اعترف رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريجوجين، في مقابلة نادرة نشرت الجمعة، بأن القوات الروسية تواجه مقاومة شرسة من المدافعين الأوكرانيين عن مدينة باخموت الاستراتيجية، التي قال إنه من المهم جداً لروسيا استردادها والسيطرة عليها للمضي قدماً في حملتها، في الوقت الذي انتقد فيه القيادة العسكرية الروسية وبعض المسؤولين المتنفذين. وأضاف، في مقابلة أجراها معه مراسل عسكري روسي، أن على روسيا أن تضع أهدافاً واضحة في حملتها المستمرة منذ ما يقرب من عام، ويتمثل ذلك في ترسيخ وجودها بقوة في شرق أوكرانيا أو المضي قدماً للاستيلاء على المزيد من الأراضي.
واجتاحت القوات الروسية أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، بعد ثماني سنوات من ضمها لشبه جزيرة القرم، واستولى وكلاؤها على مساحات شاسعة من الأراضي في شرق أوكرانيا تطلق عليها «الجمهوريات الشعبية» في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
ولعبت قوات «فاغنر» دوراً كبيراً لا سيما الشهر الماضي في السيطرة على بلدة سوليدار الواقعة خارج باخموت، التي شهدت شهوراً من القتال والقصف. وقال بريجوجين: «هناك حاجة (للسيطرة على) باخموت حتى تتمكن قواتنا من العمل بشكل مريح».
وأطلقت روسيا أكبر وابل من الهجمات الصاروخية ضد أوكرانيا حتى الآن هذا العام، بعد يوم من إكمال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زيارة إلى عواصم أوروبية، حيث طلب المزيد من الأسلحة، لمواجهة الغزو الروسي.
ورفضت رومانيا ادعاء من قبل القائد الأعلى لأوكرانيا بأن صاروخين من نوع «كروز» روسيين، عبرا المجال الجوي للعضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو). من جهتها، قامت مولدافيا، الجمهورية السوفياتية السابقة التي نددت، الخميس، بأنشطة روسية «لزعزعة الاستقرار» فيها، باستدعاء السفير الروسي احتجاجاً على «انتهاك غير مقبول» لمجالها الجوي.
وتأتي عمليات القصف الروسية الجديدة على أوكرانيا بعد قيام الرئيس فولوديمير زيلينسكي بجولة أوروبية زار خلالها لندن وباريس وبروكسل لحث حلفائه الأوروبيين على إمداده بصواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة.
وكانت كييف قد أعلنت أن القوات الروسية استخدمت 71 صاروخاً مجنحاً في هجومها الصاروخي الكبير على أوكرانيا، تم اعتراض 61 صاروخاً منها. وقالت هيئة الأركان المشتركة الأوكرانية، في تقريرها المسائي عن الوضع الميداني، إنه تم إطلاق الصواريخ المجنحة من سفن وطائرات روسية. وإضافة إلى ذلك ووفقاً لرواية أولية، أطلقت روسيا 29 صاروخاً لنظام «إس 300» والمصمم فعلياً للدفاع الجوي، على أهداف أرضية في أوكرانيا. وأضافت كييف أن هدف الهجمات كان البنية التحتية مجدداً.
وتسببت الهجمات الصاروخية الروسية الأخيرة على أوكرانيا في حدوث أضرار كبيرة لنظام الطاقة، وفقاً لشركة «أوكرينيرهو» المشغلة لشبكة الكهرباء الوطنية. وقال الرئيس التنفيذي للشركة فلوديمير كودريتسكي، للتلفزيون الأوكراني، إن الصواريخ ضربت محطات للطاقة الحرارية والكهرومائية، وأشار إلى أن الوضع صعب للغاية في إقليم خاركيف. وقال كودريتسكي إن الهجوم تسبب في عرقلة خطط أوكرانيا لاستعادة إمدادات الكهرباء، مضيفاً: «ولكن مجدداً، لم تحدث كارثة». وأوضح أن نظام الكهرباء في أوكرانيا لم يتعرض للتدمير بسبب الموجة الـ14 للهجمات الروسية منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
من جانبها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن محطتي ريفن وجنوب أوكرانيا النوويتين اضطرتا إلى خفض الإنتاج بسبب عدم استقرار الشبكة. وتم إغلاق أحد المفاعلات في محطة خميلينتسكي للطاقة النووية.
وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على «تويتر»: «كفى كلاماً وتردداً سياسياً»، وحضّ حلفاء أوكرانيا على اتخاذ «قرارات أساسية سريعة» بشأن تسليم أوكرانيا أسلحة قوية، فيما دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى التروي في المناقشات الخاصة بتوريد أسلحة ثقيلة. وقالت بيربوك، في تصريحات لصحيفة «تاجس شبيغل» الألمانية الصادرة أمس (السبت)، إن الأمر يتعلق بـ«قرارات صعبة... الأمر لا يدور حول لعبة، بل عتاد حربي ثقيل»، مؤكدة أن من المهم «التمعن بدقة دائماً» في الأمر، والتفكير في الوقت نفسه فيما «سيحدث إذا لم تستطع أوكرانيا الدفاع عن نفسها».
وفي معرض رد الوزيرة على سؤال بشأن النقاش المتعلق بإمكانية تسليم طائرات مقاتلة لأوكرانيا، قالت بيربوك: «هذا ليس نقاشاً نجريه»، مضيفة أن من المهم أن يتم بشكل سريع تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها حتى الآن.
وثار الجدل حول توريد طائرات مقاتلة لأوكرانيا في أعقاب قرار الكثير من الدول الغربية بتوريد دبابات قتالية لكييف في ظل الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل مساء الجمعة، إن هذا «ليس موضوعاً للنقاش». ورداً على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية، أكدت وفود أخرى أن رئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيجر تطرق في إطار مجموعة كبيرة إلى إمكانية تسليم طائرات مقاتلة لأوكرانيا.
وفي نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، دعت بيربوك إلى تماسك الحلفاء في الغرب، وقالت: «نخوض حرباً ضد روسيا وليس ضد بعضنا». وقد أثار هذا التصريح ضجة وانتقادات كبيرة داخل مجلس أوروبا في ستراسبورغ، قبل أن توضح وزارة الخارجية أن بيربوك لا تعني مشاركة ألمانيا أو حلفائها في الحرب. وفي مقابلة مع «تاجس شبيغل»، طلبت بيربوك تفهم الأمر، وقالت: «هناك قول مأثور: إذا لم ترتكب أخطاء، فأنت لا تعيش». بدوره، أنهى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زيارته لأوروبا بانطباع إيجابي. وقال في رسالته المصورة مساء الجمعة: «لندن وباريس وبروكسل، في كل مكان، تحدثت في تلك الأيام عن كيفية تعزيز قواتنا». وقال: «هناك اتفاقيات مهمة للغاية وتلقينا إشارات جيدة». وقال إن ذلك انطبق على الدبابات والصواريخ بعيدة المدى. غير أنه أضاف أن هناك الكثير للقيام به بشأن تأمين طائرات مقاتلة لقواته في المستوى التالي من التعاون. وفي لندن، قال إنه لمس أن بريطانيا تريد حقاً أن تنتصر أوكرانيا على الغزو الروسي. وقال إن الاجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس كان مهماً لتبادل الآراء. وتعهد زيلينسكي لشعبه بأنه «سيكون هناك المزيد من الدعم». ووصف زياراته للقمة الأوروبية والبرلمان الأوروبي بأنها «بداية لمرحلة جديدة». وقال إنه في هذه المرحلة الجديدة من التعاون، لم تعد أوكرانيا ضيفة على المؤسسات الأوروبية، بل هي عضو كامل العضوية بالاتحاد الأوروبي.
وقبيل أيام من الذكرى الأولى للاجتياح الروسي لأوكرانيا، يزور الرئيس الأميركي جو بايدن بولندا من 20 إلى 22 فبراير، وفق ما أعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار. وأوضحت جان بيار أن بايدن سيلتقي في إطار الزيارة نظيره البولندي أندريه دودا «للتحدث عن تعاوننا الثنائي وجهودنا المشتركة دعماً لأوكرانيا وتعزيزاً لقدرات الردع في حلف شمال الأطلسي». وأضافت أن بايدن سيلتقي مع ممثلين آخرين لدول أوروبا الشرقية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. وذكرت أن من المقرر إلقاء بايدن خطاباً بمناسبة الذكرى الأولى للحرب. وقالت إن الخطاب سيتناول دعم الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا.
في الأسابيع الأخيرة كانت هناك تكهنات بأن بايدن يمكن أن يجمع بين رحلة إلى بولندا وزيارة إلى أوكرانيا. وعندما سُئل البيت الأبيض عن ذلك، لم يقدم أي معلومات، وأكد أنه لا توجد محطات أخرى في الرحلة يمكن الإعلان عنها في الوقت الحالي.
وأغلقت بولندا إحدى نقاط العبور الحدودية الثلاث مع بيلاروسيا، الجمعة، فيما أشار رئيس الوزراء البولندي إلى قيود جديدة بسبب «التوترات المتزايدة» مع مينسك. وأُغلق معبر بوبروونيكي الحدودي ظهراً بالتوقيت المحلي.
من جهتها، اكتفت وزارة الداخلية البولندية بالقول إن «أمن البلاد» هو سبب إغلاق هذه النقطة الحدودية، وأنها ستبقى مغلقة حتى إشعار آخر. وبحسب رئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي، لا يمكن استبعاد عمليات إغلاق إضافية.
وقال لصحافيين في بروكسل: «السبب أن هناك توترات متزايدة مع بيلاروسيا يستغلها الروس والكرملين». وجاء هذا القرار غداة إصدار محكمة بيلاروسية حكماً على الصحافي البولندي - البيلاروسي أندريه بوكزوبوت بالسجن ثماني سنوات بسبب تقاريره المناهضة لنظام مينسك حليف موسكو. وعقب الحكم الذي وصفه مورافيتسكي بأنه «غير إنساني»، قالت وارسو إنها ستوسع نطاق عقوباتها ضد بيلاروسيا. وقال وزير الداخلية البولندي ماريوش كامينسكي حينها إنه ستتم إضافة «المسؤولين عن الإجراءات القمعية ضد البولنديين في بيلاروسيا» إلى قائمة العقوبات السارية. وغالباً ما تعتبر مينسك وارسو مصدر تهديد في وقت أصبحت فيه بولندا ملجأ لبيلاروسيين منفيين.
«فاغنر» تعترف بمواجهة مقاومة أوكرانية قوية في باخموت
زيلينسكي يصف جولته الأوروبية بأنها بداية لعهد جديد... وبايدن يتوجه إلى وارسو في الذكرى الأولى للحرب
«فاغنر» تعترف بمواجهة مقاومة أوكرانية قوية في باخموت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة