عقار للصداع النصفي قد يعالج أمراض الكُلى

عقار «لاسميدتان» علاج واعد لأمراض الكلى (public domain)
عقار «لاسميدتان» علاج واعد لأمراض الكلى (public domain)
TT
20

عقار للصداع النصفي قد يعالج أمراض الكُلى

عقار «لاسميدتان» علاج واعد لأمراض الكلى (public domain)
عقار «لاسميدتان» علاج واعد لأمراض الكلى (public domain)

أظهرت دراسة جديدة من جامعة أريزونا الأميركية، أن عقار «لاسميدتان»، الذي يُستخدم لعلاج الصداع النصفي، واعد كعلاج محتمل لإصابة الكلى الحادة، وتم نشر النتائج (الأربعاء) في «المجلة الأميركية لعلم وظائف الأعضاء الكلوي».
ويعمل الباحثون الذين أجْروا هذه الدراسة على تطوير دواء لعلاج إصابة الكلى الحادة، ويحدث هذا المرض، الذي يتميز بالفشل الكلوي السريع، في نحو 8 إلى 16 في المائة، من الأشخاص في المستشفيات، ويُصيب أكثر من 13 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن تحدث الحالة بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك بعض الأدوية والإنتان (تعفن الدم)، ويمكن أن تؤدي إصابة الكلى الحادة إلى مشكلات فسيولوجية، مثل ضعف الميتوكوندريا (مصانع الطاقة في الجسم)، وتلف الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى، وفقدان الوظيفة الأنبوبية الكلوية، وحالياً لا يوجد علاج لإصابة الكلى الحادة.
وخلال التجارب التي أُجريت بالدراسة، عالج علماء الفسيولوجيا نموذج فأر لإصابة الكلى الحادة باستخدام «اللاسميدتان»، ووجدوا أنه يحفّز استعادة وظائف الكلى مثل التكوُّن الحيوي للميتوكوندريا (العملية الخلوية التي تنتج ميتوكوندريا جديدة بناءً على التغيرات البيئية والفسيولوجية)، وتحسين سلامة الأوعية الدموية، وتقليل التليف، وتم التوصل لهذه النتائج بعد أن تم تقسيم الفئران لأول مرة إلى أربع مجموعات وتم تناول جرعاتها لمدة خمسة أيام متتالية، بدءاً من 24 ساعة بعد إصابة الكلى.
ووافقت على «لاسميدتان» بالفعل إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج الصداع النصفي. يقول ريك شنيلمان، الباحث الرئيسي بالدراسة وعميد كلية الصيدلة في جامعة أريزونا: «هذا مثال كلاسيكي على إعادة استخدام العقاقير، وهناك حاجة للمزيد من البحث»، لكنه يعتقد أن «هذه النتائج المبكرة تُظهر علامات واعدة لعلاج إصابة الكلى الحادة».
وينتظر هذا الدواء لاعتماده في علاج الكلى تجارب سريرية ستكون أقل تعيداً وأقصر في المدة من التجارب الأولى لاستخدامه في علاج الصداع النصفي، وهذه ميزة مهمة لإقرار وظائف جديدة للأدوية، حيث توفر حلولاً سريعة لعلاج بعض الأمراض، كما يؤكد شنيلمان.



سجاد القصر المحرم نجم مزاد كريستيز لفنون العالم الإسلامي والهندي في لندن

صفحة من مصحف بالخط الكوفي يعود تاريخه إلى دمشق في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين (كريستيز)
صفحة من مصحف بالخط الكوفي يعود تاريخه إلى دمشق في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين (كريستيز)
TT
20

سجاد القصر المحرم نجم مزاد كريستيز لفنون العالم الإسلامي والهندي في لندن

صفحة من مصحف بالخط الكوفي يعود تاريخه إلى دمشق في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين (كريستيز)
صفحة من مصحف بالخط الكوفي يعود تاريخه إلى دمشق في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين (كريستيز)

يعود مزاد فن العالم الإسلامي والهندي في موسمه الربيعي لقاعات دار كريستيز بلندن يوم الخميس 1 مايو (أيار) القادم. وقبل المزاد كالعادة فتحت الدار قاعاتها لعرض قطع المزاد التي تراوحت من المخطوطات إلى السجاد.

المزاد يضم مجموعة متميزة من القطع من بينها شمعدان مملوكي، وحليٌّ ذهبية من العصر الفاطمي، وسجاد من قصور الصين، ونسخة نادرة من كتاب «الشاهنامة».

سجادة التنين الصينية

ربما من أجمل قطع السجاد في المزاد، إن لم تكن أجملها، سجادة صفراء اللون تحمل نقوش التنين. تشجعنا خبيرة السجاد بدار «كريستيز»، لويز برودهيرست، على الاقتراب من السجادة ولمسها. تشير إلى أن السجادة نُسِجَت خصوصاً لتلائم قطعة أثاث أو منصة من منصات الجلوس الكبيرة في القصر الإمبراطوري بالمدينة المحرمة؛ حيث كان السجاد جزءاً لا يتجزأ من هندسة القصر، وصُنع بأشكال وأنماط متنوعة لاستيعاب منصة العرش. تُجسّد السجادة الحالية هذا الأمر ببراعة. في الأصل نسجت بتجويف مستطيل مقصود في الربع السفلي الأيمن، الذي كان من شأنه أن يستوعب تشكيلاً معمارياً معيناً أو قطعة أثاث قصر، مثل العرش. وفي مرحلة ما من القرن التاسع عشر، أُعيد نسج هذا الجزء لجعله أكثر قابلية للاستخدام في القرن العشرين. تشير برودهيرست إلى أن السجادة كانت في الأساس باللون الأحمر، ولكن اللون بهت حتى وصل لهذه الدرجة الصفراء.

سجادة التنين الإمبراطوري تعود إلى عهد أسرة مينغ (كريستيز)
سجادة التنين الإمبراطوري تعود إلى عهد أسرة مينغ (كريستيز)

السجادة النادرة للغاية هي إحدى سبع سجادات «تنين» كاملة من عهد أسرة مينغ، موجودة خارج الصين. نعرف أنها نُسجت لقاعات المدينة المحرمة، ولم تكن معروفة في الغرب حتى أوائل القرن العشرين؛ حيث نجح المصور كازوماسا أوغاوا عام 1906 في التقاط صور من داخل القصر تُظهر أن كل الأرضيات الحجرية للقاعات الكبرى كانت تُغطى بالكامل خلال فصل الشتاء بسجاد من هذا النوع تحديداً كان يستخدم للتدفئة.

تُجسّد سجادة التنين التقاليد الصينية في استخدام الرموز والمفردات المتجانسة مثل التنانين والخفافيش والزهور والفراشات (كريستيز)
تُجسّد سجادة التنين التقاليد الصينية في استخدام الرموز والمفردات المتجانسة مثل التنانين والخفافيش والزهور والفراشات (كريستيز)

هذه السجادة هي أبرز ما في مجموعة من 14 سجادة صينية كلاسيكية نادرة من مجموعة هانز كونيغ (1923-2016)، المدير السابق لمتحف الفنون الجميلة الصينية (TEFAF)، وهي من أهم المجموعات من نوعها. وتُجسّد كل سجادة ببراعة التقاليد الصينية في استخدام الرموز والمفردات المتجانسة، مثل التنانين والخفافيش والزهور والفراشات. تقدر قيمتها بما بين 800 ألف ومليون 200 ألف جنيه إسترليني.

شمعدان مملوكي

لا شك في أن القطع النحاسية من العهد المملوكي لها مكانة خاصة في عالم الفن الإسلامي، وهنا في المزاد نرى نموذجاً يعود لأواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر. تشير سارة بلمبلي، رئيسة قسم الفن الإسلامي والهندي بالدار، إلى أن الشمعدان النحاسي المطعم بالفضة صُنع بأمر سيف الدين أسندمور في سوريا.

شمعدان نحاسي مزخرف بالفضة على الطراز المملوكي (كريستيز)
شمعدان نحاسي مزخرف بالفضة على الطراز المملوكي (كريستيز)

تضيف بعض المعلومات عنه قائلةً: «كان يشغل منصب سلحدار، أي حامل سلاح، في الأساس، في البلاط المملوكي. ونحن نعلم أنه كان يقيم في سوريا لفترة طويلة، وأعتقد أيضاً في طرابلس، لكن وجود اسمه ومكان إقامته يشير إلى أن هذا صُنع في سوريا، وليس في مصر».

وتشير التفاصيل المنقوشة على الشمعدان: «لديك هاتان الدائرتان التصويريتان المذهلتان، كلاهما يصوّر نوعاً من مشاهد الصيد، يمكنك أن ترى هنا الصياد بقوس وسهم ممتطياً ظهر حصانه. ويمكننا تبين حيوان ربما يكون أسداً هنا تحت أرجل الحصان. وعلى الجانب الآخر، لديك تصوير لصياد آخر، وشخصية ثانوية قد يكون خادماً أو شيئاً من هذا القبيل، ولكن هذا أمر غير مألوف. في الواقع، لم أرَ مثالاً آخر حيث توجد هذه الشخصية الثانوية بالإضافة إلى الرجل الرئيسي».

لا بدَّ من القول إنَّ التمعن في التفاصيل الدقيقة للنقوشات والكتابات يمنح تلك القطعة القادمة من أعماق التاريخ ألقاً خاصاً يجعلنا نتخيّل صانعها ومالكها واستخدام الصور الفنية الشائعة وقتها. تُقدر قيمتها بما بين 150 ألفاً و200 ألف جنيه إسترليني.

حليٌّ من العصر الفاطمي

في خِزَانَة منفصلة نرى مجموعة من الحليّ الذهبية دقيقة التفاصيل تعود إلى القاهرة، مصر، في القرن الحادي عشر، تقول بلمبلي عن المجموعة: «أعتقد أنها أفضل قطع مجوهرات فاطمية ظهرت في السوق، خصوصاً خلال العشرين عاماً الماضية. تضم قطعة استثنائية لحجمها وأيضاً المعلقات الصغيرة، التي توجد بها زخرفة بالمينا في المنتصف. كانت هذه القطع تُعد ثمينة للغاية؛ ولذلك كانت تُتداول بكثرة في كل أنحاء البحر الأبيض المتوسط. إذَن، لديك تِقْنِيات مماثلة استُخدمت في كل مكان من إسبانيا إلى صقلية، لكنَّ الفاطميين، كالعادة، أبدعوا فيها».

قرط ذهبي من العصر الفاطمي (كريستيز)
قرط ذهبي من العصر الفاطمي (كريستيز)

القطع تزهو بمعدن الذهب الخالص، ويتبادر سؤال إلى الذهن: «هل كانوا يستخدمون الأحجار الكريمة؟». تقول بلمبلي إنَّ الفاطميين ليسوا معروفين باستخدامهم للأحجار الكريمة، فقد «كانوا يستخدمون الذهب ويشكلونه بتقنية الزخرفة الدقيقة، ثم أحياناً، يُطلى بالمينا، مما يُضفي لمسة لونية مميزة».

ملعقة ذهبية من العصر الفاطمي (كريستيز)
ملعقة ذهبية من العصر الفاطمي (كريستيز)

عربة هنديةلأطفال المهراجا

كأنها خارجة من كتب الحكايات والأساطير، تمتد أمامنا عربة فضية اللون غنية بالنقوش، مكتملة بمقصورة وقبة فوقها، مبطنة بالحرير والقطيفة، وهي مجهزة بحصانين فضيين، ويعلوها علم فضي.

عربة فضية اللون مكتملة بمقصورة مجهزة بحصانين فضيين (كريستيز)
عربة فضية اللون مكتملة بمقصورة مجهزة بحصانين فضيين (كريستيز)

ليست عربة ملكية، ولكنها عربة صغيرة الحجم جداً يكاد مقعدها يتسع لطفلين فقط. تشير الخبيرة إلى أن العربة صنعت خُصوصاً لأطفال المهراجا بيكانير. العربة ليست لعبة بل مصممة للاستخدام، حتى إنَّ عجلاتها مزودة بجنوط فولاذية. صُممت هذه العربة لحمل طفلين يرتديان زي كريشنا ورادا، ربما خلال مهرجان راثا ياترا السنوي (مهرجان العربات). تُقدر قيمتها بما بين 80 ألفاً و100 ألف جنيه إسترليني.

قطعة خزفية زرقاء من إيران

في أحد الأركان نرى قطعة خزفية مقتطعة من حائط أو من قوس في أحد المباني، تبدو مألوفة الشكل؛ فمثلها يوجد في أهم متاحف الفن الإسلامي في العالم، وفي «متحف فيكتوريا آند ألبرت» بلندن تحديداً، يوجد القوس الذي كُسرت منه هذه القطعة، والذي نعرف أنه بيع في سبعينات القرن الماضي في ألمانيا. نعرف من بلمبلي أن القطعة تعود إلى إيران في أوائل القرن الرابع عشر، وأن طريقة الرسم اللامع كانت من المهارات السائدة.

قطعة خزفية زرقاء من إيران (كريستيز)
قطعة خزفية زرقاء من إيران (كريستيز)

تشير إلى التفاصيل أسفل القطع في الجزء المقوس الذي كان ظاهراً للعيان: «يمكنك أن ترى أنه من الأسفل مزين أيضاً بنوع جميل من الزخارف العربية. لذا، من المفترض أن يُرى من الأسفل، وكذلك من الأعلى. ألوانه قوية جداً. لكن اللمعان يشبه أكسيد المعدن. رُسِم ولوِّن بتقنية صعبة جداً تتطلب حرق القطعة أكثر من مرة؛ لذا من الصعب جداً إتقانها. لكن المثير للاهتمام أن الحرفيين استخدموها في إيران، وفي مصر في العصر الفاطمي، وأيضاً في العراق في العصر العباسي».

تُقدر قيمتها بما بين 25 ألفاً و35 ألف جنيه إسترليني.

ثلاث سجادات صفوية

من أبرز المعروضات ثلاث سجادات صفوية من أصفهان، كانت في السابق ملكاً للسيناتور الأميركي ويليام أ. كلارك (1839-1925) الذي اشتهر بذوقه الرفيع وثروته الطائلة، وقد اقتنى هذه القطع في زمن كان يُنظر فيه إلى السجاد الفارسي على أنه رمز للفخامة.

المعروف أن السيناتور كلارك شقَّ طريقه في صناعة النحاس في بداية القرن العشرين، وبنى منزلاً ضخماً في مانهاتن زيَّنه بهذه السجادات الصفوية.

تُقدر قيمتها بما بين 80 ألفاً و120 ألف جنيه إسترليني.