عام على حرب أوكرانيا... مئات آلاف القتلى والجرحى بين طرفي النزاع

جنود أوكرانيون يسيرون جانب آليات روسية مدمرة في بوتشا بكييف في 6 أبريل الماضي (رويترز)
جنود أوكرانيون يسيرون جانب آليات روسية مدمرة في بوتشا بكييف في 6 أبريل الماضي (رويترز)
TT

عام على حرب أوكرانيا... مئات آلاف القتلى والجرحى بين طرفي النزاع

جنود أوكرانيون يسيرون جانب آليات روسية مدمرة في بوتشا بكييف في 6 أبريل الماضي (رويترز)
جنود أوكرانيون يسيرون جانب آليات روسية مدمرة في بوتشا بكييف في 6 أبريل الماضي (رويترز)

بعد عام على بدء الحرب في أوكرانيا، 200 ألف جندي روسي قُتلوا أو أصبحوا خارج القتال (بمعنى أُصيبوا)، حسب أجهزة المخابرات الغربية، بينما تكبدت القوات الأوكرانية نصف هذا العدد تقريباً، وفق تقرير نشرته، أمس (الأربعاء)، صحيفة «لوموند» الفرنسية.

للدلالة على فداحة عدد الضحايا بين جانبَي النزاع، يورد التقرير ما قاله الجنرال فنسنت بريتون، مدير المركز العسكري الفرنسي (CICDE) خلال جلسة استماع في «الجمعية الوطنية الفرنسية»، 30 نوفمبر الماضي: «من الصعب للغاية تقييم العدد الدقيق لضحايا الصراع في أوكرانيا، على كلا الجانبين، لكنني أعتقد أننا عندما نعرف العدد، فسنندهش».

حسب التقرير، تقدر مصادر مختلفة في فبراير (شباط) الحالي، عدد الجنود القتلى أو الجرحى أو الأسرى من الجانبين بمئات الآلاف. قالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان أصدرته في 17 فبراير إن «قوات وزارة الدفاع الروسية والمتعاقدين العسكريين الخاصين (ميليشيا فاغنر)، قد تكبدوا على الأرجح ما بين 175 ألفاً و200 ألف خسارة منذ بداية غزو أوكرانيا، بما في ذلك نحو 40 إلى 60 ألف قتيل».

من ناحية أخرى، أشار التقرير إلى أن الخسائر الأوكرانية أقل بمرتين من خسائر الروس، حسب تقديرات قادة عسكريين غربيين، حيث يُذكّرون بأن الهجوم يكلف المهاجم (روسيا) خسائر في الرجال والعدة أكثر من القوات المُدافعة (القوات الأوكرانية). وذكر التقرير أنه في 22 يناير (كانون الثاني)، تحدث رئيس الأركان النرويجي إيريك كريستوفرسن عن خسائر «ربما تجاوزت 100 ألف قتيل أو جريح» بين قوات كييف.

من جانب آخر، لم يسلم المدنيون من النزاع في أوكرانيا، حسب التقرير، حتى لو كانت الخسائر أقل فداحة من الخسائر في صفوف المقاتلين.

وأشارت «لوموند» إلى تقرير نُشر في 13 فبراير، عن «مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان» الذي قال إنه سجل 18955 ضحية مدنية أوكرانية منذ بداية الحرب: 7199 قتيلاً و11756 جريحاً. ولفتت إلى أنه من بين هؤلاء الضحايا المدنيين، توفي 461 طفلاً (أُصيب 926)، وفقاً للمدعي العام الأوكراني، في حين تتراوح تقديرات الخسائر المدنية التي قدمتها السلطات الأوكرانية بين 12000 و120 ألف قتيل مدني.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.