ماكرون: فرنسا لا تريد سحق روسيا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمة له يوم الجمعة 17 فبراير الحالي على هامش مؤتمر ميونيخ بألمانيا (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمة له يوم الجمعة 17 فبراير الحالي على هامش مؤتمر ميونيخ بألمانيا (أ.ف.ب)
TT

ماكرون: فرنسا لا تريد سحق روسيا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمة له يوم الجمعة 17 فبراير الحالي على هامش مؤتمر ميونيخ بألمانيا (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمة له يوم الجمعة 17 فبراير الحالي على هامش مؤتمر ميونيخ بألمانيا (أ.ف.ب)

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه، بالنسبة له، «لا يمكن لأوكرانيا ولا لروسيا الفوز بالكامل» في الحرب في أوكرانيا، مضيفاً أنه إذا كان على أوكرانيا أن تفوز، فإن فرنسا لا تريد «سحق روسيا».

ففي مقابلة خاصة نشرتها صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، اليوم، من فوق متن الطائرة الرئاسية التي أعادته إلى باريس، بعد مشاركته في مؤتمر ميونيخ الأمني، مساء الجمعة، تحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لصحافيين ثلاثة مرافقين، وقال إنه يرى أنه لا يمكن لأوكرانيا ولا لروسيا الفوز بالكامل في الحرب في أوكرانيا، مضيفاً أنه إذا كان على أوكرانيا أن تفوز، فإن فرنسا لا تريد «سحق روسيا».

وصرح ماكرون، في حديثه قائلاً: «أريد أن تُهزم روسيا في أوكرانيا، وأريد أن تكون أوكرانيا قادرة على الدفاع عن موقفها، لكنني مقتنع بأن الأمر (الحرب) لن يُحسَم عسكرياً في النهاية». وأضاف: «لا أعتقد، مثل البعض، أنه يجب هزيمة روسيا بالكامل، والهجوم على أراضيها. هؤلاء المراقبون يريدون قبل كل شيء سحق روسيا. لم يكن هذا موقف فرنسا قط ولن يكون أبداً».

ووفق التقرير، أشار ماكرون بذلك إلى دول شرق أوروبا التي تَعتبر أن هذه الحرب الرابعة لفلاديمير بوتين منذ تولّيه السلطة في روسيا، بعد الشيشان وجورجيا والقرم، ويجب أن تكون الأخيرة له. وربما تكون فرصة لوضع حد، مرة واحدة، لكل الغطرسة الإمبريالية لسيد الكرملين. واعتبر ماكرون أن الستار الجديد الذي فصل القارة الأوروبية، منذ 24 فبراير (شباط) 2022 (بداية الحرب في أوكرانيا)، هو بين معسكر السلام (بين روسيا وأوكرانيا) بقيادة باريس وبرلين من ناحية، ومعسكر النصر (نصر أوكرانيا الكامل) الذي تجسده بولندا ودول البلطيق، من ناحية أخرى، وأن هذا الستار لم يُرفع بعد بشكل كامل بين المعسكرين.

ويرى ماكرون أنه لا يمكن لأوكرانيا استعادة أراضيها بمفردها؛ لأنه لا يوجد حليف لها على استعداد، حتى من بين الأكثر تحمساً في شرق أوروبا، لإرسال قوات على الأرض. كما أن للولايات المتحدة أيضاً حدودها. فماكرون، وفق التقرير، مقتنع بأنه في النهاية، سيكون من الضروري التفاوض (بين روسيا وأوكرانيا)، وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل؛ لأن الأوروبيين سيكونون الخاسرين الرئيسيين في صراع لا نهاية له.

وعن سؤاله عن وسيلة ملموسة لفرض هذه العودة إلى مفاوضات السلام، أجاب ماكرون: «المطلوب، اليوم، أن تقود أوكرانيا هجوماً عسكرياً يُقلق الجبهة الروسية؛ من أجل العودة إلى المفاوضات». وأوضح أن الهدف هو إيذاء فلاديمير بوتين، بما فيه الكفاية، دون إظهار الرغبة في الانتقام.

ورداً على سؤال عما إذا كان السلام ممكناً مع فلاديمير بوتين، بعد ما فعله في أوكرانيا، يقول ماكرون: «هل نعتقد بصدق أن حلاً ديمقراطياً سينبثق من المجتمع المدني الروسي الموجود بعد هذه السنوات من التصلب ومن الصراع الكامل؟!». ويتابع: «أنا حقاً أريد ذلك، لكنني لا أصدّق (احتمال) ذلك حقاً. وجميع الخيارات بخلاف فلاديمير بوتين داخل النظام الحالي (في روسيا) تبدو أسوأ بالنسبة لي». ويلمّح الرئيس الفرنسي، في هذا الإطار، إلى رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين، الذي يتألق نجمه السياسي أكثر من ذي قبل، وإلى رئيس مجلس الأمن الروسي الذي لا يقل تطرفاً، نيكولاي باتروشيف، وفق تقرير «لوفيغارو».

ووفق التقرير، من خلال دعوة حلفائه الأوروبيين الشرقيين بشكل غير مباشر لمزيد من الاعتدال، يريد إيمانويل ماكرون، الذي يقول إنه متوافق مع جو بايدن بشأن الموضوع الأوكراني، إشراكهم في ديناميكية أوروبية جديدة. برأي ماكرون، فإنه يجب على أوروبا أن تتعافى لردع روسيا والبقاء في التاريخ.

وقال: «ما نقوم به هو الردع من خلال إعادة التسلح في أوروبا. في أوروبا لا يمكن اختصار ذلك في شراء الأسلحة، يجب أن نكون قادرين أيضاً على إنتاجها وبناء هيكلنا الأمني دون الحاجة إلى تفويضه للآخرين؛ الأميركيين أو الصينيين. ستحظى أوروبا بالاحترام بسهولة أكبر إذا امتلكت أسلحة...».

وأضاف ماكرون: «الطريقة الوحيدة لصنع السلام في أوروبا هي الخروج من تاريخ الإمبراطوريات. الشخص الذي لم يفهم هذا هو فلاديمير بوتين! (المتأثر بالإمبراطوريتين الروسية والسوفياتية حسب الحديث). يجب علينا، نحن الأوروبيين، أن نبني هذه السيادة الأوروبية التي ستضمن وحدها استقلالنا وأمننا».


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.