بنعمر يبحث مع مندوبي «التعاون» بمجلس الأمن الوضع في اليمن

غارات جوية على مواقع «القاعدة» بأبين

بنعمر يبحث مع مندوبي «التعاون» بمجلس الأمن الوضع في اليمن
TT

بنعمر يبحث مع مندوبي «التعاون» بمجلس الأمن الوضع في اليمن

بنعمر يبحث مع مندوبي «التعاون» بمجلس الأمن الوضع في اليمن

أجرى المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر، مباحثات في نيويورك مع المندوبين الدائمين لدول مجلس التعاون الخليجي لدى الأمم المتحدة، وحسب بيان صادر عن مكتب بنعمر اتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، فإن اللقاء يأتي «في إطار مشاوراته المستمرة مع دول المجلس»، حيث تحدث المبعوث الأممي عن «مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وفصّل المهام المتبقية بموجب المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية، مثنيا على دور مجلس التعاون في دعم العملية السياسية في اليمن».
ميدانيا، أعلنت مصادر أمنية يمنية، أمس، عن ضبط شحنة أسلحة في ميناء المخاء على البحر الأحمر، في الوقت الذي نفذ الطيران الحربي اليمني سلسلة من الغارات على مواقع مفترضة لتنظيم القاعدة في جنوب البلاد.
وقالت مصادر أمنية إن أجهزة الأمن في ميناء المخاء بمحافظة تعز على البحر الأحمر تمكنت من ضبط شحنة أسلحة على متن سفينة كانت قادمة من جيبوتي، وأشارت المصادر إلى أن الأسلحة كانت مخبأة في شحنة إطارات سيارات، باشرت أجهزة الأمن التحقيق في الحادث، في الوقت الذي رأس محافظ تعز، شوق هائل سعيد، اجتماعا للجنة الأمنية في المحافظة للوقوف على الأوضاع الأمنية المتداعية في المحافظة، ويأتي ضبط هذه الشحنة في الوقت الذي تزايدت فيه عمليات تهريب الأسلحة إلى اليمن.
على صعيد آخر، شن الطيران الحربي اليمني سلسلة من الغارات الجوية على مواقع مفترضة لعناصر تنظيم القاعدة أو من يسمون أنفسهم «أنصار الشريعة»، في منطقة المحفد بمحافظة أبين، حيث ينشط التنظيم هناك بصورة كبيرة، وينفذ سلسلة من العمليات الإرهابية ضد ضباط أجهزة الأمن والمارة في الطرقات الطويلة.
وتزامنت الغارات مع اعتقال ميليشيا اللجان الشعبية التي تساند القوات الحكومية في محاربة «القاعدة» أحد عناصر التنظيم، وحسب مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية «قالت الشرطة في زنجبار (عاصمة أبين) إن عنصر (القاعدة) الذي قبض عليه في مبنى المجمع الحكومي يدعى السلال أياد عبد الله، وهو من أهالي منطقة جعار بمديرية خنفر، وقبضت عليه اللجان الشعبية بالتعاون مع أفراد الشرطة وأمن الطرق المكلفين بحراسة المجمع الحكومي، وجرى التحفظ عليه لإكمال الإجراءات القانونية».
من ناحية أخرى، صعدت أجهزة الأمن في محافظة عمران (شمال صنعاء) من إجراءاتها الأمنية في ظل النشاط المحموم لميليشيا الحوثيين في المحافظة، رغم التوصل إلى هدنة بين الحوثيين ورجال القبائل الموالية لأسرة آل الأحمر.
وقتل أمس، مواطنان برصاص مسلحين يتبعون جماعة الحوثي، في حين عقدت اللجنة الأمنية والعسكرية بالمحافظة اجتماعا ناقش «الإجراءات الحازمة لمنع أي مظاهر مسلحة في عاصمة المحافظة»، وأكد الاجتماع على «مواصلة حملات التفتيش في النقاط الأمنية المستحدثة والثابتة على كافة المركبات الداخلة والخارجة من وإلى مركز المحافظة وكذا مواصلة التحلي باليقظة الأمنية العالية والجاهزية لمواجهة أي طارئ يخل بالأمن والاستقرار»، إضافة إلى التأكيد على «مواصلة جهود حفظ الأمن والاستقرار والإجراءات المتخذة لتعزيزه».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.