«يرحلون» بعدسة الـ«موبايل» لم تلغِ مشاعر الغربة

معرض يسرد قرار التخلي عن أرض الوطن في صور

قمر السخن أمام إحدى لوحاتها في المعرض (الشرق الأوسط)
قمر السخن أمام إحدى لوحاتها في المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«يرحلون» بعدسة الـ«موبايل» لم تلغِ مشاعر الغربة

قمر السخن أمام إحدى لوحاتها في المعرض (الشرق الأوسط)
قمر السخن أمام إحدى لوحاتها في المعرض (الشرق الأوسط)

تختلف الآراء حول ظاهرة التصوير بعدسة الجهاز المحمول، فيعدّها المصورون المحترفون بأنها تشوه هذا الفن، فيما يرى فيها هواة الصورة الفوتوغرافية الوسيلة الأسرع لحفظ لحظات نعيشها بحلوها ومرّها.
أما المصورة قمر السخن، التي افتتحت مؤخراً معرضها الفوتوغرافي «يرحلون» في غاليري «أكسود» في الأشرفية، فتملك رأياً آخر: «الصورة وبأي وسيلة التقطت لا تغير من المشاعر التي تزودنا بها». فقمر، التي تعمل منظمة رحلات فنية سياحية في جميع المناطق اللبنانية، تهوى هذا الفن منذ صغرها. وأسهمت طبيعة مهنتها في ممارستها بشكل واسع. فالمشاهد التي تلتقطها في أنفة أو عكار والبترون وبيروت وفي جنوب لبنان، تدفعها بين وقت وآخر للتوقف أمام جماليتها.
ولأن كاميرا التصوير لا تتوفر معها بشكل دائم لجأت قمر إلى تليفونها المحمول. فبالنسبة لها المشهد الذي يحاكيها ويلامس مشاعرها يمكن أيضاً أن تنقله عبر هذه العدسة الموجودة في ماكينة اتصال منمنمة. وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «جميع هذه اللوحات صورتها بجهازي المحمول، ولذلك ترينها بأحجام صغيرة كي لا تضيع مقاييس دقتها. وأنا مقتنعة بأن الوسيلة التي نلتقط بها الصورة ليست مهمة بقدر الإحساس التي تمدنا به. فعندما نستطيع أن نرى خطوط الصورة بهذه الدقة ويكون لديها القدرة على ملامسة أحاسيسنا نكون قد أصبنا الهدف».
15 لوحة تؤلف مجموعة الصور الفوتوغرافية التي تعرضها قمر تحت عناوين تحكي عن الرحيل في حالات مختلفة. فللرحيل أسباب كثيرة بينها «الهروب»، و«الحب»، و«اللجوء»، و«الوحدة» و«المستقبل» وغيرها. وجميعها تناولتها قمر السخن في لوحاتها في غاليري «أكسود» في أول تجربة لها بمجال المعارض الفنية.
لماذا «يرحلون»؟ توضح في سياق حديثها: «لأن هذه الفكرة تسكننا اليوم، في ظل ظروف قاسية نعيشها. جميعنا راودتنا هذه الفكرة من دون استثناء. ورغبت في الإضاءة عليها من وجهة نظري وبعدستي، لأنقل معها قساوة الغربة التي تسكننا حتى ونحن في وطننا».
حكايات وقصص ترويها قمر بعدستها، وقد وزعتها في المعرض على مراحل رتبتها حسب أولويتها. «إنها مراحل يمر بها من يتخذ هذا القرار منذ أن تراوده الفكرة إلى حين تحديد الوجهة التي يقصدها. وقد وزعتها حسب أولويتها في المعرض بحيث يستوعب ناظرها القصة التي أرويها له».
تبرز قمر في أعمالها هذا الصراع الذي يسكن صاحب قرار الرحيل، راكنة إلى لعبة الضوء تارة، والأسود والأبيض تارة أخرى. «جميع صوري التقطتها في النهار، لذا ترينها مضاءة بأشعة الشمس. فمعها تبرز خطوط الصورة بجودة أفضل، وفي الوقت نفسه أشير من خلالها إلى الأمل».
قمر المتخصصة في الإخراج وتعمل في مجال الإنتاج السينمائي، تُعدّ التصوير شغفها. «وأنا أرتب معرضي تساءلت عن مدى تقبله من أشخاص يعتبرون هذا النوع من التصوير غير محترف. فوجدت أن حب وشغف التصوير لا يتغير من خلال طبيعة الوسيلة المنفذة به. كما أنني لم أفكر مسبقاً بأن هذه الصور ستؤلف معرضاً عندما التقطتها. ولكن وبعدما اكتشفت أنها تترجم مشاعر كثيرة داخلي، ولا تختلف بوقعها على مشاهدها عن أي صورة أخرى أكثر حرفية، قررت نشرها».
صور التقطتها منذ 3 سنوات، وأخرى لا يزيد عمرها عن أشهر قليلة، تحدثت فيها قمر عن وجوه الرحيل. «يمكن أن يكون فيزيائياً ونفسياً وواقعياً، وغالبيتها تناولتها في كادرات تتراوح بين السماء والبحر. فالأفق بينهما واسع، ونستطيع أن نحلق عالياً بينهما في أي قرار نتخذه».
في صورة «المستقبل» تحكي قمر عن عملية البحث عن مستقبل أفضل. وفي لوحة «مهرب» تؤكد أن المخرج مهما كان ضيقاً وبسيطاً، فالأهم أن نكتشفه. وفي لوحة «حب» تبسط قمر الأمور ضمن نافذة مضاءة بنور الشمس، فتعكس كل الإيجابية بحضور الرجاء في حياتنا.
معرض «يرحلون»، الذي يحاكي واقعاً يعيشه الكثير من اللبنانيين يبرز هذا الصراع الصعب في اتخاذ القرار الصائب. وتختم قمر السخن: «هل نبقى؟ أم نرحل؟ سؤالان نطرحهما على أنفسنا في كل مرة نواجه مراحل صعبة وقاسية في حياتنا. كثيرون منا يحاولون التشبث بأرض الوطن وأنا واحدة منهم. ولكن الغموض يتحكم في قرارنا، هذا لأن القدر لنا بالمرصاد، ولا نعرف حقيقة ما إذا كان الرحيل هو الحل؟ أم أنه سيضعنا أمام مواجهات حياتية أخرى قد تحمل معاناة أكبر».



الهلال يعرض 20 مليوناً راتباً لباريلا... واللاعب يرفض

لاعب وسط إنتر ميلان نيكولو باريلا (أ.ف.ب)
لاعب وسط إنتر ميلان نيكولو باريلا (أ.ف.ب)
TT

الهلال يعرض 20 مليوناً راتباً لباريلا... واللاعب يرفض

لاعب وسط إنتر ميلان نيكولو باريلا (أ.ف.ب)
لاعب وسط إنتر ميلان نيكولو باريلا (أ.ف.ب)

ذكرت تقارير صحافية أن لاعب وسط إنتر ميلان نيكولو باريلا رفض راتباً سنوياً بقيمة 20 مليون يورو من الهلال، مفضلاً مواصلة مسيرته الناجحة في كرة القدم الأوروبية.

يبحث الهلال، حامل لقب الدوري السعودي للمحترفين، عن تعزيز خط الوسط بلاعبين رفيع المستوى خلال فترة الانتقالات الشتوية. وعلى الرغم من احتلاله المركز الثاني بعد 11 جولة، بفارق نقطتين فقط عن متصدر الدوري الاتحاد، إلا أن النادي السعودي حريص على تعزيز فريقه بنجم أوروبي، وكان الهدف نيكولو باريلا، الدولي الإيطالي البالغ من العمر 27 عاماً واللاعب الرئيسي لإنتر.

وفقاً لتقارير من إيطاليا، أوردها موقع «نغومانيا» الرياضي، فقد عرض الهلال على ممثلي باريلا عقداً بقيمة 20 مليون يورو سنوياً، على أمل جذب لاعب الوسط إلى الدوري السعودي. ومع ذلك، رفض باريلا الاقتراح، مشيراً إلى نيته البقاء مع إنتر؛ حيث يستمتع بلعب دوري أبطال أوروبا بانتظام ويتنافس على الألقاب.

أوضح باريلا أنه يريد الاستمرار في القتال من أجل الألقاب في أوروبا بدلاً من الحصول على صفقة مربحة في مكان آخر. يظل لاعب الوسط جزءاً مهماً من طموحات إنتر، مع اهتمام العديد من الأندية الكبرى في جميع أنحاء أوروبا.

يحتل إنتر حالياً المركز الثالث في ترتيب الدوري الإيطالي، متخلفاً عن المتصدر نابولي بـ4 نقاط. ومع ذلك، لعب نابولي مباراتين أكثر من إنتر. يحتل أتالانتا المركز الثاني، بفارق نقطة واحدة فقط، بعد أن لعب مباراة إضافية أيضاً. المباراة المقبلة لإنتر هي مباراة خارج أرضه ضد فينيسيا يوم الأحد؛ حيث سيحاولون سد الفجوة في صدارة الجدول. ويعتبر نيكولو باريلا، أحد خريجي أكاديمية كالياري، ودافع عن ألوان فريق كومو، قبل أن ينضم إلى إنتر بشكل دائم في عام 2020 مقابل 35 مليون يورو، بعد أن لعب في البداية على سبيل الإعارة. ومنذ ذلك الحين، أصبح شخصية محورية في خط وسط إنتر وساعد النادي في سعيه لتحقيق المجد المحلي والدولي؛ حيث لعب 256 مباراة بقميص «النيراتزوري»، سجل فيها 25 هدفاً في كل المسابقات؛ حيث أحرز لقبين في الدوري الإيطالي، بالإضافة إلى 5 ألقاب كؤوس متنوعة. كما لعب مباراته الدولية الأولى بقميص «الأتزوري» في عام 2018؛ حيث لعب منذ ذلك الحين 59 مباراة دولية سجل فيها 10 أهداف، وكان حاضراً في حملة إيطاليا لحصد لقب كأس الأمم الأوروبية 2020.