«أول كوايت أون ذي ويسترن فرونت» يحصد معظم جوائز «بافتا»

المخرج الألماني إدوارد برغر (يمين) والمنتج مالته غرونرت (يسار) أثناء تسلمهما للجائزة (إ.ب.أ)
المخرج الألماني إدوارد برغر (يمين) والمنتج مالته غرونرت (يسار) أثناء تسلمهما للجائزة (إ.ب.أ)
TT

«أول كوايت أون ذي ويسترن فرونت» يحصد معظم جوائز «بافتا»

المخرج الألماني إدوارد برغر (يمين) والمنتج مالته غرونرت (يسار) أثناء تسلمهما للجائزة (إ.ب.أ)
المخرج الألماني إدوارد برغر (يمين) والمنتج مالته غرونرت (يسار) أثناء تسلمهما للجائزة (إ.ب.أ)

حصد فيلم «أول كوايت أون ذي ويسترن فرونت» أو (كل شيء هادئ على الجبهة الغربية) الناطق بالألمانية من إنتاج «نتفليكس» الغلّة الكبرى من جوائز «بافتا» السينمائية البريطانية خلال الحفلة السادسة والسبعين لتوزيعها مساء أمس (الأحد) في لندن، إذ بلغ رصيده منها سبعاً، أبرزها اختياره أفضل فيلم، وفوز الألماني إدوارد برغر في فئة أفضل إخراج.
ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد شدد منتج الفيلم مالته غرونرت على أن الفكرة التي عبّرت عنها رواية إريش ماريا رمارك، الداعية إلى السلام، التي اقتُبس منها الفيلم لا تزال في محلها بعد قرن من صدورها عام 1929.
وقال إن «أولكوايت أون ذي ويسترن فرونت» عبارة عن «قصة شبّان غررت بهم الدعاية السياسية القومية اليمينية فانخرطوا في الحرب معتقدين أنها مغامرة، مع أنها لا تمتّ إلى المغامرة بصِلة». وهذا الفيلم الذي يتناول قصة جندي ألماني شاب خلال الحرب العالمية الأولى وعُرض على «نتفليكس» والشاشات البريطانية، فاز في سبع فئات خلال الحفلة التي أقيمت في «رويال فستيفال هول» في العاصمة البريطانية، من أصل 14 مرشحاً فيها. ولم يسبق لأي فيلم بلغة غير الإنجليزية أن حصد هذا العدد من الترشيحات من قبل، باستثناء فيلم المخرج أنغ لي «كراوتشينغ تايغر هيدن دراغون» سنة 2001. كذلك حصل الفيلم الناطق بالألمانية على عدد من الترشيحات لجوائز الأوسكار التي توزع الشهر المقبل.

ونالت كيت بلانشيت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في «تار»، الذي لعبت فيه دور مايسترو من مجتمع الميم في أوركسترا برلين تنقلب مسيرتها المهنية رأساً على عقب بسبب فضيحة اعتداء. وأعربت بلانشيت خلال تسلمها جائزتها عن ارتياحها لكونها «سنة استثنائية للنساء».

وحصل الأميركي أوستن باتلر على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «إلفيس».

وتمكَّن الممثل البالغ 31 عاماً من التفوق على منافسيه وأبرزهم كولن فاريل عن «ذي بانشيز أوف إينشرين». واكتفى هذا الفيلم الكوميدي التراجيدي، عن الانتهاء المفاجئ لعلاقة صداقة، بأربع جوائز هي؛ أفضل ممثل وممثلة في دور مساعد لباري كوغن وكيري كوندون، وفي فئتي أفضل فيلم بريطاني (مع أنه آيرلندي) وأفضل سيناريو أصلي.

وحصلت آيرلندا هذه السنة على ربع الترشيحات الأربع والعشرين في فئات التمثيل بفضل فيلم «ذي بانشيز أوف إينشرين» لمارتن ماكدوناه، الذي رُشح أربعة ممثلين آيرلنديين منه، إضافة إلى بول ميسكال «أفتر صن» وداريل ماكورماك «غود لاك تو يو ليو غراندي» في فئة أفضل ممثل. وفي المجموع، رُشح هذه السنة 45 فيلماً في فئة واحدة أو أكثر، بانخفاض طفيف عن العام الماضي (48).
وفاز فيلم «نافالني» الذي يتناول المعارض الروسي أليكسي نافالني بجائزة أفضل فيلم وثائقي، في غياب أحد المشاركين فيه صاحب الموقع الاستقصائي «بيلنغكات» كريستو غروزيف، الذي لم يتمكن من الحضور لأسباب أمنية. وأكد غروزيف الجمعة أن الشرطة البريطانية منعته من المشاركة في الاحتفال، معللة قرارها بالخشية من «النيات العدائية لدول أجنبية».
وبعد أكثر من خمسة أشهر على وفاة الملكة إليزابيث الثانية، قدمت الممثلة هيلين ميرين (77 عاماً) تحية للراحلة. وكانت الممثلة فازت بجائزتَي «أوسكار» و«بافتا» عن دورها في فيلم «ذي كوين» عام 2006.
وكان الأمير ويليام، حفيد الملكة ورئيس «بافتا» منذ عام 2010. حاضراً خلال الحفلة مع زوجته كايت للمرة الأولى منذ 2019. وتشكل حفلة توزيع جوائز «بافتا»، على غرار مكافآت «غولدن غلوب»، مقدمة للأمسية السينمائية الأبرز عالمياً، أي جوائز الأوسكار التي ستوزع في مارس (آذار) بلوس أنجليس.



رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم
TT

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل، الأحد، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.

ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم

توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.

الراحل عبد الله العلي النعيم عمل مديراً لمعهد المعلمين في الرياض

بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.

وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.

شركة الغاز والتصنيع الأهلية تعد إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض