شظايا نيزك «كرة نار الفالنتاين» تسقط جنوب إيطاليا

شظايا نيزك «كرة نار الفالنتاين» تسقط جنوب إيطاليا
TT

شظايا نيزك «كرة نار الفالنتاين» تسقط جنوب إيطاليا

شظايا نيزك «كرة نار الفالنتاين» تسقط جنوب إيطاليا

اصطدم جسم بشرفة منزل في ضواحي ماتيرا الإيطالية، وبدت البقايا في حالة بدائية. وقال أحد الخبراء: «يبدو الأمر كما لو أننا جمعناها من «الفضاء مباشرة»، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وكان سكان «مدينة الحجر» العتيقة والساحرة بجنوب إيطاليا قد عاينوا ظاهرة صخرية تبدو متناغمة مع اسم مدينتهم، عندما سقط نيزك على شرفة منزل في ضواحي ماتيرا.
والجسم الفضائي، الذي كان ينتقل بسرعة تقارب 200 ميل في الساعة، قد جرى رصده في السماء فوق منطقتي بوليا وبزلكاتا في 14 فبراير (شباط)، وأطلق عليه اسم «كرة نار الفالنتاين»، قبل أن يصطدم بشرفة منزل الشقيقين جيانفرانكو وبينو لوسينور ووالديهما. في بادئ الأمر، لم تدرك الأسرة حقيقة ما حدث. وكان الشقيقان يتفحصان الألواح الشمسية الخاصة بهما عندما لاحظا، بعد ثلاثة أيام، تعرض واحد من الألواح للتدمير، بجانب وجود شظايا رمادية متناثرة عبر أرجاء شرفة المنزل.
وقال جيانفرانكو: «لم أكن بالمنزل عندما حدث الأمر، لكن والدتي كانت في القبو في ذلك الوقت، وسمعت صوت انفجار مرتفعاً. وساورها القلق، لكن ذلك اليوم كان عاصفاً للغاية، لذلك ظنت أنه ربما يكون فرع شجرة. لم نتوقع مطلقاً أنه نيزك».
ويذكر أن كرة النيزك النارية شوهدت عبر كاميرات مراقبة في «بريسما»، وهو مشروع يديره المعهد الإيطالي للفيزياء الفلكية، الأمر الذي مكّن الخبراء من تتبُّع موقع سقوطه.
وحتى هذه اللحظة، جرى جمع أكثر من 70 غراماً من الشظايا لدراستها، وستنتهي بها الحال إلى العرض بأحد المتاحف.
ومن جهته، قال كارميلو فالكو، ممثل «بريسما»، والذي سافر إلى ماتيرا مباشرة، إنه في الوقت الذي تضرب فيه كثير من النيازك الأرض، فإن الأمر النادر الذي حدث في ماتيرا هو أن النيزك سقط على سطح نظيف، وبالتالي لم يتلوث. ومن النادر كذلك سقوط النيازك بمنطقة يمكن استعادة شظاياها منها بسهولة.



«كوب28» يدخل ساعات الحسم... والتباينات سيدة الموقف

سلطان الجابر رئيس «كوب28» متوسطاً وزير البيئة السنغافوري ووزيرة البيئة النرويجية في مؤتمر صحافي صباح الجمعة (إ.ب.أ)
سلطان الجابر رئيس «كوب28» متوسطاً وزير البيئة السنغافوري ووزيرة البيئة النرويجية في مؤتمر صحافي صباح الجمعة (إ.ب.أ)
TT

«كوب28» يدخل ساعات الحسم... والتباينات سيدة الموقف

سلطان الجابر رئيس «كوب28» متوسطاً وزير البيئة السنغافوري ووزيرة البيئة النرويجية في مؤتمر صحافي صباح الجمعة (إ.ب.أ)
سلطان الجابر رئيس «كوب28» متوسطاً وزير البيئة السنغافوري ووزيرة البيئة النرويجية في مؤتمر صحافي صباح الجمعة (إ.ب.أ)

في الوقت الذي دخل فيه مؤتمر «كوب28» ساعات الحسم، حث رئيس القمة سلطان الجابر الدول المشاركة على الخروج من «مناطق راحتها»، والعمل معاً من أجل التوصل لاتفاق في الموعد المحدد لختام المؤتمر.

ولا يزال التباين يهيمن على المشهد، إذ نشرت وكالة المناخ التابعة للأمم المتحدة مسودة جديدة لاتفاقية المؤتمر يوم الجمعة، والتي تضمنت مجموعة من الخيارات لمستقبل استخدام الوقود التقليدي، وهي القضية الأكثر إثارة للجدل في المؤتمر.

ومن المتوقع أن تركز الدول خلال الأيام القليلة المقبلة على هذه القضية على أمل التوصل إلى توافق قبل اختتام القمة المقرر في 12 ديسمبر (كانون الأول).

وتراوحت الخيارات بين «التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بما يتماشى مع أفضل العلوم المتاحة»، وصولاً إلى عدم إدراج أي لغة بشأن استخدام الوقود الأحفوري في المستقبل.

كما حددت الوثيقة خيار «التخلص التدريجي السريع من طاقة الفحم بلا هوادة هذا العقد، والوقف الفوري للسماح بتوليد طاقة الفحم الجديدة بلا هوادة». وكان الخيار الآخر لهذه الفقرة هو عدم تضمين أي نص حول هذه القضية.

وقال الجابر في افتتاح الجلسة العامة يوم الجمعة، مع دخول القمة أصعب مراحل المفاوضات: «أرجوكم فلننجز هذه المهمة... أود منكم أن تقدموا المساعدة، وأحتاج منكم أن تتخطوا مناطق راحتكم». وكلف رئيس «كوب28» 8 وزراء، نصفهم من الدول المتقدمة والنصف الآخر من بلدان الجنوب، بالعمل على 4 مواضيع لكسر الجمود في المفاوضات.

ومن جانبه، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، يوم الخميس، على هامش قمة «كوب28»، إن العالم بحاجة إلى التركيز على التخلص التدريجي من الفحم. وأضاف: «لا أعتقد أننا يجب أن نتحدث عن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري؛ لأن التقنيات تتحسن أيضاً. ماذا لو كان لدينا في المستقبل تكنولوجيا تزيل جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري وتجعله نظيفاً مثل أي نوع آخر من الوقود؟ لماذا نحاربه قبل أن يكون لدينا البديل؟».

وحول التطورات في قاعات المفاوضات، وغموض الموقف الحالي، قال عنان أمين، الرئيس التنفيذي لمؤتمر «كوب28» يوم الجمعة: «إنك تبدأ بالأمل والنشوة... ثم تصبح المفاوضات صعبة ويبدأ الناس في نشر الشائعات والتخمينات وقليل من الاكتئاب، ثم تبدأ الأمور في الاتضاح مرة أخرى. ثم هناك المشاركة السياسية (على مستوى الوزراء والقادة)، ومن هنا تأتي القوة والإثارة الحقيقية».

ومنذ تبني اتفاق صندوق الخسائر والأضرار في 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، قال الجابر إن الدول جمعت أكثر من 726 مليون دولار لضخ رأس مال في الصندوق، ويُتوقع ضخ المزيد في الصندوق بحلول ختام قمة كوب لهذا العام... لكن التقدم المحرز في التكيف مع المناخ توقف، إذ يحتاج الوزراء إلى حل مأزق متعلق بالتزامات الدول الغنية مقابل الدول الفقيرة لتمويل الصندوق، وسيحتاجون أيضاً إلى تناول كيفية تعزيز تمويلات المناخ.

ولا تزال التعهدات المقطوعة في «كوب28» أقل كثيراً من مئات الملايين اللازمة سنوياً لمساعدة الدول النامية في التكيف مع ظروف العالم الآخذ في الاحترار، بما في ذلك ارتفاع مستويات أسطح البحار وازدياد خطورة الموجات الحارة.

وتحتاج الدول النامية أيضاً إلى تمويلات سنوية بمليارات، ما لم يكن تريليونات، الدولارات للتحول إلى الطاقة النظيفة.

ومن جانبه، أكد رئيس المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، الدكتور سيدي ولد تاه، أن المصرف خصص ما يناهز 30 بالمائة من تمويلاته خلال السنوات العشر الأخيرة، لتمويل مشاريع المناخ في أفريقيا.

وأضاف، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات (وام)، أن المصرف خلال مشاركته في قمة التمويل المناخي التي عُقدت في «كوب28»، أعد ورقة عمل حول التمويل المناخي في أفريقيا خلال السنوات المقبلة حتى 2030، وأجيزت الورقة، وجارٍ العمل مع الشركاء للدخول في مشاريع تخدم التمويل المناخي والتحول الطاقي في أفريقيا مع التركيز على الطاقة النظيفة.

وقال: «إن تخصيص مجموعة التنسيق العربية خلال (كوب28)، 10 مليارات دولار حتى عام 2030 لدعم التحول العادل للطاقة النظيفة في البلدان النامية، يؤكد التزام المجموعة الدائم بتمويل التحول الطاقي العادل في العالم بما يتماشى مع أهداف المؤتمر»، موضحاً أن المصرف بصفته عضواً في المجموعة، يقوم بدور مهم في تمويل المشاريع التنموية بالدول النامية.

وفي غضون ذلك، تضطلع الدول بمهمة ضخمة للمرة الأولى، وهي تقييم التقدم المحرَز في مسألة المناخ منذ اتفاق باريس وحتى الآن وما يتبقى فعله. ومن المتوقع أن يفضي العمل المعروف باسم «التقييم العالمي» إلى خطة إجراءات السياسة العامة المستقبلية من الحكومات لمحاولة منع تفاقم تغير المناخ إلى حدود متطرفة.

وفي الوقت نفسه، أُحْرِز تقدم، يوم الخميس، بشأن تحديد الجهة المضيفة لمؤتمر «كوب29» العام المقبل، والذي كان مقرراً تنظيمه في روسيا؛ حيث أصدرت أذربيجان وأرمينيا بياناً مشتركاً اتفقا فيه على العمل نحو معاهدة سلام، وقالتا إن أرمينيا تدعم طلب أذربيجان لاستضافة المحادثات من خلال سحب ترشيحها.

ولم تتمكن الدول من الاتفاق على مضيف من أوروبا الشرقية لقمة المناخ العام المقبل، حيث استخدمت روسيا حق النقض ضد دول الاتحاد الأوروبي، ورفضت أذربيجان وأرمينيا عروض بعضهما. ومن المقرر اتخاذ قرار بشأن مكان الاجتماع ورئاسته خلال الأسبوع المقبل.


إردوغان يجدد تأكيد اتفاقه مع بوتين بشأن مركز الغاز الروسي في تركيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في سوتشي الروسية يوم 4 سبتمبر 2023 (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في سوتشي الروسية يوم 4 سبتمبر 2023 (أرشيفية - رويترز)
TT

إردوغان يجدد تأكيد اتفاقه مع بوتين بشأن مركز الغاز الروسي في تركيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في سوتشي الروسية يوم 4 سبتمبر 2023 (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في سوتشي الروسية يوم 4 سبتمبر 2023 (أرشيفية - رويترز)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن مسألة إمدادات الغاز الروسي إلى منطقة البلقان وأوروبا عبر إنشاء مركز للغاز في تركيا. وأضاف إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من زيارته لليونان نُشرت الجمعة: «نحن عازمون على جعل تراقيا (غرب تركيا) مركزاً لإمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى منطقة البلقان وأوروبا، لقد اتفقنا على هذه المسألة مع الرئيس بوتين».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في سوتشي الروسية 4 سبتمبر 2023 (أرشيفية - رويترز)

وجاء تصريح إردوغان، بعد أيام من تصريحات للرئيس الروسي، أكد فيها أن العلاقات مع تركيا في مستوى جيد، وأن بلاده تتعاون بشكل مكثف مع تركيا في مجال الطاقة.

وقال بوتين: «أود أن أشير بشكل خاص إلى أن التعاون الروسي - التركي في مجال الطاقة، هو تعاون استراتيجي... تواصل شركة (روسآتوم) بناء أول محطة نووية في تركيا (أككويو)، وهناك تعاون وثيق في قطاع الغاز في إطار تشغيل أنابيب (السيل الأزرق) و(السيل التركي) والعمل جارٍ لإنشاء مركز لتوزيع الغاز في تركيا».

كان بوتين اقترح، في 12 أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، خلال منتدى أسبوع الطاقة الروسي، إنشاء مركز الغاز الروسي في تركيا، قائلاً: إنه سيصبح أكبر مركز إمداد للغاز لأوروبا في تركيا.

اشتعلت أسعار الغاز في أوروبا عقب الإعلان عن تسريبات متزامنة في خطي أنابيب «نورد ستريم» (رويترز)

ورحّب إردوغان بهذا الاقتراح، وقال في اليوم التالي، إنه أمر وزارة الطاقة بالعمل على إنشاء مركز للغاز الطبيعي في تركيا. وقوبل المقترح برد فعل أوروبي سلبي في ظل التوجه إلى تقليص اعتمادهم على موارد الطاقة الروسية.

وكانت روسيا تتيح ما يقرب من 40 في المائة من إمدادات أوروبا من الغاز قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) العام الماضي، لكنها خفضت التدفق بشدة حتى قبل الانفجارات في خط السيل الشمالي (نورد ستريم)، وألقت باللوم على مشاكل فنية قالت: إنها كانت نتيجة للعقوبات الغربية. ورفضت الحكومات الأوروبية التفسير الروسي، واتهمت موسكو باستغلال الطاقة سلاحاً سياسياً.

خط أنابيب غاز «نورد ستريم 1» (رويترز)

وقال إردوغان، الشهر الماضي، إن بلاده تواصل العمل في مشروع المركز التركي لتوزيع الغاز؛ حتى يصبح من الممكن عبره نقل الغاز الروسي إلى دول أوروبا.

وعدّ إردوغان أن «أسعار الغاز العالمية، ستتحدد في تركيا، بخاصة مع الوضع في الحسبان الخطوات المحددة التي سنتخذها، ناقشنا مسألة إنشاء مركز للغاز الطبيعي في تركيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي (في أغسطس/ آب الماضي)، ما يقرب من 40 - 50 في المائة من الغاز الذي يدخل تركيا سوف يلبي احتياجاتها، لكن أوروبا تتوقع الآن منا الغاز الطبيعي».

خط أنابيب الغاز «نورد ستريم» الذي كان من المقرّر أن يستأنف الخدمة يتوقّف «تماماً» (رويترز)

خطوات مرتقبة

وقال مسؤول في قطاع الطاقة في تركيا: إن وفداً سيزور سان بطرسبرغ في النصف الأول من ديسمبر (كانون الأول) الحالي لبحث تفاصيل خريطة الطريق الخاصة بإنشاء مركز الغاز الطبيعي الروسي في غرب تركيا، وإن التنسيق مع الجانب الروسي مستمر.

وجاءت تصريحات المسؤول التركي عقب تصريحات لنائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية والتجارية التركية - الروسية المشتركة في أنقرة، أكد فيها أنه من المنتظر أن يتوصل البلدان إلى اتفاق بشأن إنشاء مركز للغاز الطبيعي في تركيا في المستقبل القريب، بناء على اتفاق سابق بين رئيسي البلدين.

انخفض التدفق بشدة حتى قبل الانفجارات في خط السيل الشمالي (نورد ستريم) (أ.ف.ب)

وذكر نوفاك، أن شركة «غازبروم» الروسية وشركة خطوط أنابيب البترول التركية (بوتاش) تتعاونان بشكل وثيق وتناقشان خريطة طريق المشروع، معرباً عن ثقته بأنه سيتم التوصل إلى اتفاقات بشأن التنفيذ العملي لهذا المشروع في المستقبل القريب. ولفت إلى أن وفداً تركياً سيزور سان بطرسيرغ لهذا الغرض.

صعوبات وخطط بديلة

وعلى الرغم من توالي التصريحات بشأن مركز الغاز الروسي في تركيا، يبدو أن هناك الكثير من التعقيدات التي تحيط بالمشروع. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مارس (آذار) الماضي: إنه من الواضح أن مشروع مركز تصدير الغاز معقد للغاية، وبالطبع لا يمكن تنفيذه دون حدوث بعض التأخيرات بالنسبة للوقت، بالإضافة إلى مشكلات أخرى ذات طبيعة تقنية.

وأضاف بيسكوف: «مثل هذه الحالات لا مفر منها، لكننا سنواصل تنفيذ المشروع والتعاون مع الشركاء الأتراك».

ألمان تظاهروا احتجاجاً على ارتفاع فواتير الطاقة في مدينة فرانكفورت أمس (رويترز)

وسبق أن غيّرت روسيا طرحها حول المشروع، واقترحت أن ينفذ من خلال «منصة إلكترونية» لتداول الغاز، مرجعة ذلك بالأساس إلى وقوع تركيا على حزام نشط للزلازل، وارتفاع تكلفة إنشاء مركز للغاز الطبيعي والبنية التحتية الداعمة له، مثل خطوط أنابيب، فضلاً عن التقلبات في العلاقات السياسية أحياناً بين البلدين.

وقال الرئيس فلاديمير بوتين، في 29 يوليو (تموز) الماضي: إن إنشاء مركز للغاز في تركيا لا يزال على جدول الأعمال، لكنه أوضح أنه لن يكون على هيئة منشآت ضخمة لتخزين الغاز على الأراضي التركية، ولكنه منصة تجارة إلكترونية لتنظيم التداولات التجارية، لافتاً إلى أن الجانب التركي يدرك ذلك الأمر.

وأكد خبراء، أن إنشاء مركز للغاز الروسي في تركيا يتطلب استثمارات ضخمة قد تفوق قدرة البلدين اللذين يشهدان تراجعاً لاقتصاديهما، لا سيما وأن عملية إنشائه قد تستغرق سنوات عدة، فضلاً عن ضرورة إنشاء خطوط أنابيب جديدة لضخ إمدادات الغاز من تراقيا، في غرب تركيا، إلى بلغاريا المجاورة، ومنها إلى أوروبا، وهو ما يواجَه بمنافسة من اليونان التي دشنت في يوليو (تموز) 2022 خط أنابيب غاز جديداً مع بلغاريا لتزويدها بالغاز الطبيعي المسال الأميركي.


مصر وأميركا تدعمان «تسوية سياسية» بين أفرقاء الأزمة الليبية

المبعوث الأميركي إلى ليبيا نورلاند يلتقي شكري وزير الخارجية المصري في واشنطن (الخارجية المصرية)
المبعوث الأميركي إلى ليبيا نورلاند يلتقي شكري وزير الخارجية المصري في واشنطن (الخارجية المصرية)
TT

مصر وأميركا تدعمان «تسوية سياسية» بين أفرقاء الأزمة الليبية

المبعوث الأميركي إلى ليبيا نورلاند يلتقي شكري وزير الخارجية المصري في واشنطن (الخارجية المصرية)
المبعوث الأميركي إلى ليبيا نورلاند يلتقي شكري وزير الخارجية المصري في واشنطن (الخارجية المصرية)

تترقب الأوساط السياسية في ليبيا الإعلان عن موعد ومكان انعقاد اجتماع «الخمسة الكبار»، الذي دعا إليه عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي إلى البلاد، بقصد مناقشة نقاط الخلاف حول قانوني الانتخابات، ويأتي هذا الترقب وسط تأكيد مصري وأميركي على دعم مسار التسوية السياسية بين أفرقاء الأزمة.

والتقى السفير ريتشارد نورلاند، المبعوث الأميركي إلى ليبيا، بوزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال زيارته الحالية إلى واشنطن. وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية، مساء أمس (الخميس) إن شكري أكد خلال اللقاء على موقف مصر «الثابت والداعم لمسار الحل الليبي - الليبي، دون أي إملاءات خارجية».

وتبدي القاهرة تمسكها بـ«عدم تجاوز دور المؤسسات الليبية، استناداً إلى المرجعيات الليبية للتسوية، وخاصة اتفاق (الصخيرات) (وقع في المغرب نهاية عام 2015)، وبما يفضي إليه من إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في ليبيا في أقرب وقت».

وأضاف المتحدث أن شكري شدد على ضرورة «وقف التدخلات الخارجية في ليبيا، وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة منها في مدى زمني محدد، حرصاً وتأكيداً على سيادة واستقرار ليبيا».

ومن جانبه، أكد المبعوث الأميركي إلى ليبيا «على التعاون القائم والمستمر بين مصر والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى السبل الناجعة للتعامل مع الأزمة الليبية بهدف إرساء الاستقرار في جميع أرجاء البلاد بشكل مستدام، وفقاً للمرجعيات ذات الصلة»، مثمناً وفقا للخارجية المصرية «الدور المحوري»، الذي تضطلع به القاهرة و«جهودها المستمرة» من أجل دعم مسار التسوية في ليبيا.

الدبيبة خلال لقاء سابق مع باتيلي في طرابلس للبحث في أزمة الانتخابات (المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة)

واستمع باتيلي على مدار الأيام الماضية إلى وجهة نظر غالبية الأطراف السياسية في ليبيا بشأن معضلة عقد الاستحقاق الرئاسي والنيابي المُنتظر، وسط «تباينات عميقة واشتراطات» يراها بعض المتابعين «كفيلة بنسف فكرة الاجتماع بسبب تمسك كل طرف بما يعتقد أنه هو الصواب».

وظلت الأوساط السياسية في ليبيا تترقب تحرك البعثة الأممية حيال حالة الجمود المسيطرة على المشهد السياسي، بعد فشل مجلسي النواب و«الدولة» في التوصل إلى حل بشأن قانونَي الانتخابات، إلى أن أعلن باتيلي في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن توجيهه دعوات إلـى «الخمسة الكبار»، بوصفهم «فاعلين رئيسيين»، إلى عقد اجتماع لمناقشة الخطوات المقبلة للاستحقاق المنتظر. وهؤلاء الخمسة هم محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، والقائد العام لـ«الجيش الوطني» خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بالإضافة إلى عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، ومحمد تكالة رئيس المجلس الأعلى للدولة.

لكن عددا من السياسيين يتوقعون «فشل» مبادرة باتيلي، بالنظر إلى تمسك كل فصيل بوجهة نظره؛ حيث يؤكد الدبيبة على رؤية حكومته التي تتمثل في إجراء انتخابات «نزيهة، وفق قوانين عادلة»، في حين يربط صالح مشاركته في الاجتماع بدعوة الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب، التي يترأسها أسامة حمّاد. ومن جانبه صعّد صالح في مواجهة البعثة، عادّا حكومة حمّاد هي «الحكومة الشرعية، ومن تمثل الليبيين في المحافل الدولية».

في شأن مختلف، عبرت وزارة النفط والغاز التابعة لحكومة «الوحدة» بغرب ليبيا، عن استنكارها بشأن ما قالت إنها اتفاقية مبرمة بين مصر وكوريا الجنوبية، تتعلق «بتصدير النفط الليبي عبر ميناء جرجوب المصري».

محمد عون وزير النفط والغاز في حكومة الدبيبة (المكتب الإعلامي للوزارة)

ونوّهت وزارة النفط التابعة للدبيبة في بيان مساء أمس (الخميس) إلى أن «الجزئية المتعلقة بليبيا في البيان المصري تتمثل في إنشاء خط أنابيب بترول من الأراضي الليبية وحتى ميناء جرجوب، وإعادة التصدير للدول الأوروبية». وقالت: «إنها وهي تستنكر ما جاء بخصوص دولة ليبيا في البيان المصري، توضح وتؤكد على أن الوزارة لم يكن لديها علم بهذا الشأن، فهي لم تُـعلـم، ولم تُـستـشر، ولم يُـرجع إليها في أي حال».

وانتهت وزارة النفط إلى أن ليبيا لديها سبعة موانئ نفطية على البحر المتوسط، يتم من خلالها تصدير النفط الخام، وبالتالي ليست بحاجة إلى ميناء آخر خارج حدودها، أو مد خطوط نفط برية لأجل تصدير النفط؛ خصوصاً أن الموانئ الليبية قريبة جداً من السواحل الأوروبية، كما هو الحال تحديداً مع ميناء الحريقة.

وسبق لوزارة النقل المصرية الإعلان في 28 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أن الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة النقل، ستوقع مذكرة تفاهم مع حكومة كوريا الجنوبية ممثلة في شركة (STX) الكورية الجنوبية بشأن أعمال التنمية والشراكة الاستراتيجية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بجرجوب، وتشمل منطقة لوجيستية صناعية وميناء جرجوب البحري.

وقالت الوزارة المصرية إن التعاون الاستثماري مع الشركة الكورية سيتضمن «إنشاء خط أنابيب بترول من الأراضي الليبية وحتى ميناء جرجوب، وإعادة التصدير للدول الأوروبية»، وهو ما أثار استنكار وزارة النفط الليبية.


«حماس»: إسرائيل دمّرت المسجد العمري في غزة

المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)
المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)
TT

«حماس»: إسرائيل دمّرت المسجد العمري في غزة

المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)
المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)

أعلنت حركة «حماس»، اليوم الجمعة، أن إسرائيل قصفت المسجد العمري، الذي يرجع تاريخه إلى القرون الوسطى في غزة، مما تسبَّب بدمار واسع النطاق للمبنى، ووصفت ذلك بأنه «جريمة همجية شنيعة»، وفق وكالة «رويترز».

وقالت «حماس»، في بيان، إن إسرائيل استهدفت «معظم المعالم التاريخية في قطاع غزة، بما يشمل المساجد العريقة، والكنائس التاريخية التي وقفت شاهدة على عراقة هذا الشعب العظيم»، بما شمل تدمير 104 مساجد، وثلاث كنائس تاريخية.

وأظهرت صورٌ، نشرتها وسائل إعلام تديرها «حماس» في غزة، ولم تتمكن «رويترز» من التحقق من صحتها على الفور، أضراراً جسيمة بالمسجد، مع سقوط جدران وأسقف، وصَدع كبير في الجزء السفلي من المئذنة الحجرية.

المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)

وتعرّف صحافيو «رويترز» من غزة على المئذنة الموجودة في الصورة، وقالوا إنها مئذنة المسجد العمري.

ولم يردَّ متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على طلب التعليق على الأضرار التي لحقت المسجد.

والمسجد العمري، الذي سُمّي نسبة لثاني خليفة في تاريخ الإسلام؛ عمر بن الخطاب، هو أقدم وأكبر مسجد في القطاع الفلسطيني الصغير الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي منذ هجوم «حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

جانب من المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)

وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفقاً لأرقام السلطات الصحية في الأراضي التي تديرها «حماس»، ودمَّر أحياء بأكملها، بما في ذلك كثير من البنية التحتية المدنية.


لبنان: جلسة برلمانية الخميس... والتمديد لقائد الجيش مرجح

بري وميقاتي بحثا في مخارج تمديد مهام العماد عون (مجلس النواب)
بري وميقاتي بحثا في مخارج تمديد مهام العماد عون (مجلس النواب)
TT

لبنان: جلسة برلمانية الخميس... والتمديد لقائد الجيش مرجح

بري وميقاتي بحثا في مخارج تمديد مهام العماد عون (مجلس النواب)
بري وميقاتي بحثا في مخارج تمديد مهام العماد عون (مجلس النواب)

بات تأجيل تسريح قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون شبه محسوم، الأسبوع المقبل، إما عبر الحكومة وإما عبر مجلس النواب الذي دعا رئيسه نبيه بري إلى جلسة لهيئة مكتب المجلس يوم الاثنين المقبل، تمهيداً لتحديد جلسة برلمانية عامة. ومن المفترض أن يدرس النواب في جلسة الاثنين جدول الأعمال باقتراحات القوانين التي ستطرح في الجلسة التي يرجح انعقادها الخميس المقبل، وتتضمّن تأجيل تسريح عون، وفق ما كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري.

وتقول المصادر إن بري سيدعو إلى جلسة تشريعية الخميس المقبل في 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وإذا لم تكن الحكومة قد حسمت موضوع التمديد لقائد الجيش، فعندها سيقوم البرلمان بالمهمة عبر تعديل قانون الدفاع لتأجيل التسريح بما يتناسب مع صلاحيات مجلس النواب، وتؤكد في المقابل، أن جدول الأعمال لن يكون مقتصراً على هذا البند، إنما سيتضمن عشرات اقتراحات القوانين، وسيكون تأجيل التسريح البند الأول ضمن اقتراحات القوانين التي تحمل صفة المعجلّ المكرر. وفي حين لم تعلن كل الكتل موقفها من المشاركة في الجلسة التشريعية، تبدو المصادر واثقة من أن نصاب الجلسة المحدد بـ65 صوتاً سيكون مؤمناً، مذكرة بأن كتل «القوات اللبنانية» و«اللقاء الديمقراطي» و«الاعتدال الوطني» قدمت اقتراحات بهذا الشأن، وبالتالي ستحضر الجلسة، والأمر نفسه بالنسبة إلى «حركة أمل» و«حزب الله»، إضافة إلى عدد لا بأس به من النواب التغييريين والمستقلين. ويبقى موقف حزب «الكتائب اللبنانية» الذي كان يرفض التشريع في ظل الفراغ الرئاسي لكنه يطالب بالتمديد للعماد عون عبر الحكومة، أي قد يعمد إلى تعديل موقفه عند الدعوة للجلسة.

وعن موقف «حزب الله» الذي لم يعلن عنه صراحة حتى الآن، لا سيما في ظل معارضة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل للتمديد وبالتالي عدم حضوره الجلسة، تقول المصادر: «حضور كتلة حزب الله تحصيل حاصل ولم تجرِ العادة أن يعطّل جلسات التشريع».

وفي الإطار نفسه، تجدد مصادر «القوات» التأكيد لـ«الشرق الأوسط» على أن موقف المعارضة موحد لجهة التمديد لقائد الجيش انطلاقاً من الاعتبارات نفسها، وهي الفراغ الرئاسي والوضع الأمني في لبنان. وفي حين تلفت إلى أن جزءاً من هذه المعارضة يفضّل أن يقر التمديد في الحكومة، تؤكد أنها لم تقفل الباب أمام التشريع لأن هذه المسألة تتجاوز التشريع إلى الأمن القومي وعدم المجازفة في آخر مساحة استقرار في البلد.

وقال النائب في «القوات» فادي كرم إن «الأمن القومي أساسي وأولوية وهو يرتفع فوق كل الحسابات الأخرى»، مشدداً على أن «السياسة المعتمدة من (القوات) هي سياسة مبدأ، وأتت عدم مشاركتها في الاجتماعات التشريعية من منطلق أنه بغياب رئيس الجمهورية يجب ألا تكون هناك جلسات تشريعية»، وأضاف: «هناك توجّه لعقد هذه الجلسة والتشريع للتمديد لقائد الجيش».

من الناحية الدستورية، يوضح الخبير القانوني والدستوري سعيد مالك، لـ«الشرق الأوسط»، أن مجلس النواب (في غياب رئيس الجمهورية) مهمته محصورة بتشريع أو تعديل مواد قانونية موجودة ضمن إطار قوانين مرعية الإجراء، والمقصود من التمديد للعماد عون تعديل المادة 56 من قانون الدفاع الوطني وتحديداً رفع سن التقاعد التي حُددت في هذه المادة بـ60 عاماً. ويشير إلى أن هناك 4 اقتراحات قوانين مقدمة من كتل نيابية تختلف عن بعضها بعض الشيء، منها ما تقتصر فقط على قائد الجيش وكل مَن يتبوأ سدة القيادة مستقبلاً وهناك اقتراحات تشمل الألوية، إضافة إلى رتبة عماد. وهناك اقتراحات تشمل أسلاكاً عدة وليس الجيش فقط.

وكانت كتلة «الجمهورية القوية» (القوات) قد قدّمت اقتراح قانون يقضي بـ«تعديل سنّ التسريح الحكمي من الخدمة العائد لرتبة عماد في الجيش»، بحيث يصبح 61 سنة بدلاً من 60 سنة، ويستفيد منه بشكل خاص قائد الجيش، على اعتبار أنه الوحيد الذي يحمل رتبة عماد. كذلك تقدّم «اللقاء الديمقراطي» باقتراحي قانون الأول لتعديل المادّتين 56 و57 من قانون الدفاع الوطني المتعلّقتين بالتسريح الحكمي للعسكريين والتمديد لهم سنتين في كل المواقع، والثاني لتعديل المادة 68 من نظام الموظفين لتمديد سنّ التقاعد أو الصرف من الخدمة لكلّ الموظفين إلى 68 من العمر بدل 64، على أن يشمل العسكريين والمدنيين.

كذلك، قدّمت كتلة «الاعتدال الوطني» اقتراح قانون للتمديد لقادة الأجهزة الأمنية لمدة سنة، وتحديداً الذين يحملون رتبة عماد أو لواء ويمارسون مهامهم بالأصالة أو بالوكالة أو بالإنابة ولا يزالون في وَظائِفهم بتاريخِ صدورِ هذا القانون، وذلك لمدة سنة من تاريخ إحالتهم على التقاعد، ما يعني أن اقتراح القانون يشمل بشكل أساسي العماد عون والمدير العام للأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي تنتهي ولايته في شهر مايو (أيار) المقبل، إضافة إلى المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا.


إردوغان: نتنياهو سيحاكَم مثل ميلوسيفيتش «جزار البلقان»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
TT

إردوغان: نتنياهو سيحاكَم مثل ميلوسيفيتش «جزار البلقان»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولي حكومته سيحاسبون أمام المحكمة الجنائية الدولية على المجازر التي ارتكبوها في غزة ولن يفلتوا من العقاب. وقال إن اللقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن غزة ليس على أجندته، بسبب موقفه الداعم لإسرائيل. وأضاف، في كلمة أمام منتدى إعلامي في إسطنبول يوم الجمعة، أن «نتنياهو وأعوانه وكل من قدم له الدعم سيحاكمون أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، مثلما تمت محاكمة (جزار البلقان) الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش».

وشدد إردوغان على أهمية محاكمة الجناة لضمان عدم تفكير أحد في قتل المدنيين وقصف المستشفيات مرة أخرى، لافتاً إلى أن «المجازر والإبادة الجماعية تتكرر دون محاسبة».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي في «حماس» إسماعيل هنية في أنقرة (أرشيفية - د.ب.أ)

فلسطين ستنتصر

وأضاف إردوغان: «لدينا إيمان كامل بأن فلسطين ستنتصر، وأن انتصارها يعني انتصار السلام العالمي واستعادة الالتزام بحقوق الإنسان». وفي السياق ذاته، عدّ إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من اليونان نُشرت يوم الجمعة، أن نتنياهو ارتكب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، لإطالة أمد حياته السياسية، والتهرب من المحاكمة في إسرائيل.

وأكد أنه إذا غادر نتنياهو منصبه، فسيتم إحلال السلام في قطاع غزة، وهذا مهم في الوقت الحالي، قائلاً: «تشير الحقائق إلى أن نتنياهو ارتكب هذه الإبادة الجماعية لإطالة أمد حياته السياسية والتهرب من المحاكمة التي بدأت في إسرائيل». وتابع: «لقد وصفت نتنياهو بالفعل بجزار وقاتل غزة، وهذه الصفات تناسبه. ويجب عليه، تماماً مثل ميلوسيفيتش، أن يحاسب على أفعاله في المحكمة الجنائية الدولية، ومعه أولئك السياسيون في إسرائيل وخارجها، والذين يغضون الطرف عنه». وأشار إلى أن نحو 3 آلاف محامٍ تركي رفعوا دعاوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغيره من السياسيين الإسرائيليين، مؤكداً أن تركيا تراقب هذه العملية.

ووُجهت إلى نتنياهو رسمياً، في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، اتهامات في 3 قضايا فساد، عُرفت باسم «الملف 1000» (قضية الهدايا)، و«الملف 2000» (قضية نتنياهو ـ موزيس)، و«الملف 4000» (قضية بيزك - واللا).

إردوغان وبايدن خلال لقائهما في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا في 21 يوليو 2023 (رويترز)

لا لقاء مع بايدن

وعن احتمال لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن، قال إردوغان: «لا يوجد على أجندتنا موعد للقاء محتمل مع الرئيس الأميركي... جميعنا ندرك موقفه من غزة، إذا اتصلوا بنا بخصوص موضوع غزة، من الممكن حينها ترتيب موضوعات المحادثات».

وأضاف أن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، يجري ضمن مجموعة الاتصال التي شكلتها قمة الرياض العربية - الإسلامية الشهر الماضي، مباحثات في واشنطن، ومنها سيتوجهون إلى كندا، متمنياً أن تتمخض المباحثات عن نتيجة إيجابية، على صعيد تغيير الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل بخصوص ما يجري في غزة، وممارسة ضغط على تل أبيب كي تجنح للسلام.

وعن تعاطي المجتمع الدولي مع موقف تركيا من حركة «حماس»، قال إردوغان إنه لا يكترث لما يقوله المجتمع الدولي بهذا الصدد، مضيفاً: «هؤلاء يسمون (حماس) تنظيماً إرهابياً، لكن (حماس) إحدى حقائق فلسطين وليست تنظيماً إرهابياً». وتابع: «(حماس) حركة سياسية فازت في الانتخابات التي دخلتها كحزب سياسي، وهناك من يحاول إجبار تركيا على توصيفها تنظيماً إرهابياً، لكننا لن ننصاع لذلك».

آثار الدمار في المباني السكنية في خان يونس جنوب قطاع غزة يوم 8 ديسمبر وسط القصف الإسرائيلي المتواصل (أ.ف.ب)

تأديب غزة بالتجويع

وقال إردوغان مخاطباً إسرائيل والدول الداعمة لها: «تحاولون تأديب غزة بالتجويع، تريدون تدمير غزة بالكامل وتأديبها بهذه الطريقة، تمنعون عنهم الدواء وتحرمونهم من الماء والكهرباء، وتريدون القضاء على (حماس) من خلال عملية تأديب بهذا الشكل... لا يمكننا تأييد ذلك». وأضاف: «إسرائيل تمارس إرهاب دولة، أين الغرب وأميركا؟ كيف يمكننا أن نقبل ذلك وهناك هذا الكم من الحقائق وما يقرب من 17 ألف قتيل، وجلهم من النساء والأطفال والمسنين». وذكر أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ناقش هذه القضايا مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، لكن الغرب لا يزال صامتاً.

وفي كلمته أمام المنتدى الإعلامي في إسطنبول، قال إردوغان إن عصابات الإعلام العالمية تحاول التغاضي عن الوحشية في غزة وإضفاء الشرعية على مذبحة الصحافيين بذريعة الحرب على «حماس». وأضاف: «نرفض هذا اللاضمير الذي يدمر الكرامة الإنسانية بما يتجاوز حرية الصحافة وأخلاقيات الإعلام، أولئك الذين لا يتحدثون علناً ضد مقتل الصحافيين في غزة اليوم لا يحق لهم التحدث علناً عن أي قضية أخرى غداً».

ولفت إلى مقتل 70 صحافياً في غزة في الهجمات الإسرائيلية، بينهم أحد الصحافيين في وكالة «الأناضول» التركية، مشيراً إلى أن المجازر التي وقعت في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تذكرنا بأهمية ليس فقط وجود صحافة حرة، ولكن أيضاً صحافة نزيهة وذات ضمير.


«الخزانة الأميركية»: فرض عقوبات جديدة ترتبط بحقوق الإنسان

وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
TT

«الخزانة الأميركية»: فرض عقوبات جديدة ترتبط بحقوق الإنسان

وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)

أظهر منشور على الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة فرضت، اليوم الجمعة، عقوبات جديدة ترتبط بحقوق الإنسان، وتستهدف أفراداً في دول عدة.

وتستهدف العقوبات الجديدة صينيين وإيرانيين وآخرين، بموجب برنامج قانون ماغنيتسكي الدولي، الذي يجمّد أصول مَن يعتقد المسؤولون الأميركيون أنهم ضالعون في انتهاكات حقوق الإنسان، ويمنع الأميركيين من التعامل معهم، وفقاً لوكالة «رويترز».

وشملت القائمة إيرانييْن اثنين وصفهما، في البيان، بأنهما ضابطا استخبارات، إلى جانب صينييْن اثنين أحدهما ينتمي إلى جهاز أمني، والآخر عمل منسقاً في مجموعة عمل تتبع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في منطقة شينغيانغ.


«حزب الله» يقصف مواقع إسرائيلية بالصواريخ... صفارات الإنذار تدوي في الجليل الأعلى

صورة تم التقاطها من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر الدخان يتصاعد بعد القصف الإسرائيلي حول قرية عيتا الشعب (أ.ف.ب)
صورة تم التقاطها من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر الدخان يتصاعد بعد القصف الإسرائيلي حول قرية عيتا الشعب (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يقصف مواقع إسرائيلية بالصواريخ... صفارات الإنذار تدوي في الجليل الأعلى

صورة تم التقاطها من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر الدخان يتصاعد بعد القصف الإسرائيلي حول قرية عيتا الشعب (أ.ف.ب)
صورة تم التقاطها من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر الدخان يتصاعد بعد القصف الإسرائيلي حول قرية عيتا الشعب (أ.ف.ب)

أعلن «حزب الله» اللبناني اليوم (الجمعة)، أنه قصف مواقع الراهب والعباد ورويسات العلم والرادار وثكنة ميتات ‏بشمال إسرائيل بالأسلحة الصاروخية وحقق إصابات مباشرة، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار انطلقت قرب الحدود مع لبنان، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وقال الحزب في عدة بيانات متتالية إن هذا القصف جاء «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة».

وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن صفارات الإنذار انطلقت في عدة بلدات بمنطقة الجليل الأعلى منها كريات شمونة بالقرب من الحدود اللبنانية، للاشتباه في تسلل طيران مسيّر.

وأضافت الصحيفة أن صفارات إنذار أخرى من الصواريخ دوت في بلدتين بالجليل الأعلى هما كفار بلوم ونيوت موردخاي.

وقبل ظهر اليوم، استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي الأطراف الشرقية بين بلدتي شيحين وزبقين وأطراف بلدة الجبين جنوب لبنان، بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي. كما تعرضت أطراف بلدتي حولا ومركبا لقصف مدفعي.

قذائف تنفجر فوق التلال المحيطة بقرية عيتا الشعب بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

واستهدف القصف المدفعي أيضا وادي البياض وأطراف بلدات حولا ومركبا وبليدا على الحدود، إضافة إلى محيط عيتا الشعب ورامية. وطال قصف عنيف بستان الجوز منطقة باب التنية جنوب الخيام.

وتعرضت أطراف بلدة الخيام وبلدة العديسة لقصف مدفعي إسرائيلي طال كوخا في العديسة متسببا باحتراقه بالكامل وبأضرار في المنطقة.

كما أغارت مسيرة إسرائيلية على تلة الحمامص في سردا. وتعرضت أطراف بلدتي بليدا وعيترون لقصف مدفعي من مواقع الجيش الإسرائيلي المقابلة.

وأصيب اللبناني مسعود عبد الله من بلدة راشيا الفخار بجروح جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مدخل بلدة راشيا الفخار بقذيفة مدفعية.

وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان عقب اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


فرنسا تجمد مساعداتها للبنان لفرض حل لـ«أزمة الفراغ» في الجيش

ميقاتي خلال اجتماعه مع الوفد الفرنسي (دالاتي ونهرا)
ميقاتي خلال اجتماعه مع الوفد الفرنسي (دالاتي ونهرا)
TT

فرنسا تجمد مساعداتها للبنان لفرض حل لـ«أزمة الفراغ» في الجيش

ميقاتي خلال اجتماعه مع الوفد الفرنسي (دالاتي ونهرا)
ميقاتي خلال اجتماعه مع الوفد الفرنسي (دالاتي ونهرا)

ربما تكون فرنسا قد سلمت بأن انتخاب رئيس للبنان بات عصياً في المدى المنظور، لكنها لم تعلن استسلامها في ملف منع الفراغ في قيادة الجيش اللبناني، المركز الماروني الأهم في البلاد بعد فراغ أول في رئاسة الجمهورية منذ أكثر من سنة، وفراغ آخر في حاكمية مصرف لبنان.

وأتت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان أخيراً لتتركز على هذا العنوان، وتقارب العنوان الرئاسي من باب «رفع العتب» عبر تأكيد على الموقف السابق لجهة حث اللبنانيين على القيام بـ«واجبهم» في انتخاب رئيس للبلاد يعيد الانتظام إلى الحياة الدستورية بالبلاد التي تعاني من أزمة اقتصادية ومالية حادة، كما يواجه احتمالاً متصاعداً وتهديداً كبيراً بالانغماس في الحرب الدائرة بغزة لا تشبه حال حرب الاستنزاف الصغيرة التي يخوضها «حزب الله» عند الحدود الجنوبية تحت عنوان «دعم الفلسطينيين».

وتستشعر فرنسا خطراً كبيراً يحدق بلبنان؛ «حفلة الجنون» الدائرة على حدوده الجنوبية، وخطر الفراغ العسكري والأمني الذي يحدق بالبلاد، كلها أمور تجعل دبلوماسيتها في حالة استنفار قصوى. ولعل هذا يفسر الزيارات المتوالية - المعلنة وغير المعلنة - للمسؤولين الفرنسيين إلى لبنان خلال الأيام الماضية، وآخرها أمس زيارة وفد مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية. ووضع جنودها في قوة الطوارئ الدولية العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) وعددهم 700 جندي يجعلها أكثر استنفاراً. وتقول مصادر دبلوماسية فرنسية لـ«الشرق الأوسط»، إن الفراغ في قيادة الجيش «خطر أمني لفرنسا بذات مستوى الخطر على أمن لبنان».

ويضيف المصدر أن ثمة خطراً إسرائيلياً محدقاً بلبنان، وإذا كان من الممكن لملف رئاسة الجمهورية أن ينتظر بعض الوقت رغم أهميته، فإن الفراغ في قيادة الجيش اللبناني يشكل كابوساً أمنياً لا بد من العمل لتفاديه فوراً ودون أي تأخير. ويوضح المصدر أن فرنسا لن تتدخل في «كيفية منع الفراغ، سواء عبر تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون أو عبر ملء الفراغ في هيئة الأركان التي يمكن أن تحل محل قائد الجيش حال انتهاء ولايته في يناير (كانون الثاني) المقبل». ويقول المصدر إن فرنسا «لا تتمسك بالتمديد لقائد الجيش»، موضحاً أن المسؤولين الفرنسيين أبلغوا نظراءهم اللبنانيين بالقيام «بما يرونه مناسباً لمنع الفراغ في قمة هرم المؤسسة العسكرية».

وإذ أكد المصدر أن لودريان سمع تطمينات من المسؤولين اللبنانيين مفادها أن الأمر قيد المعالجة، كشف أن فرنسا اتخذت خطوات للضغط على المسؤولين اللبنانيين في هذا المجال، موضحاً أن قراراً اتخذ بربط المساعدات المخصصة للجيش ومشروعات التعاون معه بحل هذه المسألة.

وكان من المقرر لفرنسا أن تقدم مساعدة عسكرية كبيرة للجيش هي عبارة عن آليات عسكرية، كما كان هناك اتفاق مع وزارة الجيوش الفرنسية لتوحيد طلبات شراء الأدوية لصالح الجيشين اللبناني والفرنسي، ما من شأنه إحداث خفض بنحو 70 في المائة من الثمن لصالح لبنان.

رئاسياً، لم تحمل زيارة لودريان شيئاً، سوى إعادة تأكيده على «الخيار الثالث»، بعد أن تخلت فرنسا عن تسويق ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وعدم قدرة المعارضة على إيصال مرشحها جهاد أزعور إلى قصر بعبدا. المواقف في المقابل من الجهة اللبنانية كانت على حالها، لجهة تمسك كل طرف بمرشحه، خصوصاً «حزب الله» الذي أبلغ لودريان مباشرة باستمراره بالتمسك بترشيح فرنجية، فيما كان اللقاء مع النائب جبران باسيل قصيراً لدرجة لم تسمح حتى بالمجاملات. قال له لودريان: «أنا آتٍ للبحث في ملف الرئاسة وقيادة الجيش»، فرد باسيل بأنه يرفض الحديث في الموضوع الثاني، وأتاه رد سريع من لودريان: «إذن ليس ثمة ما نتكلم به».

إلى ذلك، بدأ وفد فرنسي يرأسه المدير العام للشؤون السياسية والأمنية في وزارة الخارجية الفرنسية فريدريك موندولي جولة على المسؤولين اللبنانيين، استهلها بلقاء مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قال مكتبه الإعلامي إن هدف الزيارة «هو حض لبنان على اتخاذ الخطوات الأساسية للإسراع في تعزيز الاستقرار بالجنوب».


لقاء مغربي - أميركي حول تحديات الأمن السيبراني

نائبة مدير المكتب الأميركي للفضاء الإلكتروني والسياسة الرقمية جينيفر باشوس (الشرق الأوسط)
نائبة مدير المكتب الأميركي للفضاء الإلكتروني والسياسة الرقمية جينيفر باشوس (الشرق الأوسط)
TT

لقاء مغربي - أميركي حول تحديات الأمن السيبراني

نائبة مدير المكتب الأميركي للفضاء الإلكتروني والسياسة الرقمية جينيفر باشوس (الشرق الأوسط)
نائبة مدير المكتب الأميركي للفضاء الإلكتروني والسياسة الرقمية جينيفر باشوس (الشرق الأوسط)

قالت نائبة مدير المكتب الأميركي للفضاء الإلكتروني والسياسة الرقمية، جينيفر باشوس، مساء أمس الخميس بالدار البيضاء، إن الولايات المتحدة مستعدة لأن تكون «شريكا أساسيا» في مسار تعزيز مكانة المغرب الريادية على المستوى القاري في مجال الأمن السيبراني.

وسلطت باشوس في مداخلة خلال لقاء حول الأمن السيبراني والدبلوماسية السيبرانية، نظمته القنصلية العامة للولايات المتحدة بمركزها الثقافي، (دار أميركا)، الضوء على «التطور الملحوظ»، الذي حققته المملكة في مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. كما أعربت عن سعادتها بوجودها في المغرب من أجل تعزيز شراكة البلدين في مجالات الأمن السيبراني والدبلوماسية السيبرانية، مضيفة: «عقدت عدة اجتماعات مع عدد من الفاعلين الحكوميين وفاعلين في القطاع الخاص في هذا المجال، وأنا منبهرة بالتطور الذي حققته المملكة المغربية في هذه المجالات».

وأشار بيان للبعثة الأميركية بالمغرب، صدر في نهاية هذا اللقاء، إلى أن نائبة مدير المكتب الأميركي للفضاء الإلكتروني والسياسة الرقمية «كانت منبهرة بالتطور الذي حققه المغرب، وأعربت عن استعداد الولايات المتحدة لأن تكون شريكا أساسيا في تعزيز مكانة المغرب، بوصفه رائدا قاريا في هذا المجال». مبرزة أن «التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات نتج عنه بروز الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، كركائز أساسية للتنمية الاقتصادية العالمية»، وموضحة أن الأمن السيبراني، الذي أضحى رهانا حاسما، يضطلع بدور أساسي في حماية البيانات الحساسة.

في موازاة ذلك، أكدت المسؤولة الأميركية أن الذكاء الاصطناعي فرض نفسه محركا رئيسيا لتحفيز الكفاءة التشغيلية، وفتح آفاق جديدة للابتكار، مبرزة أن إدماج الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأمن السيبراني يقدم فوائد مهمة، تمكن من رصد التهديدات بشكل أسرع، وتحليل السلوكيات الخبيثة، والتنبؤ بالهجمات المحتملة، والاستجابة لها تلقائيا. وأكدت في كلمة أمام حضور مكون من أساتذة وطلبة جامعيين، من سلك الماستر والدكتوراه من كلية العلوم بنمسيك وكلية العلوم عين الشق، أن هذا المزيج يعزز مرونة الاقتصادات في مواجهة الهجمات السيبرانية المتطورة بشكل متزايد.

من جهة أخرى، دعت باشوس إلى تعاون دولي، وتبادل الخبرات لمواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بالأمن الرقمي، وأشارت إلى أن «التحديات العالمية تتزايد اليوم في مجال الأمن السيبراني والسياسات الرقمية بشكل كبير»، مبرزة أهمية التعاون الدولي وتبادل الخبرات لمواجهتها، وخدمة التنمية الاقتصادية للدول.

وحسب المسؤولة الأميركية، فإن تطوير سياسات ملائمة، وتوفير استثمارات مناسبة في مجال الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي «يعززان النمو الاقتصادي من خلال تشجيع الابتكار، وتعزيز القدرة التنافسية للشركات، وخلق بيئة مواتية للتبادلات الآمنة». وقالت بهذا الخصوص إن التكامل بين الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي يفتح الطريق أمام فرص اقتصادية جديدة، ويقدم حلولا مبتكرة لمواجهة التحديات الحالية، ما يضمن تنمية اقتصادية مستدامة ومرنة.

ويندرج هذا اللقاء في إطار الزيارة الرسمية، التي تقوم بها باشوس للمغرب من 6 إلى 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.