عام على الحرب الأوكرانية: شبح توسع رقعة المعارك يخيم على العالم

قنبلة يدوية لم تنفجر فوق ساحة المعركة لدى بلدة فوليدار شرق أوكرانيا (رويترز)
قنبلة يدوية لم تنفجر فوق ساحة المعركة لدى بلدة فوليدار شرق أوكرانيا (رويترز)
TT

عام على الحرب الأوكرانية: شبح توسع رقعة المعارك يخيم على العالم

قنبلة يدوية لم تنفجر فوق ساحة المعركة لدى بلدة فوليدار شرق أوكرانيا (رويترز)
قنبلة يدوية لم تنفجر فوق ساحة المعركة لدى بلدة فوليدار شرق أوكرانيا (رويترز)

عشية الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي، تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء اليوم (الخميس)، على قرار يدعو إلى سلام «عادل ودائم» في أوكرانيا، في نص تأمل كييف وحلفاؤها الحصول على أوسع دعم ممكن له.
ويأتي التصويت في وقت اتهمت فيه وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بالتخطيط لغزو إقليم ترانسنيستريا المنفصل عن مولدوفا بعد عملية وهمية. وأوضحت الوزارة أن أوكرانيا خططت لشن هجوم، والزعم بأن القوات الروسية هي التي شنته من ترانسنيستريا كذريعة للغزو. وتهدد هذه الخطوة في حال حدوثها بتوسيع نطاق الحرب إلى حدود أوروبا الشرقية، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع. فيما أعلنت بريطانيا في نشرة استخباراتية، اليوم (الخميس)، أن القوات الروسية تستعد لهجوم آخر في بلدة فوليدار بمنطقة دونباس الشرقية، حيث تتعرض البلدة لقصف عنيف.
وترافقت هذه التطورات مع تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال تحدث عن أن «الغرب لديه معلومات تؤكد أن الصين تخشى سقوط روسيا اقتصادياً وسياسياً»، وأن «تقييمات استخبارية غربية تؤكد أن الصين ستقدم لروسيا ذخيرة وإلكترونيات» لمنع حدوث ذلك. وقد رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، اليوم (الخميس)، على التقرير، معتبراً أن أي معلومات استخباراتية تعتزم الولايات المتحدة نشرها بخصوص نقل أسلحة من الصين إلى روسيا «مجرد تكهنات».
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في الجمعية العامة، أمس (الأربعاء): «إنني أناشدكم: هذه لحظة حاسمة لإظهار الدعم والوحدة والتضامن». وتأمل أوكرانيا وحلفاؤها أن يحصل النص الذي سيطرح للتصويت على عدد أصوات يساوي على الأقل عدد الذين أيدوا قراراً في أكتوبر (تشرين الأول). وكانت 143 دولة صوّتت حينذاك لصالح القرار الذي يدين ضم روسيا عدداً من الأراضي الأوكرانية.
ويؤكد مشروع القرار غير الملزم «الحاجة إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أسرع وقت ممكن في أوكرانيا وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة». كما يؤكد من جديد «التمسك» بـ«وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا» و«يطالب» بالانسحاب الفوري للقوات الروسية ويدعو إلى «وقف الأعمال العدائية».
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في هذا السلام، إذ انتقد أمس «إهانة ضميرنا الجماعي» المتمثلة في غزو أوكرانيا. وقال إن «العواقب المحتملة لتصعيد النزاع خطر واضح وقائم حالياً»، في إشارة خاصة إلى المخاطر النووية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد، في خطاب مناهض للغرب يذكر بالحرب الباردة، بمواصلة هجومه «بشكل منهجي» في أوكرانيا. وهاجم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أمس، الغربيين في الجمعية العامة. وقال: «في إطار رغبتهم في إلحاق هزيمة بروسيا بأي طريقة ممكنة، يمكن أن يضحوا ليس بأوكرانيا فقط بل هم مستعدون لإغراق العالم كله في الحرب». ورد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قائلاً إن هذا النزاع ليس مسألة «الغرب ضد روسيا». وأوضح أن «هذه الحرب غير الشرعية تهم الجميع: الشمال والجنوب والشرق والغرب».
وحظيت القرارات الثلاثة المتعلقة بالغزو الروسي التي صوتت عليها الجمعية العامة خلال عام على تأييد ما بين 140 و143 صوتاً مقابل 5 دول صوتت بشكل منهجي ضد النصوص (روسيا وبيلاروسيا وسوريا وكوريا الشمالية وإريتريا) وامتنع أقل من أربعين بلداً آخر عن التصويت. لكن حجم التأييد للقرار الرابع جاء مختلفاً إلى حد ما (93 صوتاً مقابل 24 ضده و58 امتناعاً عن التصويت). وينص هذا القرار على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.
من جهتها، حاولت بكين التي امتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة على أوكرانيا، أمس، أن تلعب دور وسيط بتقديم رؤيتها «لتسوية سياسية» للنزاع، إلى موسكو. واستقبل الكرملين رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني وانغ يي، بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقالت وزارة الخارجية الروسية بعد المحادثات مع كبير الدبلوماسيين الصينيين إن «الشركاء الصينيين أطلعونا على أفكارهم حول الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، بالإضافة إلى مقاربتهم لتسويتها السياسية». لكنه أشار إلى أنه «لم تطرح خطة (سلام) منفصلة».
وقبل يوم، كان لإعلان فلاديمير بوتين تعليق معاهدة «نيو ستارت» للحد من السلاح النووي، الموقعة في 2010 وكانت آخر اتفاقية ثنائية من هذا النوع تربط بين الروس والأميركيين، تأثير كبير. ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، هذه الخطوة بأنها «خطأ فادح»، لكنه قال إنه «لا يرى» أدلة على أن بوتين «يفكر في استخدام أسلحة نووية أو أي شيء من هذا النوع». وترى أوكرانيا أن «الإرهاب النووي الروسي يهدد العالم بأسره». وقالت ممثلة أوكرانيا ناتاليا كوستينكو، أمام الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا، الأربعاء، إن «الاتحاد الروسي ينتهك بشكل صارخ قواعد القانون الدولي ويقوض معايير السلامة النووية والإشعاعية».
في أوكرانيا نفسها، وصل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى العاصمة كييف في زيارة «بعد عام على بدء الحرب». وقال سانشيز: «سندعم أوكرانيا وشعبها حتى يعود السلام إلى أوروبا»، في الرسالة المرفقة بصور يظهر فيها وهو يترجل من قطار في كييف، قبل يوم من الذكرى الأولى للحرب.
عسكرياً، وجه رئيس مجموعة «فاغنر» الروسية شبه العسكرية يفغيني بريغوجين نداء غير مسبوق، حثّ فيه الروس على الضغط على الجيش لتوفير الذخيرة لرجاله في الخطوط الأمامية في معركة مدينة باخموت في شرق أوكرانيا. وتعكس هذه التصريحات حجم التوتر بين المرتزقة وهيئة الأركان العامة الروسية عشية الذكرى السنوية لبدء الهجوم الروسي الذي يواجه مقاومة من قبل الأوكرانيين معززة بالمساعدات العسكرية الغربية.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.