تحفيز الخلايا العصبية الشوكية قد يساعد مرضى السكتة الدماغية على استعادة الحركة

ليثر ريندوليك تمكنت من استعادة حركة يدها اليسرى بفضل التكنولوجيا الجديدة (نيتشر ميديسين)
ليثر ريندوليك تمكنت من استعادة حركة يدها اليسرى بفضل التكنولوجيا الجديدة (نيتشر ميديسين)
TT

تحفيز الخلايا العصبية الشوكية قد يساعد مرضى السكتة الدماغية على استعادة الحركة

ليثر ريندوليك تمكنت من استعادة حركة يدها اليسرى بفضل التكنولوجيا الجديدة (نيتشر ميديسين)
ليثر ريندوليك تمكنت من استعادة حركة يدها اليسرى بفضل التكنولوجيا الجديدة (نيتشر ميديسين)

قال عدد من الباحثين إنهم توصلوا إلى طريقة مبتكرة قد تساعد مرضى السكتة الدماغية على استعادة الحركة عن طريق تحفيز الخلايا العصبية داخل النخاع الشوكي.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، يعاني حوالي واحد من كل أربعة أشخاص على مستوى العالم من سكتة دماغية في حياته، وهي حالة يتم فيها قطع إمدادات الدم عن جزء من الدماغ.
وغالبًا ما يعاني الناجون من مشاكل طويلة الأمد، بما في ذلك ضعف العضلات أو الشلل، مع وجود صعوبات في حركة الذراع واليد قد تؤثر سلبا على قدرة الأشخاص على القيام بالأنشطة اليومية مثل الأكل أو الكتابة أو ارتداء الملابس بأنفسهم.
ويقول فريق الدراسة الجديدة إنه توصل إلى طريقة لاستعادة هذه الحركات عن طريق تحفيز الخلايا العصبية داخل النخاع الشوكي، من خلال زرع أقطاب كهربائية في الرقبة.
وقام الباحثون التابعون لجامعة بيتسبرغ وجامعة كارنيغي ميلون بتجربة هذه الطريقة على فتاة تدعى ليثر ريندوليك، تعرضت لسلسلة من السكتات الدماغية منذ عام 2012، حين كانت تبلغ من العمر 22 عامًا، الأمر الذي تسبب في فقدانها للحركة في يدها اليسرى.
ولكن بعد عقد من الزمن، وبفضل الأقطاب الكهربائية المزروعة في رقبتها، أصبحت ريندوليك قادرة مرة أخرى على تحريك يدها.
وتقول الفتاة: «العيش بيد واحدة كان أمرا شاقا وقاسيا للغاية. لكن الآن، وبفضل التحفيز الكهربائي للخلايا العصبية الشوكية، أشعر وكأنني الآن أتحكم في ذراعي ويدي مرة أخرى. لقد استعدت يدي التي فقدتها منذ أكثر من تسع سنوات.»
وكتب الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة «نيتشر ميديسين»: «لقد لاحظنا أن السكتة الدماغية يمكن أن تؤدي إلى تعطيل الاتصالات بين مناطق الدماغ والحبل الشوكي، والتي تتحكم في حركات الذراع واليد. وبينما لا تزال بعض الإشارات من الدماغ تمر عبر هذه المناطق، إلا أنها ليست قوية بما يكفي لتحفيز النشاط في الخلايا العصبية الحركية التي تتحكم في حركة العضلات».
وأضافوا: «تقوم تجربتنا على إعادة هذه الاتصالات من خلال تحفيز نشاط الخلايا العصبية الحسية للعضلات، الأمر الذي بدوره يعطي دفعة إضافية للخلايا العصبية الحركية، ما يجعلها أكثر استجابة للإشارات القادمة من الدماغ».
وأكملوا قائلين: «بعبارة أخرى، من خلال تحفيز الخلايا العصبية الحسية، يتم تضخيم الإشارات التي توجه العضلات للتحرك».
ولفت فريق الدراسة إلى أنه في حين أن مرضى السكتة الدماغية الذين يعانون من مشكلات خفيفة في الحركة قد يحتاجون إلى الأقطاب الكهربائية لفترة قصيرة، فإن أولئك الذين يعانون من إعاقات شديدة قد يحتاجون إلى هذه التكنولوجيا بشكل دائم.



رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم
TT

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل، الأحد، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.

ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم

توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.

الراحل عبد الله العلي النعيم عمل مديراً لمعهد المعلمين في الرياض

بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.

وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.

شركة الغاز والتصنيع الأهلية تعد إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض