أيام المنتدى».
كما أعلن نائب رئيس الجامعة للأبحاث انضمام خبراء عالميين بارزين لاستكشاف تطلعات جديدة من شأنها أن تدفع أبحاث «كاوست» نحو مواجهة التحديات وتحقيق النجاحات في التأثير الإيجابي على المستوى السعودي الوطني وعرض عدد من المشروعات النوعية المهمة لـ«كاوست» مع شركائها في المملكة.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».