بواخر الوقود ترسو على ميناء المكلا بسلام

أكبر سفينة إغاثية تصل إلى ميناء عدن المحررة

سفينة أرسلتها الأمم المتحدة ورست في ميناء عدن محملة بمواد إغاثية (أ.ف.ب)
سفينة أرسلتها الأمم المتحدة ورست في ميناء عدن محملة بمواد إغاثية (أ.ف.ب)
TT

بواخر الوقود ترسو على ميناء المكلا بسلام

سفينة أرسلتها الأمم المتحدة ورست في ميناء عدن محملة بمواد إغاثية (أ.ف.ب)
سفينة أرسلتها الأمم المتحدة ورست في ميناء عدن محملة بمواد إغاثية (أ.ف.ب)

أعلنت السلطات المحلية في المكلا، رسو بواخر الوقود بسلام في ميناء المدينة التي تعتبر العاصمة الإقليمية لمحافظات حضرموت جنوبي اليمن، في وقت يتزامن معه ارتفاع وتيرة حركة الملاحة البحرية وتزايد وصول ناقلات التجار الحضارم.
وشهدت مدينة عدن المحررة رسو أكبر سفينة إغاثية تصل إلى اليمن، وهي السفينة التي أبحرت إلى اليمن تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي وجه بمساعدات إنسانية عاجلة يستفيد منها، في المناطق الجنوبية كل من: الشيخ عثمان، البريقة، دار سعد، خور مكسر، المعلا، التواهي، وكريتر.
وأبلغ «الشرق الأوسط» عبد العزيز العكبري رئيس لجنة الخدمات في المجلس الأهلي الحضرمي، وهو المجلس المشرف على إدارة مدينة المكلا، أن الحركة الملاحية في الميناء منذ تسلمه من «القاعدة» قبل أكثر من شهرين تسير بصورة طبيعية وبوتيرة متزايدة.
وبحسب العكبري «لا تخلو أرصفة الميناء من الناقلات والبواخر المختلفة والسفن الخشبية التي تنقل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية التي ساهمت كثيرا في تلبية احتياجات السوق المحلية في المحافظة والمحافظات المجاورة».
وأوضح العكبري أن العاملين في مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية يعملون بجهد مضاعف رغم التحديات والصعوبات من أجل خدمة حضرموت والمحافظات المجاورة في ظل هذه المرحلة الاستثنائية الحرجة التي تشهدها البلاد بعد سيطرة الميليشيات الحوثية على الدولة وإدخالها في أتون حروب وصراعات تدور رحاها منذ أشهر.
وبيّن العكبري أن ميناء المكلا ومنذ بداية الأحداث الاستثنائية التي شهدتها المكلا في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي قام بتذليل الصعوبات والمعوقات كافة، وباشر تقديم أوجه التسهيلات الممكنة للتجار ورجال الأعمال والشركات الملاحية.
والمعروف أن إدارة الميناء سعت منذ تسلم المجلس الأهلي لإدارة الميناء إلى طمأنة الشركات الملاحية العالمية بأن ميناء المكلا مستمر في نشاطه الملاحي وفي جاهزية كاملة لاستقبال البواخر بأنواعها المختلفة.
ونوّه رئيس لجنة الخدمات إلى أن خزانات منشآت شركة النفط اليمنية فرع ساحل حضرموت الواقعة في مدينة المكلا بمنطقة خلف تستقبل هذه الأيام شحنة من مادة الديزل تبلغ 15 ألف طن متري على متن ناقلة الديزل (GEMA) القادمة من دولة الإمارات العربية، فيما تتواجد في الرصيفين رقم 1 و2 الكثير من السفن الخشبية القادمة من دول الخليج العربي والصومال وتحمل على متنها المواد الغذائية المتنوعة ومواد إغاثة وغيرها، ومن المتوقع أن تصل خلال الساعات المقبلة ناقلة بترول قادمة من دولة الإمارات العربية.
في هذه الأثناء، جرى الإعلان أمس عن وصول سفينة درب الخير، وهي أكبر سفينة إغاثية تصل إلى اليمن منذ بدء عمليات العمليات العسكرية لتحرير اليمن في مارس (آذار) الماضي.
ويأتي وصول سفينة درب الخير إلى ميناء عدن جنوبي اليمن تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي نفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وأكد رأفت الصباغ المتحدث الرسمي للمركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية أن السفينة تحمل على متنها 3540 طنا من المواد الغذائية والطبية، شملت 100 ألف سلة غذائية بوزن 3000 طن، و450 طنا من التمور، إضافة إلى 90 طنا من المستلزمات الطبية.
وأوضح الصباغ أن المديريات التي ستستفيد من المساعدات هي المنصورة، الشيخ عثمان، البريقة، دار سعد، خور مكسر، المعلا، التواهي، وكريتر.
ويذكر أن سفينة درب الخير هي جزء من منظومة متكاملة لقوافل وجسور إغاثية ومساعدات إنسانية بحرية وبرية وجوية وجزء من البرامج التي ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».