سنوات السينما

بيتر سيلرز في مشهد من  «الوجود هناك»
بيتر سيلرز في مشهد من «الوجود هناك»
TT

سنوات السينما

بيتر سيلرز في مشهد من  «الوجود هناك»
بيتر سيلرز في مشهد من «الوجود هناك»

***Being There
عن سذاجة البيت الأبيض
والفيلم أيضاً
في عام 1979 نال فيلم «الوجود هناك» لهال أشبي إعجاباً نقدياً كبيراً ومكانة سريعة بين الجمهور على اختلاف نوازعهم. في العام التالي. كان الفيلم الأخير للممثل بيتر سيلرز، الذي يبدو أنه كان الدور الذي ينتظره لختام أعماله. يومها استجاب المجتمع السينمائي لفكرة وضعها ييرزي كوزينسكي في كتاب ثم قام بكتابة السيناريو له لكن السيناريو، وفق المخرج هال أشبي كان «ثقيلاً» فأسند إعادة كتابته إلى روبرت س. جونز الذي كان كتب لأشبي سيناريو فيلمه السابق Coming Home. رشح الفيلم لأوسكارين (أفضل ممثل: بيتر سيلرز وأفضل ممثل مُساند: ملفين دوغلاس) لكن سيلرز خسرها لصالح دستِن هوفمن في «كرامر ضد كرامر». لكن سيلرز نال «غولدن غلوب» كأفضل ممثل. وكان هذا آخر فيلم له قبل وفاته.
«الوجود هناك» كوميديا سوداء يتميّز بمسحة حزينة عن أميركا كشعب وحكومة «ساذجان». لكن هذه القيمة ليست فاعلة إلى حد التأثير أو على نحو إيجابي يمتد لما وراء الفكرة كثيراً بسبب أن الحكاية نفسها لا تخلو من السذاجة والافتراضات والمناطق الرخوة غير القابلة للتصديق. على ذلك، هو فيلم جاد في نقده من مخرج اعتاد نقد المؤسسة بلا وجل، كما في فيلميه The Last Detail وBound for Glory. تدور الحكاية حول بستاني اسمه تشانس (سيلرز) لا يعرف من الدنيا إلا ما يشاهده من مسلسلات تلفزيونية. لا يخرج من حديقة صاحب القصر وعندما يموت صاحب القصر يجد أن لزاماً عليه مغادرة الغرفة التي يشغلها. تضربه سيارة رجل أعمال ثري ولديه (دوغلاس) مما استدعى نقله لعيادة. رجل الأعمال يُعجب به ويعرّفه على رئيس الجمهورية (جاك ووردن) الذي يعجب به كثيراً ويعيّنه مستشاره. سبب هذا الإعجاب هو إن تشانس، كونه جاهلاً، يُجيب عن كل سؤال يُطرح عليه بالاستناد إلى قاموسه الصغير من المعرفة. حين يسأله الرئيس عن رأيه في الوضع الاقتصادي يرد عليه: «الربيع هو الوقت للزرع» (Spring is the time for planting) فيعتقد الرئيس أن هذا الرد رمز وحكمة.
مع استمرار المنوال على ما هو عليه وتعريض تشانس لحياة مختلفة من دون أن يتطوّر عقله ويكتسب أي معرفة، يوجّه الفيلم سهامه إلى البيت الأبيض. لكن الفيلم يتمتّع بالسذاجة التي حاول إلصاقها بالبيت الأبيض. هذه مشكلة كتابة لا حياد فيها، لأنها كُتبت هكذا وشخصيّتها الرئيسية لا يمكن تغييرها. جودة الفيلم هي في معالجة جادة وتنفيذ كلاسيكي فعّال وأداء سيلرز الملائم بكامله وشغل مدير التصوير كالب ديشانل.


مقالات ذات صلة

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».