العراق يترقب حرارة تتجاوز نصف درجة الغليان.. والحكومه تعلن إجازة لـ4 أيام

حين يكون محمود عبد اللطيف أشهر من حيدر العبادي وسليم الجبوري

عراقيان يبردان جسميهما برشاش ماء خيري في وسط بغداد مع مرور موجة حر تتجاوز 50 درجة مئوية هذه الأيام (أ.ب)
عراقيان يبردان جسميهما برشاش ماء خيري في وسط بغداد مع مرور موجة حر تتجاوز 50 درجة مئوية هذه الأيام (أ.ب)
TT

العراق يترقب حرارة تتجاوز نصف درجة الغليان.. والحكومه تعلن إجازة لـ4 أيام

عراقيان يبردان جسميهما برشاش ماء خيري في وسط بغداد مع مرور موجة حر تتجاوز 50 درجة مئوية هذه الأيام (أ.ب)
عراقيان يبردان جسميهما برشاش ماء خيري في وسط بغداد مع مرور موجة حر تتجاوز 50 درجة مئوية هذه الأيام (أ.ب)

في صيف العراق الساخن لا صوت يعلو على صوت هيئة الأنواء الجوية، فكلما أعلن المنبئ الجوي (مذيع الأرصاد الجوية) الأشهر في العراق محمود عبد اللطيف أن درجة الحرارة ستقترب أو تبلغ الخمسين درجة تتسمر عيون العراقيين على القناة الرسمية «العراقية» بانتظار زفها البشرى لنحو أكثر من أربعة ملايين موظف بالدولة العراقية باعتبار أيام الحرارة العالية عطلة رسمية. وبالفعل أعلنها محمود عبد اللطيف أنه بدءا من اليوم الخميس وحتى الأحد القادم فإن درجات الحرارة في بغداد سوف تبلغ نصف درجة الغليان بحيث تبلغ 53 درجة مئوية.
محمود عبد اللطيف الذي يكاد يكون الموظف الوحيد في العراق الذي لا تحوم حوله شبهات الفساد لأنه يتلقى تعليماته مباشرة من المرتفعات والمنخفضات الجوية ويوجه نصائحه للمواطنين عبر شاشات التلفاز. وفي هذه الظروف تحولت تقريرات عبد اللطيف على يد رئيس الحكومة العبادي إلى إجراءات عملية تمثلت بإعلان عطلة لدوائر الدولة طيلة موجة الحر التي تستمر أربعة أيام وقطع الكهرباء عن كل دوائر ومؤسسات الدولة بعد نهاية الدوام الرسمي ما عدا استثناءات قليلة منها المشافي ودور العجزة والأيتام.
أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي كتب على صفحته بـ«فيسبوك» أنه لأول مرة تصبح للحر الشديد فائدة وهي شمول كبار المسؤولين بمعاناة الناس. تعليمات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي شملت حتى السيارات لا سيما في ظل البنزين المنقسم إلى نوعين في العراق بنزين محسن وآخر غير محسن. فبعد احتراق عدد من السيارات جراء موجات الحر السابقة التي كانت أقل من هذه الموجة التي سيبدأ سريانها اليوم الخميس بات على أصحاب السيارات عدم ملء خزانات الوقود ومراقبة الخزان ذاته عند التشغيل. أما الموظفون فإنهم في الوقت الذي سينعمون بالعطلة الطويلة نسبيا فإن عليهم مواجهة «نقمة» الكهرباء التي بات يسمع بها العراقيون ولا يرونها.
مع ذلك فإنه وكما يقول المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي مظهر محمد صالح إن «الإحصاءات الدقيقة أثبتت أن الموظف العراقي الذي يقضي ساعات دوام تصل إلى 6 في دائرته فإن معدل إنتاجه اليومي بالقياس إلى هذه الساعات لا يزيد على 17 دقيقة في اليوم». ما يشغل بال 35 مليون عراقي وهم في نصف درجة الغليان ليس استجواب أو إقالة وزير الكهرباء بقدر ما يهمهم ما إذا كان في جعبة عبد اللطيف أخبار جوية أخرى عن درجات حرارة قادمة خلال شهر أغسطس (آب) الذي يطلق عليه العراقيون حتى في أيام الخير الجوية قبل عقود «آب اللهاب» الذي «يدق المسمار بالباب». الأمر تعدى المسمار هذه المرة. فقبل أيام أقدم مقاتل في إحدى جبهات القتال بالعراق على غلي بيضة على حرارة الشمس حتى قبل أن تصل نصف درجة الغليان.
وأثار ارتفاع الحرارة بشكل كبير في العراق هذا الصيف احتجاجات غاضبة في الشوارع بسبب ضعف إمدادات الطاقة في البلاد. وقالت الشرطة ومسؤولون حكوميون إن «متظاهرا قتل وأصيب آخران في وقت سابق هذا الشهر خلال مظاهرة ضد انقطاع التيار بالقرب من البصرة».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.