شركة سدرة المالية تستحوذ على مبنى مكاتب «ذا باور» في المملكة المتحدة

شركة سدرة المالية تستحوذ على مبنى مكاتب «ذا باور» في المملكة المتحدة
TT

شركة سدرة المالية تستحوذ على مبنى مكاتب «ذا باور» في المملكة المتحدة

شركة سدرة المالية تستحوذ على مبنى مكاتب «ذا باور» في المملكة المتحدة

أعلنت شركة سدرة المالية عن استحواذها على مبنى " ذا باور" للمكاتب في ستوكلي بارك بالمملكة المتحدة والذي استحوذت عليه مقابل 73.75 مليون جنيه إسترليني (بنسبة عائد تصل إلى حوالي 7 في المائة) من شركة "كليربيل بروبرتي بارتنرز 2 إل بي"، وهي عبارة عن صندوق تديره شركة "كليربيل كابيتال إل إل بي" مع شركة "باتريزيا" والرائدة في مجال الأصول العقارية العالمية.
يعكس مبنى "ذا باور" مستوى جديداً من المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة حيث أصبح واحداً من أبرز المناطق التجارية في المملكة المتحدة بعد إعادة تجديده بالكامل، وعلماً بأنه مؤجر حالياً لشركة كانون يورو.
وحرص الطرف البائع على تحويل العقار إلى مساحات مكتبية تتميز بمواصفات ومعايير من الدرجة الأولى ساهمت بالارتقاء بالمبنى ليحصل على تصنيف "ممتاز" وفقاً لنموذج التقييم البيئي لمؤسسة بحوث البناء (برييام) كما حصل على شهادة أداء الطاقة (اي بي سي) من فئة "أ"، ليصبح بذلك من أكثر المباني التزاماً بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في المنطقة الشرقية الجنوبية من المملكة المتحدة وكذلك من أفضل الأصول العقارية التي تحتوي عليها محفظة سدرة العقارية في المملكة المتحدة.
وقال هاني باعثمان، رئيس مجلس إدارة شركة سدرة المالية: "نحن سعداء بالاستحواذ على مقر شركة كانون في ستوكلي بارك في المملكة المتحدة حيث يشكل هذا العقار إضافة جديدة إلى محفظتنا العقارية التي تتوافق مع إستراتيجيتنا المرتكزة على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة والتي تنطوي على أصول ذات جودة عالية مؤجرة إلى مستأجرين من فئات مميزة". وأضاف " إن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة هي في صميم الاستراتيجية الاستثمارية التي تتبناها سدرة المالية كما يتضح من العقارات العديدة التي استحوذنا عليها والتي حصلت على تصنيفات عالية وفقاً لنموذج التقييم البيئي لمؤسسة بحوث البناء (برييام).
وتابع "تتميز الأصول العقارية التي تحتوي عليها محفظة سدرة المالية بأنها مزودة بأنظمة التدفئة الكهربائية بدلاً من الاعتماد على الغاز، كما أنها تعتمد على التكنولوجيا الكهروضوئية وتسخير الطاقة الحرارية من مصدر الأرض. وتلتزم سدرة بالاستحواذ على الأصول "الأفضل في فئتها" التي تساهم في استقطاب المستأجرين المؤيدين للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة كما أنها تعمل على رفع مستوى هذه المعايير بشكل مستمر للحفاظ على ولائهم."
وزاد باعثمان "إن قدرتنا على إبرام هذه الصفقة في ظل البيئة الاقتصادية الحالية هي إثبات واضح على التزامنا طويل الأجل بسوق العقارات في المملكة المتحدة وقدرتنا على توفير اليقين بشأن تنفيذ صفقات البيع إلى المستثمرين. تمتلك "سدرة" واحدة من أكبر المحافظ العقارية التي تضم مجموعة من المقار الرئيسية لأهم العلامات التجارية العالمية في المملكة المتحدة، وتشمل هيلتون، وكوكا كولا، وأتكينز، وكاونتريسايد بي آل سي، وشركة كانون التي أصبحت حالياً شريكاً مستأجرا.ً"
من جهته قال دومينيك مور، رئيس إدارة الأصول ومدير المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في شركة كليربل: "تبحث الشركات اليوم أكثر من أي وقت مضى عن مكاتب تستوفي شرطين أساسيين لا غنى عنهما، وهما: المواصفات العالية وتصنيفات الاستدامة القوية. وإن مستوى التصنيفات والمواصفات التي يتمتع بها مبنى "ذا باور" في مجال المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة تجعل منه مبنى مثالياً للاستخدام المكتبي، كما يزيد من قيمة المبنى عقد الإيجار طويل الأمد المعقود مع شركة كانون، بالإضافة إلى أن العقار يشكل قيمة استثمارية قوية في ظل التقلبات التي تشهدها الأسواق المحلية".
الى ذلك قال فيل إيرونز، المدير الإداري للمعاملات في شركة باتريزيا، "تشكل هذه الصفقة تتويجاً لخطة عمل تهدف إلى زيادة قيمة مبنى "ذا باور" من خلال تخصيص قدر كاف من النفقات الاستثمارية لدعم تعزيز المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة وتبني استراتيجية تأجير تهدف إلى استقطاب الشركات الذائعة الصيت عالمياً مثل شركة كانون التي نجحنا في إبرام عقد إيجار طويل الأجل معها. وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها السوق، فإن نجاح التخارج من الاستثمار هو بمثابة إثبات على متانة الإستراتيجية المتبعة لنا، كم إنه إشارة واضحة إلى أن المباني التي تتمتع بتصنيف قوي في مجال المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة ستستمر في استقطاب اهتمام المستثمرين".



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.