انفجار يهز فندق يؤوي بعثات دبلوماسية في العاصمة الصومالية

حركة الشباب تعلن مسؤوليتها عن هجوم مقديشو

قوات أمن أمام مبنى فندق «الجزيرة» بعد استهدافه وسط مقديشو أمس (أ.ف.ب)
قوات أمن أمام مبنى فندق «الجزيرة» بعد استهدافه وسط مقديشو أمس (أ.ف.ب)
TT

انفجار يهز فندق يؤوي بعثات دبلوماسية في العاصمة الصومالية

قوات أمن أمام مبنى فندق «الجزيرة» بعد استهدافه وسط مقديشو أمس (أ.ف.ب)
قوات أمن أمام مبنى فندق «الجزيرة» بعد استهدافه وسط مقديشو أمس (أ.ف.ب)

وقع انفجار بعد ظهر أمس في فندق بوسط العاصمة الصومالية مقديشو يؤوي عدة بعثات دبلوماسية ويرتاده أعضاء في الحكومة الصومالية وموظفون أجانب.
وهز انفجار قوي وسط العاصمة وارتفعت فوقه سحابة من الدخان الأسود، وأكدت قوة الاتحاد الأفريقي التي تقاتل حركة الشباب المتطرفة في الصومال أن المبنى المستهدف هو فندق «الجزيرة».
ولم تتضح الحصيلة النهائية لعدد القتلى النهائي بعد الانفجار، ولكن أعلنت وكالة «رويترز» أن 13 شخصا على الأقل قتلوا عندما اقتحم متشدد من حركة الشباب بوابة الفندق بسيارة محملة بالمتفجرات.
وقال شاهد لوكالة «رويترز» إن «بقع الدماء والأشلاء كانت متناثرة في موقع الانفجار الذي استهدف فندق الجزيرة». ودمر الانفجار أربع سيارات قرب موقع الحادث.
وشنت حركة الشباب التي أعلنت مسؤوليتها عن التفجير هجمات متكررة بالقنابل وبالسلاح في العاصمة في سعيها لإسقاط الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب. وتحاول البلاد بدء عملية إعادة البناء بعد عقدين من الصراع والفوضى.
وأفاد الشيخ عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية لحركة الشباب بأن الهجوم يأتي «ردا على الهجمات والقصف بطائرات الهليكوبتر الذي تنفذه قوات أميسوم، والحكومة الصومالية».
وتقاتل قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال المتمردين بالتعاون مع الجيش الصومالي، ودفع هجوم عسكري نفذه الجانبان خلال العام الحالي حركة الشباب للجوء بشكل متزايد إلى جيوب صغيرة من الأراضي. وأكد ضابط الشرطة الرائد نور أوسوبل أن «سيارة ملغومة يقودها انتحاري اقتحم أبواب الفندق وألحق أضرارا بواجهته». وقال ضابط آخر بالشرطة إن «أربعة أشخاص قتلوا»، بينما قال عامل إسعاف إن «ثمانية أشخاص أصيبوا».
وكان فندق الجزيرة قد تعرض في السابق لهجمات مماثلة، وتسبب هجوم أمس في تصاعد عمود من الدخان فوق ساحل العاصمة. وسمع دوي إطلاق نار متقطع بعد قليل من الهجوم.
وقتلت حركة الشباب التي تريد فرض تفسيرها المتشدد في الصومال عضوا بالبرلمان وحارسه الشخصي ومسؤولا بمكتب رئيس الوزراء في هجومين أول من أمس.
ويذكر أن الحركة التي تقود تمردا مسلحا منذ عام 2007 والتي بايعت تنظيم القاعدة، تقاتل الحكومة الصومالية المدعومة من قوة أفريقية «أميصوم» تضم نحو 22 ألف جندي من كينيا وإثيوبيا وبوروندي وأوغندا وجيبوتي.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.