هل يعض نادي باريس سان جيرمان أصابعه ندما على تخليه عن الموهوب كينغسلي كومان الذي أصبح «قاتله»؟... المهاجم الذي انتقل الى بايرن ميونيخ في 2015 وتلقبه الجماهير بـ«كينغ-سلاي» (أي الملك القاتل)، بات كسهم اعتاد أن يصيب مرمى ناديه السابق ويحرمه من حلم التتويج الأوروبي!
ها هو الفرنسي الدولي يجد نفسه مجدداً الرجل الذي قد يحرم نادي نشأته من الحلم القاري، بعد أن سجل هدف الفوز لبايرن ميونيخ الألماني (1-0) مساء أول أمس على ملعب بارك دي برانس في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
التاريخ يعيد نفسه للباريسيين، ولكن بطريقة قاسية. قبل ثلاث سنوات في لشبونة، سجل كومان برأسية لا يمكن إيقافها نحو القائم البعيد، ما حرم فريق العاصمة الفرنسية من لقب أوروبي أصبح هاجساً منذ الاستحواذ القطري عام 2011.
وفعلها مرة أخرى، هذه المرة في باريس بالذات بعد أن تابع عرضية من الكندي ألفونسو ديفيز عن الجهة اليسرى، على الطائر منخفضة خاطفة في الشباك مرت تحت يدي الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما.
دياز منح ميلان أفضلية على توتنهام ذهابا (إ.ب.أ)
وهكذا حقق كومان ما بات تقليداً في سان جيرمان، وهو أن يسجل لاعب سابق في صفوفه ضده. لم يكن الفرنسي استثناء من هذه القاعدة حتى لو كان لديه الذوق الرفيع في عدم الاحتفال ضد الفريق الذي نشأ في أكاديميته بين 2004 و2013 العام الذي رُقي إلى الفريق الأول.
وقال بعد المباراة: «إنه أمر خاص بالنسبة لي، إنه النادي الذي نشأت فيه، إنها مدينتي حيث ولدت، من الصعب أن أحتفل لكن في النهاية نحن سعداء بالفوز». وعلق على هدفه قائلا: «إنه شيء نعمل عليه كثيراً في التدريبات... مرر (ديفيز) كرة رائعة حقاً ونجحت في تحويلها في مكان صعب على حارس المرمى».
وعشية المواجهة، أعرب اللاعب البالغ 26 عاماً عن فرحته بالعودة إلى مسقط رأسه، ومشاركته أساسياً على ملعب بارك دي برانس، وهو شرف لم يحصل عليه في مروره القصير كلاعب محترف في نادي العاصمة في موسم 2013-2014 قبل أن ينتقل إلى يوفنتوس الإيطالي ومنه إلى البايرن. وعلّق: «هذه لحظة انتظرتها طيلة مسيرتي».
يأتي الهدف في الوقت المناسب لكومان الذي عاد ليشكل جزءا في التشكيلة الأساسية للمدرب يوليان ناغلسمان في بايرن ميونيخ منذ بداية العام. وبعد عودته من مونديال قطر 2022 محبطاً من التسديدة التي أهدرها خلال ركلات الترجيح في النهائي ضد الأرجنتين، نجح لاعب الجناح في تخطي هذه الانتكاسة والتركيز على ناديه. وسواء لعب على الطرف الأيمن أو الأيسر، وجد كومان الابتسامة وطريقه إلى المرمى مجدداً، بعد أن سجل أربعة أهداف في جميع المسابقات في 2023 حتى الآن.
في عامه الثامن في بايرن ميونيخ، بات كومان عنصراً مهماً في النادي البافاري ولا يبدو مدربه ناوياً للتخلي عن اللاعب الذي ينتهي عقده في يونيو (حزيران) 2027. وقال ناغلسمان قبل أيام: «كينغ لاعب مهم للغاية بالنسبة لي وللنادي وللفريق. إنه لاعب استثنائي وله شخصية استثنائية. من وجهة نظر المدرب، ليس من المنطقي التخلي عنه».
على الجانب الآخر ورغم أن الخسارة أضعفت من حظوظ سان جيرمان في العبور لربع النهائي فإن نجم هجومه كيليان مبابي أكد قدرة فريقه قادر على قلب الأمور في ميونيخ. وقال مبابي الذي دخل كبديل في آخر نصف ساعة وظن أنه حقق التعادل لكن هدفه ألغي بداعي التسلل: «كما قلنا، يجب أن نأخذ الإيجابيات. إنها مواجهة مكونة من مباراتين. لا يمكننا تغيير ما حدث، سنذهب إلى هناك للتأهل. نعلم أن هناك إمكانية جيدة للتأهل، وسنلعب بعزيمة وحماس لتحقيق الهدف المنشود».
وأكد: «إنها ليست عودة. لم يعد هناك قاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين. يجب أن نسجل هدفا وسنكون متساويين، لذلك يجب أن نذهب إلى هناك ونفوز».
ورغم أن قرار مشاركة مبابي جاء اضطراريا بسبب خضوعه لبرنامج طبي للتعافي من إصابة في أوتار الركبة تعرض لها أمام مونبيلييه مطلع الشهر الجاري، فإن المهاجم الواعد ضغط على مدربه كريستوف غالتييه من أجل الدخول، واعترف اللاعب قائلا: «لم يكن من المفترض أن ألعب ولكني أردت الدخول ومساعدة زملائي. فعلنا كل شيء، عملنا ليلا ونهارا لكي أحصل على بعض الوقت. أردت اللعب (من البداية). ولكن في بعض الأحيان يجب أن تكون راضيا بما يمكنك فعله، قدمت كل ما عندي ولم يكن لدي أكثر. الآن يجب أن نواصل ونتعافى بشكل جيد».
وفي المباراة الأخرى بذهاب ثمن النهائي على ملعب سان سيرو، منح هدف الإسباني براهيم دياز نصرا مهما لكن طفيفا لميلان الإيطالي على ضيفه توتنهام الإنجليزي لتبقى المنافسة مفتوحة في لقاء الإياب في لندن بعد ثلاثة أسابيع.
وعاد ميلان، بطل أوروبا سبع مرات، إلى المسابقة القارية الأم للمرة الأولى بعد غياب سبع سنوات بعد تتويجه بطلا لإيطاليا العام الماضي، ونجح في التأهل إلى الأدوار الإقصائية بعد غياب تسعة مواسم.
وقال ستيفانو بيولي مدرب ميلان: «لم يكن من الصعب الإعداد لهذه المباراة من الناحية الخططية مع كل هذه الصراعات لكني سعيد للغاية بأداء اللاعبين. كان بإمكاننا تسجيل الهدف الثاني، سنحت لنا بعض الفرص الواضحة. سعيد بالأداء لكنها مباراة الذهاب والمباراة المقبلة ستكون بالتأكيد أكثر صعوبة».
ويملك ميلان سجلا غير جيد ضد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في السنوات الأخيرة حيث فاز مرة واحدة في 17 مباراة قبل يحرز الثاني في مواجهة فريق المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي.
وقال كونتي مدرب توتنهام: «أتوقع مباراة صعبة أخرى في الإياب. كان يجب علينا التعامل بشكل أفضل مع هدفهم، كانت معركة في أجواء صعبة. دعونا لا ننس أن ميلان فاز بالدوري الإيطالي العام الماضي».