تجاهل بوتر لأوباميانغ يفقد تشيلسي الفاعلية الهجومية

المهاجم الغابوني كان قادراً على صناعة فارق أمام دورتموند وساوثهامبتون

أوباميانغ (يمين) يتدرب مع تشيلسي من دون وضوح لمستقبله مع الفريق (رويترز)
أوباميانغ (يمين) يتدرب مع تشيلسي من دون وضوح لمستقبله مع الفريق (رويترز)
TT

تجاهل بوتر لأوباميانغ يفقد تشيلسي الفاعلية الهجومية

أوباميانغ (يمين) يتدرب مع تشيلسي من دون وضوح لمستقبله مع الفريق (رويترز)
أوباميانغ (يمين) يتدرب مع تشيلسي من دون وضوح لمستقبله مع الفريق (رويترز)

من الواضح للجميع الآن أن المهاجم الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ ليس جزءاً من مستقبل تشيلسي، وأن النادي ربما يشعر بالندم على ضم اللاعب خلال الصيف الماضي. لقد كانت هناك رغبة في لم الشمل بين اللاعب الغابوني ومديره الفني السابق توماس توخيل، لكن هذا الأمر لم يستمر إلا لمدة أسبوع واحد فقط، حيث سرعان ما أقيل المدير الفني الألماني من منصبه، وحل محله المدير الفني الجديد غراهام بوتر. وعلى الرغم من تأكيد بوتر على أنه لا توجد أي مشكلة فيما يتعلق بسلوك أوباميانغ، يبدو من غير المرجح أن يستمر قائد آرسنال السابق في صفوف تشيلسي خلال الموسم المقبل.
وتؤكد كل المعطيات والمؤشرات أن أوباميانغ لن يستمر مع تشيلسي، وتشير تقارير إلى أن المهاجم الغابوني شعر بالصدمة بعد استبعاده من قائمة النادي في دوري أبطال أوروبا. لقد كان يتعين على تشيلسي أن يجد مكانا في القائمة لثلاث من صفقاته الجديدة، لكن استبعاد أوباميانغ كان بمثابة إعلان واضح عن رغبة النادي في التخلص منه، خصوصاً أنه كان من الممكن أن يلجأ تشيلسي إلى حلول أخرى لو كان يرغب حقاً في ضمه للقائمة... كان من الممكن مثلاً استبعاد كارني تشوكويميكا، الذي لم يكن ليثير مشكلة كبرى في حال استبعاده! وعلاوة على ذلك، فإن الجناح الأميركي كريستيان بوليسيتش غائب عن الفريق منذ فترة طويلة بسبب الإصابة، كما حاول اللاعب المغربي حكيم زياش الانضمام إلى باريس سان جيرمان في اليوم الأخير لفترة الانتقالات الشتوية.

المدرب بوتر أخرج أوباميانغ من حساباته (غيتي)

ومع ذلك، كان أوباميانغ هو الشخص المستهدف! لقد غامر بوتر كثيراً باستبعاده للمهاجم الغابوني، وبالتالي كان من المنطقي أن يتم التشكيك في قراره بعدما خسره تشيلسي أمام بوروسيا دورتموند في دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا الأربعاء الماضي. لقد تكررت نفس القصة القديمة على ملعب «سيغنال إيدونا بارك»: الكثير من كرة القدم الجيدة، والكثير من الفرص الضائعة، والكثير من الإحباط بعد الفشل مرة أخرى في الخروج بنتيجة إيجابية.
وكان بوروسيا دورتموند، الذي سيدخل مباراة العودة على ملعب «ستامفورد بريدج» الشهر المقبل، ولديه أفضلية كبيرة بعد تحقيقه الفوز بهدف دون رد في المباراة الأولى، قد ظهر بشكل جيد، في ظل التألق الواضح للنجم الإنجليزي الشاب جود بيلينغهام، الذي يعد واحداً من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم في الوقت الحالي، وسجل كريم أدييمي هدف الفوز للفريق الألماني بشكل رائع. ومع ذلك، كان تشيلسي هو الفريق الأفضل معظم فترات اللقاء، وصنع الكثير من الفرص الخطيرة التي كان من الممكن أن تجعله متقدما في النتيجة قبل أن يحرز أدييمي هدف اللقاء الوحيد.
من المؤكد أن إهدار الفرص السهلة ليس خطأ من جانب بوتر، فلا يمكننا أن نلومه على الفرصة المحققة التي أهدرها البرتغالي جواو فيليكس وهو أمام المرمى تماما، أو تسديده للكرة في العارضة خلال الشوط الأول. وبالتالي، يتعين على مهاجمي تشيلسي أن يتحملوا المزيد من المسؤولية. لقد أهدر زياش أكثر من فرصة سهلة خلال الشوط الثاني، وسدد الكرة برعونة مرتين في يد الحارس غريغور كوبل، الذي تصدى أيضا لفرصتين خطيرتين من إنزو فرنانديز وكاليدو كوليبالي.
لكن من المنطقي تماماً أن نتساءل عن الأسباب التي أدت إلى عدم إتاحة بوتر الفرصة لأوباميانغ ولو حتى من على مقاعد البدلاء للاستعانة به، بينما كان الفريق يسعى لإدراك هدف التعادل. وفي ظل إصابة بوليسيتش ورحيم سترلينغ، لم يكن أمام بوتر الكثير من الخيارات الهجومية، وهو ما جعله يُشرك مارك كوكوريلا وميسون ماونت بعدما أحرز دورتموند هدف التقدم.
ومثل أوباميانغ لم يتمكن بوتر حتى من تسجيل ديفيد داترو فوفانا بعد التعاقد مع اللاعب البالغ من العمر 20 عاما من مولده النرويجي الشهر الماضي، كما أصيب أرماندو بروخا. من المؤكد أن أوباميانغ ليس أسوأ من كل هؤلاء اللاعبين، وبالتالي فإن استبعاده يثير الكثير من علامات الاستفهام. من الواضح أن بوتر يسعى لإعادة بناء للفريق، لكن الضعف الواضح لتشيلسي أمام المرمى ليس بالأمر الجديد، والدليل على ذلك أن الفريق لم يسجل سوى ستة أهداف في مبارياته العشر الأخيرة. لقد سجل كاي هافرتز ستة أهداف هذا الموسم، ومن الواضح أن اللاعب الألماني يجعل تشيلسي أكثر مرونة عندما يشارك في المباريات، لكنه ليس فعالا بشكل كبير أمام المرمى، وبالتالي فمن الواضح للجميع أن الفريق بحاجة إلى مهاجم صاحب خبرات كبيرة ولديه القدرة على استغلال أنصاف الفرص أمام المرمى.
سيواصل بوتر الاعتماد على هافرتز. لا يحتاج تشيلسي بالضرورة إلى مهاجم تقليدي، كما يمكن لبوتر أن يقول إن مشكلة الفريق لا تكمن في الإبداع، في ظل وجود فيليكس وزياش وميخايلو مودريك خلف هافرتز. لقد كان تشيلسي هو الأكثر خطورة أمام بوروسيا دورتموند، كما انتهت المباراة وإحصائية الأهداف المتوقعة تشير إلى 2.14 لصالح تشيلسي.
هناك مؤشرات إيجابية بالنسبة لبوتر، حيث كان تشيلسي يلعب بشكل مذهل في بعض الأحيان، لكن هل كان الفريق سيكون أكثر استغلالا للفرص أمام المرمى لو كان أوباميانغ في الملعب بدلا من هافرتز؟ لم يسجل أوباميانغ، الذي رحل عن آرسنال بعد دخوله في خلافات قوية مع المدير الفني للمدفعجية ميكيل أرتيتا، سوى ثلاثة أهداف فقط منذ انضمامه لتشيلسي قادما من برشلونة في صفقة لمدة عامين. لا يوجد ما يشير إلى أن أوباميانغ قد دخل في خلافات مع بوتر، لكن يبدو أن اللاعب البالغ من العمر 33 عاما غير مناسب للطريقة التي يريد أن يلعب بها المدير الفني الجديد، نظرا لأن أوباميانغ، الذي لم يشارك في التشكيلة الأساسية للبلوز منذ استبداله خلال الهزيمة أمام آرسنال في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني)، لا يجيد الضغط على لاعبي الفريق المنافس، كما أنه لا يركض كثيرا من دون كرة، ويحب التمركز أمام المرمى.
ومع ذلك، قد يكون أوباميانغ، الذي تكمن نقطة قوته الأكبر في استغلال الفرص داخل منطقة الجزاء، محقا إذا قال إن الفريق لم يكن يصنع له الكثير من الفرص قبل استبعاده من المباريات. ألا يستحق الأمر معرفة ما إذا كان سيمكنه اللعب بشكل جيد مع فيليكس ومودريك وفرنانديز أم لا؟ من المؤكد أن أوباميانغ هو أفضل هداف في تشيلسي الآن، كما أن الفريق أصبح يضم عددا كبيرا من اللاعبين المميزين القادرين على خلق الكثير من الفرص أمام المرمى. وبالتالي، فإذا كان الفريق يبحث عن إحراز هدف، فإن الفريق لا يضم أفضل من أوباميانغ لكي يشارك في المباريات، ويستغل هذه الفرص السهلة أمام المرمى.
كان بإمكان أوباميانغ لو لعب استغلال تلك الفرص السهلة في الوقت الأخير من مباراة الفريق أمام بوروسيا دورتموند. والأهم من ذلك، أنه من الغريب للغاية ألا يجلس حتى على مقاعد البدلاء في آخر مباراتين لتشيلسي في الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد فسر بوتر ذلك بأنه يريد أن يتعرف على قدرات فوفانا، الذي كان قريبا للغاية من هز الشباك لدى مشاركته كبديل في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي أمام فولهام، لكن المهاجم الإيفواري يفتقر إلى الخبرة، ولم يشارك في مباراة وستهام التي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق في نهاية الأسبوع الماضي.
في الحقيقة، يتعين على بوتر أن يكون عمليا، وأن يبحث عن الخيارات التي تساعده على حل المشكلات التي يعاني منها. لا توجد أي مؤشرات حتى الآن على أن أوباميانغ يريد الانتقال إلى لوس أنجليس غالاكسي الأميركي في أي وقت قريب، وبالتالي فإذا كان اللاعب عازما على البقاء حتى نهاية الموسم، فيتعين على بوتر الاعتماد عليه خلال مباريات الدوري على الأقل.
لقد انتهى الجدل المتعلق باستبعاد اللاعب من قائمة الفريق الأوروبية. يشعر تشيلسي أن لديه الكثير من الخيارات الجيدة لمواجهة بوروسيا دورتموند في مباراة العودة على ملعب «ستامفورد بريدج»، لكن السيناريو الأسوأ قد يتمثل في خلق تشيلسي لعدد لا حصر له من الفرص السهلة ويهدرها أمام المرمى، ويندم على عدم وجود أوباميانغ لاستغلالها! لكن مباراة دورتموند ليست المشكلة الوحيدة، فتشيلسي يتأخر عن نيوكاسل صاحب المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق عشر نقاط كاملة، وقد يغيب عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل في حال مواصلة إهدار النقاط في الدوري. وبالتالي، لم يكن هناك أي مبرر لقرار بوتر باستبعاد أوباميانغ من مواجهة الفريق أمام ساوثهامبتون على ملعب «ستامفورد بريدج»، وتعرضه لخسارة قاسية على ملعبه من متذيل الدوري.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.