الصومال: مقتل 200 من عناصر «الشباب» خلال أسبوع

إجراءات حكومية مشددة لمنع تمويل «الحركة الإرهابية»

الرئيس الصومالي شيخ محمود خلال مشاركته بندوة على هامش زيارته لإيطاليا (وكالة الصومال الرسمية)
الرئيس الصومالي شيخ محمود خلال مشاركته بندوة على هامش زيارته لإيطاليا (وكالة الصومال الرسمية)
TT

الصومال: مقتل 200 من عناصر «الشباب» خلال أسبوع

الرئيس الصومالي شيخ محمود خلال مشاركته بندوة على هامش زيارته لإيطاليا (وكالة الصومال الرسمية)
الرئيس الصومالي شيخ محمود خلال مشاركته بندوة على هامش زيارته لإيطاليا (وكالة الصومال الرسمية)

بلغت حصيلة العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الصومالي ضد عناصر حركة «الشباب» المتطرفة في ولايات (غلمدغ، وجنوب الغرب، وجوبالاند) 200 قتيل، منذ بداية الأسبوع الحالي، بحسب بيان حكومي.
وقال وزير الإعلام الصومالي داود جامع، في مؤتمر صحافي، اليوم (الأربعاء)، بالعاصمة مقديشو، إن «العمليات العسكرية الكثيفة أدت إلى مصرع نحو 200 عنصر من المتشددين في كل من مناطق: (قيعد) بغلمدغ، و(سبيد) بجنوب الغرب، و(أفمدو) بجوبالاند»، مشيراً إلى أن «قوات الجيش صادرت معدات عسكرية للمتمردين في بعض مناطق القتال».
ومنذ يوليو (تموز) الماضي، يشنّ الجيش الصومالي بالتعاون مع مسلحي العشائر، عملية عسكرية للقضاء على حركة «الشباب»، الموالية لـ«تنظم القاعدة»، ووفق تصريحات رسمية فإن «الحكومة الفيدرالية حققت مكاسب كبيرة» حتى الآن.
ولفت الوزير الصومالي إلى «استجابة الشعب الصومالي لتوجيهات الرئيس حسن شيخ محمود فيما يتعلق بتصفية الخلايا الإرهابية، والعمل على الوقوف بجانب الجيش، وتشجيعه بالنفس والأموال»، وأكد على «مطالبة الجهات المعنية بالأمن للمواطنين الصوماليين بتجنب كل ما من شأنه مساعدة المحسوبين على الإرهاب».
بدورها، أصدرت لجنة مكافحة غسل الأموال ومواجهة تمويل الإرهاب قراراً يلزم كل الشركات العاملة في مجال الحوالة والبناء والعقارات بالتسجيل الفوري، وتجديد الموافقة من الوزارات والهيئات ذات الصلة، ولمدة ثلاثة أسابيع، وفقاً للقوانين المرسومة.
ودعت اللجنة المؤسسات والبنوك وشركات الحوالة، ومكاتب المحامين والموثقين، إلى تقديم تقاريرهم إلى مكتب النائب العام للدولة، والجهات المعنية بالأمن، وفي غضون 24 ساعة.
وحذّرت المواطنين الصوماليين من قيام أي عمل قد يساعد المحسوبين على الإرهاب، خصوصا فيما يتعلق بغسل الأموال، وتمويل المتطرفين.
وشرعت الحكومة الصومالية، وفقاً لقانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في مصادرة أي أصول مرتبطة بميليشيات الخوارج الإرهابية، كما فرضت قيوداً على السفر على أي شخص مرتبط بغسل الأموال، أو تمويل المتشددين.
من جهة أخرى، أشاد الرئيس الصومالي بإعلان الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) إعفاء ديون الصومال البالغة 30 مليون دولار أميركي. كما أشاد خلال زيارته إلى إيطاليا حالياً، بما وصفه بالدور الفعال لكل من السويد، وبلجيكا، وإيطاليا، وألمانيا، لإعفاء ديون الصومال لدى صندوق الأمم المتحدة للتنمية الزراعية، وتأييد المساعي الرامية لاستكمال عملية الإعفاء من الديون.
واعتبر خلال مشاركته في الدورة الـ46 لمجلس إدارة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، أنه من المؤسف بالنسبة للصومال الذي يعتبر بلداً غنياً، أن يجوع شعبه ويحتاج إلى مساعدات طارئة وغذائية في كل عام. وقال إن «وجود (ميليشيات الخوارج) في مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة كان تحدياً كبيراً، ولكن الوضع متغير حالياً، حيث نجح الشعب الصومالي بالتعاون مع الجيش في تحرير بعض المناطق الزراعية، والتي ستصلح من الآن فصاعدا للاستثمار».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».