«داعش» يعدم 80 من موظفي الانتخابات في الموصل

مقتل العشرات من مسلحيه في قصف للبيشمركة وغارات للتحالف الدولي

«داعش» يعدم 80 من موظفي الانتخابات في الموصل
TT

«داعش» يعدم 80 من موظفي الانتخابات في الموصل

«داعش» يعدم 80 من موظفي الانتخابات في الموصل

أعدم تنظيم داعش العشرات من الموظفين الذين أشرفوا على سير العملية الانتخابية في الموصل قبل سيطرة تنظيم داعش على المدينة الصيف الماضي، فيما قتل العشرات من مسلحي التنظيم في غارات للتحالف الدولي وقصف لقوات البيشمركة في مناطق مختلفة من محافظة نينوى، حسبما أفادت مصادر كردية «الشرق الأوسط» أمس.
وقال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، إن تنظيم داعش أعدم أمس «ثمانين من الموظفين الذين شاركوا في إدارة العملية الانتخابية في محافظة نينوى كموظفين ومراقبين وموظفي عد وفرز الأصوات»، مشيرا إلى أن 15 امرأة كن ضمن الذين أعدمهم التنظيم رميا بالرصاص وسط الموصل رغم إعلانهم التوبة له.
من ناحية ثانية، أعلن سورجي أن قوات البيشمركة تصدت أمس لهجوم شنه مسلحو «داعش» على مواقعها في محور بارا (غرب الموصل) «حيث قتل أكثر من 10 مسلحين من التنظيم، فيما لاذ الباقون بالفرار، وتكبد التنظيم خسائر كبيرة في الآليات والأسلحة أيضا»، مشيرا إلى أن طيران التحالف الدولي استهدف عجلات تابعة لتنظيم داعش في قرية حساويك (غرب الموصل)، وأسفر القصف عن تدمير كافة عجلات التنظيم ومقتل أكثر من سبعة مسلحين. وحسب المسؤول الكردي فإن 17 مسلحا آخر قتلوا في غارة لطيران التحالف الدولي استهدف قرية كولاك التابعة لناحية سنونه (غرب الموصل)، كما قتل أكثر من خمسة مسلحين في غارة استهدفت مقرا للتنظيم المتطرف وسط تلعفر.
بدوره، أعلن سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، أن انفجار سيارة مفخخة في معسكر السلامية (جنوب الموصل) «أسفر عن مقتل ستة من مسلحي تنظيم داعش من بينهم خبير متفجرات في التنظيم يدعى أبو عبد الرحمن السوداني، وبحسب المعلومات الواردة إلينا فإن الانفجار وقع ضمن سلسلة المعارك الداخلية الدائرة بين صفوف مسلحي التنظيم».
وشهدت مدينة الموصل في الآونة الأخيرة تصاعدا ملحوظا في الانفجارات التي تستهدف مسلحي التنظيم، وبحسب مصادر أمنية فإن الصراعات الداخلية بين المسلحين العرب العراقيين والمسلحين الأجانب دفعت بالطرفين إلى استخدام الانتحاريين والسيارات المفخخة ضد بعضهم بعضا حيث قتل خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من 100 مسلح جراء المعارك الداخلية. وأول من أمس اندلعت اشتباكات بين التنظيم وفصائل عراقية مسلحة كجيش النقشبنديين التابع لحزب البعث، وأشارت مصادر أمنية إلى أن «انشقاقات كبيرة حدثت في صفوف التنظيم، وقيادته فقد زمام السيطرة على هذه الأجنحة المتصارعة».
من جانبه، قال العقيد آزاد عريف شيخة، نائب قائد القوة الأولى في قوات البيشمركة المرابطة في ناحية قراج المتاخمة للمناطق الخاضعة لتنظيم داعش جنوب الموصل: «قتل نحو 30 مسلحا من داعش في غارات مكثفة لطيران التحالف الدولي استهدفت لعدة ساعات قرية الراشدية جنوب الموصل»، مضيفا أن التنظيم نقل جرحاه وجثثه فورا إلى مستشفى القيارة، فيما دمرت الغارات عددا من عجلات التنظيم وأسلحته الثقيلة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.