قمة أفريقية بنواكشوط لمواجهة التحديات المناخية في القارة عبر مشاريع طموحة

الرئيس الموريتاني: مشروع السور الأخضر الكبير مبادرة أفريقية يجسدها أفارقة

رؤساء عدد من الدول الأفريقية خلال تجولهم في معرض للجهود التي تبذلها الوكالة الأفريقية للسور الأخضر الكبير
رؤساء عدد من الدول الأفريقية خلال تجولهم في معرض للجهود التي تبذلها الوكالة الأفريقية للسور الأخضر الكبير
TT

قمة أفريقية بنواكشوط لمواجهة التحديات المناخية في القارة عبر مشاريع طموحة

رؤساء عدد من الدول الأفريقية خلال تجولهم في معرض للجهود التي تبذلها الوكالة الأفريقية للسور الأخضر الكبير
رؤساء عدد من الدول الأفريقية خلال تجولهم في معرض للجهود التي تبذلها الوكالة الأفريقية للسور الأخضر الكبير

التأمت في العاصمة الموريتانية نواكشوط، أمس، الدورة الثالثة لقمة رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في الوكالة الأفريقية للسور الأخضر الكبير، وناقشت المراحل التي وصل إليها مشروع السور الأخضر الكبير، الممتد من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، عبر 11 بلدًا أفريقيًا ينتشر فيها التصحر والجفاف.
القمة شهدت مشاركة ستة رؤساء في مقدمتهم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الذي ترأس القمة، بالإضافة إلى الرئيس السوداني عمر حسن البشير، والسنغالي ماكي صال، والتشادي إدريس ديبي إيتنو، والمالي إبراهيما ببكر كيتا، بالإضافة إلى رئيس بوركينافاسو ميشال كوفاندو.
وكانت بلدان الساحل والصحراء قد أعلنت عام 2010، إنشاء الوكالة الأفريقية للسور الأخضر الكبير، وهي وكالة دولية تابعة للاتحاد الأفريقي، وتشرف على تجسيد مشروع السور الأخضر الكبير الذي يمتد من المحيط الأطلسي وحتى البحر الأحمر على مدى 7 آلاف كيلومتر، ويصل عرضه إلى 15 كيلومترًا.
ويهدف المشروع الذي بدأ عام 2010، إلى محاربة آثار التغيرات المناخية والقضاء على التصحر، ومكافحة فقدان تنوع الغطاء النباتي، والتسيير المستدام للموارد الطبيعية والتنمية المندمجة، بالإضافة إلى العمل على إنشاء وكالات وطنية، وتخطيط وتنسيق ومتابعة وتقييم وتحصيل الموارد المالية من أجل تحقيق أهداف الوكالة.
وتضم الوكالة التي يقع مقرها في العاصمة الموريتانية نواكشوط، في عضويتها، كلاً من موريتانيا وإثيوبيا وإريتريا وبوركينافاسو وتشاد وجيبوتي ومالي ونيجيريا والنيجر والسنغال والسودان.
خلال افتتاح القمة، قال الرئيس الموريتاني إنها تنعقد في «لحظة حاسمة من تاريخ منظمتنا ومشروعنا الطموح لتجسيد السور الأخضر الكبير»، مشيرًا إلى أن «تفاقم التحديات البيئية عموما، وحدة التغيرات المناخية خصوصا، تظهر الأهمية الكبيرة لهذه المبادرة الأفريقية».
وأضاف ولد عبد العزيز: «لقد تطورت رؤيتنا عبر الزمن للمشروع، من تصور أولي يختزله في عملية تشجير تمتد من غرب القارة إلى شرقها، إلى أن تجسد اليوم في كل أبعاده»، قبل أن يصفه بأنه «إنجاز تنموي أصيل وطموح وشامل (...) وفوق ذلك تهدف هذه المبادرة من خلال مكافحة التصحر وانجراف التربة، إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحسين الظروف المعيشة لعشرات ملايين المواطنين الأفارقة».
وشدد الرئيس الموريتاني على ضرورة أن تعمل جميع البلدان على تجسيد المشروع على أرض الواقع، مضيفًا أن «(أفق 2025) الذي حددناه يفرض علينا من الآن مضاعفة الجهود، للوصول إلى هدف إنشاء أقطاب تنموية ريفية حقيقية على طول مسار السور الأخضر الكبير».
وأشار في السياق ذاته، إلى أن التحديات كبيرة أمام المشروع، وقال إنه «لا يزال الطريق أمامنا طويلاً. فإنجاز السور الأخضر الكبير يستدعي إشراك السكان المستفيدين منه بشكل مباشر، كما ينبغي أن نولي عناية خاصة لاستثمار المعارف، وتقاسم الأساليب الناجعة، والتجارب المكتسبة، وتثمين أفضل السبل في مجال الإدارة المستدامة للأراضي، واعتماد تقنيات تجديد الموارد الأكثر فعالية»، على حد تعبيره.
وخلص الرئيس الموريتاني إلى أن مشروع السور الأخضر الكبير «يمثل مصدر اعتزاز لقارتنا، فهو مبادرة أفريقية ينفذها أفارقة».
وناقشت وفود الدول الأعضاء في الوكالة الأفريقية للسور الأخضر الكبير في اجتماع مغلق، التقرير الصادر عن مجلس وزراء المنظمة خلال دورتهم التحضيرية للقمة التي عقدت نهاية الأسبوع الماضي في نواكشوط، وتناول التقرير، القضايا المؤسسية والقانونية والتنظيمية والخطة الخماسية المنتهية التي وضعتها وكالة السور الأخضر الكبير، والخطة البديلة التي يجب وضعها للسنوات المقبلة.
ويواجه مشروع السور الأخضر الكبير تحديات كثيرة في مقدمتها جمع التمويلات. وفي هذا السياق قال دياو إبراهيما، ممثل الأمين التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على هامش القمة، إن هنالك مصادر عدة لتمويل المشروع «المصدر الأول يتمثل في مساهمات الدول الأعضاء في الوكالة الأفريقية للسور الأخضر الكبير، والثاني هو مساهمة الهيئات الدولية المانحة، أما المصدر الثالث وهو الأهم تشجيع القطاع الخاص على الاندماج والدخول في المشروع عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة والزراعة ومجالات كثيرة لا تزال خصبة للاستثمار».
وأشار دياو إبراهيما إلى أن «برنامج السور الأخضر الكبير يهدف إلى خدمة الأجيال الحالية والقادمة، كما سيخلق ملايين فرص العمل في الوسط الريفي خاصة النساء والشباب»، موضحًا أن «المشروع وإن كان يأخذ طابعًا بيئيًا، إلا أنه سيساهم في الحد من الهجرة السرية عبر حجز الشباب الأفريقي في أماكنهم الأصلية عبر توفير مناخ ملائم، كما سيحد من لجوئهم إلى الجماعات الإرهابية، لأنه سيقضي على بؤر الفقر والجهل في منطقة ظلت، وإلى وقت قريب، منسية من طرف الجميع»، على حد تعبيره.
من جهة أخرى، شدد مامادو لمين دنغو الممثل الإقليمي المقيم للبنك الأفريقي للتنمية بالسنغال، على أن «التغير المناخي يشكل اليوم تحديا جسيما ومشكلة تنموية كبيرة»، مؤكدًا أن «تخصيص نسبة 60 في المائة من الموارد المائية لدعم السور الأخضر الكبير في كل دولة عضو في الوكالة يبقى أهم وسيلة للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم»، على حد تعبيره.
وعلى هامش القمة أشرف الرؤساء المشاركون فيها على عملية غرس مجموعة من الأشجار داخل حديقة المركز الدولي للمؤتمرات في نواكشوط، كما تجولوا في معرض للجهود التي تبذلها الوكالة الأفريقية للسور الأخضر الكبير، وعدد من المنظمات والهيئات البيئية في موريتانيا من أجل مواجهة التحديات والمخاطر البيئية.
من جهة أخرى، أجرى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، مباحثات مع نظيره السوداني عمر حسن البشير، تناولت أوجه التعاون بين البلدين وتحقيق شراكات اقتصادية ناجحة، كما بحث الرئيسان سبل إنجاح مشاريع الوكالة الأفريقية للسور الأخضر الكبير.
وتمثل زيارة البشير لموريتانيا تحديًا جديدًا لمذكرة توقيف دولية أصدرتها في حقه المحكمة الجنائية الدولية، بعد أن اتهمته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور، وهي التهم التي ينفيها النظام الحاكم في السودان.



إسرائيل تسلّم جثامين 15 فلسطينياً بموجب اتفاق الهدنة

«حماس» تعلن تسلم 15 جثماناً تم الإفراج عنها من قبل إسرائيل (أ.ب)
«حماس» تعلن تسلم 15 جثماناً تم الإفراج عنها من قبل إسرائيل (أ.ب)
TT

إسرائيل تسلّم جثامين 15 فلسطينياً بموجب اتفاق الهدنة

«حماس» تعلن تسلم 15 جثماناً تم الإفراج عنها من قبل إسرائيل (أ.ب)
«حماس» تعلن تسلم 15 جثماناً تم الإفراج عنها من قبل إسرائيل (أ.ب)

أعلنت وزارة الصحة في غزة أنها تسلّمت الاثنين جثامين 15 معتقلاً فلسطينياً بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي لعبت الولايات المتحدة دور الوساطة فيه.

وأكدت الوزارة، التابعة لحركة «حماس»، «تسلم 15 جثماناً لشهداء تم الإفراج عنها اليوم من قبل الاحتلال الإسرائيلي وبواسطة منظمة الصليب الأحمر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الشهداء المتسلمة إلى 315 جثماناً».

وأعيدت هذه الجثامين غداة تسلم إسرائيل رفات الملازم هدار غولدين الذي كان قتل في حرب غزة عام 2014.


العليمي يشدد على التنفيذ الصارم للإصلاحات الاقتصادية

العليمي مجتمعاً مع رئيس الحكومة بن بريك ومحافظ البنك المركزي أحمد غالب (سبأ)
العليمي مجتمعاً مع رئيس الحكومة بن بريك ومحافظ البنك المركزي أحمد غالب (سبأ)
TT

العليمي يشدد على التنفيذ الصارم للإصلاحات الاقتصادية

العليمي مجتمعاً مع رئيس الحكومة بن بريك ومحافظ البنك المركزي أحمد غالب (سبأ)
العليمي مجتمعاً مع رئيس الحكومة بن بريك ومحافظ البنك المركزي أحمد غالب (سبأ)

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، التزام بلاده بالمضي قدماً في تنفيذ قرار الإصلاحات الاقتصادية الشاملة، وتعزيز الانضباط المالي والإداري على المستويين المركزي والمحلي، بما يضمن استعادة الثقة بالمؤسسات الرسمية وتحقيق العدالة في توزيع الموارد.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده العليمي مع رئيس مجلس الوزراء سالم بن بريك، ومحافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب، لمراجعة المسار التنفيذي للقرار الرئاسي الخاص بأولويات الإصلاحات المالية والاقتصادية.

ونقل الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي استمع إلى تقرير أولي من رئيس الحكومة بن بريك، حول مستوى تنفيذ مصفوفة الإصلاحات المعتمدة بموجب القرار، والجهود الجارية لتوحيد الوعاء الإيرادي، وتحسين آليات تحصيل الموارد العامة وتوريدها إلى الحساب العام لدى البنك المركزي، وفق القوانين والأنظمة النافذة.

سعر الريال اليمني في مناطق الشرعية شهد استقراراً ملحوظاً في الأسابيع الأخيرة (غيتي)

وأوضح بن بريك أن حكومته تواصل خطواتها في ضبط الإنفاق العام ورفع كفاءته، بما يضمن الوفاء بالالتزامات الأساسية للدولة، وعلى رأسها دفع مرتبات الموظفين وتحسين الخدمات الحيوية في قطاعات الكهرباء والمياه والصحة.

من جهته، قدّم محافظ البنك المركزي اليمني عرضاً حول المؤشرات المالية والنقدية الراهنة، وخطط البنك للسيطرة على سوق الصرف واستقرار العملة الوطنية، مؤكداً متابعة أداء فروع البنك في المحافظات، وضبط التعاملات النقدية بما يعزز الثقة بالقطاع المصرفي ويكرس مبادئ الشفافية والامتثال للمعايير الدولية.

الالتزام بالقانون

وشدد رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي خلال الاجتماع، على التنفيذ الصارم لتوجيهات المجلس المتعلقة بتوريد جميع الإيرادات إلى الحسابات العامة للدولة، ومنع أي تدخلات أو ممارسات مخالفة للقانون، مؤكداً أن هذه الإجراءات «تمثل ركيزة أساسية في استعادة الانضباط المالي والسيادي وضمان العدالة في توزيع الموارد».

ووجّه العليمي بسرعة تنفيذ التوصيات الخاصة بتشديد الرقابة على المنافذ البحرية والتجارية، وضمان خضوع جميع العمليات الجمركية والمالية لإشراف السلطات المختصة، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز النظام المالي للدولة ومكافحة الفساد الإداري والمالي.

العليمي شدد على الالتزام بالقانون وتعزيز الموارد المحلية والمركزية (سبأ)

كما دعا إلى تعزيز التنسيق المؤسسي بين البنك المركزي ووزارة المالية والسلطات المحلية، ومضاعفة الجهود لتعبئة الموارد المحلية والخارجية، واستكمال الإصلاحات الإدارية في القطاع المالي والمصرفي، بما يسهم في تحسين الأداء الحكومي ورفع مستوى الخدمات العامة والمعيشية للمواطنين.

وأشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلى أن القرار الرئاسي للإصلاحات يمثل الأساس في عملية التعافي الاقتصادي وإعادة بناء المؤسسات، مؤكداً أن الدولة عازمة على المضي في تنفيذ هذا المسار رغم التحديات، عبر ترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة وضمان الاستخدام الأمثل للموارد العامة.

وبحسب ما ذكره الإعلام الرسمي، جدد العليمي تقديره للسعودية والإمارات ومجتمع المانحين على دعمهم المستمر للاقتصاد اليمني، مشيداً بالاتفاقيات والمشروعات التنموية التي يجري تنفيذها في مختلف القطاعات، ودورها في تعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي، وتهيئة المناخ الملائم لنجاح الإصلاحات الشاملة.

رئيس الحكومة اليمنية بن بريك يقود جهوداً حثيثة لإصلاح الاقتصاد (الشرق الأوسط)

وكان مجلس القيادة الرئاسي اليمني أقر في وقت سابق، الخطة المقدَّمة من رئيس الحكومة، سالم بن بريك، بشأن الإصلاحات الاقتصادية الشاملة؛ ومن أبرزها تحرير سعر الدولار الجمركي خلال أسبوعين، وإغلاق المنافذ البحرية غير القانونية، ومعالجة الاختلالات القائمة في عملية تحصيل وتوريد الموارد العامة في المحافظات.

وبحسب الخطة، فإن المحددات الرئيسية لهذه الإصلاحات تبدأ من خلال توريد المحافظات كافة، وفي مقدمتها العاصمة المؤقتة عدن، ومأرب، وحضرموت، والمهرة، وتعز، الإيرادات المركزية كافة إلى الحسابات المخصّصة لها (حساب الحكومة العام) طرف البنك المركزي اليمني وفروعه في المحافظات، ويُمنع تجنيب أو الصرف من هذه الموارد تحت أي مبرر.

كما ألزم القرار محافظي المحافظات بعدم التدخل في أعمال وشؤون المنافذ الجمركية، سواء بمنح أي تخفيضات أو إعفاءات جمركية، أو أي تدخلات غير قانونية أخرى، والالتزام باللوائح.


«الصحة العالمية»: مقتل 6 وإصابة 12 في هجوم على مستشفى بولاية كردفان السودانية

المدير العام لمنظمة «الصحة العالمية» تيدروس أدهانوم غيبريسوس (د.ب.أ)
المدير العام لمنظمة «الصحة العالمية» تيدروس أدهانوم غيبريسوس (د.ب.أ)
TT

«الصحة العالمية»: مقتل 6 وإصابة 12 في هجوم على مستشفى بولاية كردفان السودانية

المدير العام لمنظمة «الصحة العالمية» تيدروس أدهانوم غيبريسوس (د.ب.أ)
المدير العام لمنظمة «الصحة العالمية» تيدروس أدهانوم غيبريسوس (د.ب.أ)

أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم (الأحد)، أن هجوماً على مستشفى في ولاية كردفان السودانية يوم 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي أدّى إلى مقتل 6 وإصابة 12 آخرين.

وأوضح غيبريسوس، عبر منصة «إكس»، أن طفلاً عمره 12 عاماً كان من بين القتلى.

وجدّد مدير منظمة الصحة العالمية الدعوة لحماية جميع المرافق الصحية والمرضى والعاملين في الرعاية الصحية، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار بالسودان، قائلاً: «السلام هو خير علاج».

وسيطرت «قوات الدعم السريع» أواخر الشهر الماضي على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، بعد أن حاصرتها لمدة 18 شهراً، لتحكم قبضتها على إقليم دارفور، غرب السودان، فيما يسيطر الجيش على النصف الشرقي من البلاد.

واندلعت الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» في أبريل (نيسان) 2023 بسبب صراع على السلطة خلال فترة انتقالية، كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للتحول نحو حكم مدني.