أول جهاز لتشخيص الإجهاد الصوتي

أحد المتطوعين خلال استخدام الجهاز الجديد (نورث وسترن الأميركية)
أحد المتطوعين خلال استخدام الجهاز الجديد (نورث وسترن الأميركية)
TT

أول جهاز لتشخيص الإجهاد الصوتي

أحد المتطوعين خلال استخدام الجهاز الجديد (نورث وسترن الأميركية)
أحد المتطوعين خلال استخدام الجهاز الجديد (نورث وسترن الأميركية)

طور باحثو جامعة نورث وسترن الأميركية أول جهاز ذكي يمكن ارتداؤه لتتبع الأشخاص الذين يستخدمون أصواتهم باستمرار، وتنبيههم إلى ضرورة الحد من الإفراط في الاستخدام قبل ظهور التعب الصوتي والإصابة المحتملة.
ويمكن للجهاز اللاسلكي الأول من نوعه الذي يعمل بالبطارية والخوارزميات المصاحبة له، أن يفيد المطربين المحترفين والمعلمين والسياسيين والعاملين في مراكز الاتصال والمدربين وأي شخص يعتمد على صوته للتواصل بشكل فعال، كما يمكن أن يساعد الأطباء الإكلينيكيين في مراقبة المرضى الذين يعانون من اضطرابات الصوت عن بعد وبشكل مستمر طوال فترة علاجهم. وتم تطوير الجهاز من قبل فريق متعدد التخصصات من علماء المواد ومهندسي الطب الحيوي ومغن بالأوبرا وأخصائي في أمراض النطق واللغة، وتم نشر دراسة عنه «الثلاثاء» بدورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس».

ويلتصق الجهاز الناعم والمرن بحجم طابع البريد، بشكل مريح بالجزء العلوي من الصدر، لاستشعار الاهتزازات الدقيقة المرتبطة بالحديث والغناء، ومن هناك، يتم تدفق البيانات التي تم التقاطها على الفور عبر البلوتوث إلى الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي للمستخدمين، حتى يتمكنوا من مراقبة أنشطتهم الصوتية في الوقت الفعلي على مدار اليوم وقياس إجمالي الاستخدام الصوتي التراكمي، وتميز خوارزميات التعلم الآلي المخصصة الفرق بين التحدث والغناء، وتمكن المطربين من تتبع كل نشاط بشكل منفصل.
ومع التطبيق، يمكن للمستخدمين تعيين عتباتهم الصوتية المخصصة، وعندما يقتربون من هذه العتبة فإن هاتفهم الذكي أو ساعتهم الذكية أو أي جهاز مصاحب موجود على المعصم يوفر ردود فعل لمسية في الوقت الفعلي كتنبيه، وبعد ذلك، يمكنهم إراحة أصواتهم. وتقول تيريزا برانكاتشيو، خبيرة الصوت بجامعة نورث وسترن، التي شاركت بقيادة الدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، «ينسى أغلب الناس مقدار استخدامهم لأصواتهم، ويميل المطربون الكلاسيكيون المتمرسون إلى أن يكونوا أكثر وعيا باستخدامهم الصوتي بسبب خبرتهم المتراكمة، لكن المطربين ذوي التدريب الأقل أو الأشخاص، مثل المعلمين والسياسيين والمدربين الرياضيين، الذين يجب أن يتحدثوا كثيرا، غالبا لا يدركون مقدار استخدامهم لصوتهم، ونريد أن نمنحهم وعيا أكبر للمساعدة في منع الإصابة».



علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.