أكد فيصل البدين مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أن مهمته الحالية مع «الأخضر» غير محددة بوقت معين، معتبرا إياها أداء واجب إلى حين اتخاذ اتحاد كرة القدم قراره النهائي بالتعاقد مع جهاز فني أجنبي جديد لقيادة المنتخب خلال الفترة المقبلة.
وبيّن البدين أن عقده مع الاتحاد السعودي كان واضحا بحيث يتم تكوين فريق عمل لأداء مهام في الاتحاد السعودي سواء بقيادة المنتخب الأول أو منتخبات الفئات السنية الأخرى، وأنه غير قلق أبدا من إنهاء مهمته بشكل عاجل من المنتخب الأول الذي بدأ مشواره في التصفيات المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 بالفوز على المنتخب الفلسطيني، مؤكدا أنه فخور بالعمل لمصلحة الكرة السعودية بغض النظر عن موقعه.
ونفى البدين بشدة أن يكون قد تعرض لضغوط من أي نوع كان من أجل اختيار لاعب أو أكثر للمنتخب الأول أو إشراك لاعب أساسيا بدلا من زميل آخر، مشددا على أنه لم يتعرض لهذا الأمر، وبكل تأكيد لن يقبل أن يفرض عليه مثل ذلك بكونه المسؤول الأول عن القائمة التي يختارها والتشكيلة التي يضع الثقة فيها.
البدين اعترف في المقابل بوجود ضغوط إعلامية وجماهيرية لضم لاعب واستبعاد آخر، إلا أنه وضع ذلك في خانة الأمر الطبيعي الذي يمكن أن يتعرض له أي مدرب في كل الظروف، فلا يمكن أن يقتنع الجميع بعمل شخص أو مجموعة مهما تكن المنجزات، والاختلاف والنقد من طبع البشر ولذا من الخطأ أن يتم التأثر نفسيا بهذه الخلافات وإلغاء قناعات راسخة لإرضاء فئة عن أخرى.
البدين أشاد كذلك بالاتحاد السعودي لكرة القدم بكونه منح الثقة الكاملة له وللجهاز الفني لقيادة المنتخب في المرحلة الصعبة ومنحه الثقة الكاملة لاتخاذ القرارات التي يراها مناسبة دون أي تدخل بأي شكل من الأشكال، مبينا أن الثقة التي منحت له بلا حدود إلى درجة أنه لم يطلب منه خطة محددة تعتمد على تجديد المنتخب أو استدعاء الأسماء اللامعة، وهذا نابع من الثقة التي نالها بكونه مدربا ليس جديدا على الساحة.
وأفصح المدرب البدين عن كثير من الأمور التي تهم الشارع الرياضي السعودي في حواره الخاص لـ«الشرق الأوسط» فكان التالي:
* بداية، كيف ترى الفترة التي توليت فيها قيادة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، والتي تضمنت خوض أولى المباريات في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، وكأس آسيا 2019، حيث كانت البداية بفوز يعتبر صعبا على المنتخب الفلسطيني؟
- أعتقد أن الفترة التي توليت فيها قيادة المنتخب السعودي الأول كانت إيجابية جدا، خصوصا أن الظرف الزمني الذي توليت فيه المهمة واختيار اللاعبين وتجميعهم كان في نهاية الموسم الرياضي، وبكل تأكيد يصل اللاعبون في هذه الفترة إلى درجة كبيرة من الإرهاق والتشبع كون الموسم كان طويلا ومرهقا على جميع الأندية وخصوصا الكبيرة والمنافسة والتي تضم السواد الأعظم من النجوم البارزين، وكان هناك استدعاء للاعبين في المعسكر، ولكنّ اللاعبين المنتمين إلى الهلال والنصر لم يتمكنوا من الانتظام في المعسكر منذ البداية نتيجة ارتباطاتهم مع أنديتهم، ويعني غياب لاعبي الهلال والنصر عن المنتخب أنك تفقد قرابة 13 عنصرا مؤثرا، وهذا بلا شك له أثر سلبي، وبعد أن اكتملت صفوف المنتخب خلال المعسكر كان الوقت ضيقا جدا قبل خوض المباراة الأولى ضد المنتخب الفلسطيني، ولذا أعتقد أن الفترة التي سبقت مواجهة منتخب فلسطين كانت صعبة جدا واستثنائية جدا، فالإرهاق وتأخر اكتمال كل العناصر وغيرها من المعطيات التي لم تكن في صالحنا أثرت على النتيجة الصعبة، ولكن الحمد لله أن الأهم وهو الفوز تحقق، وهذا أمر إيجابي جدا، وخصوصا في بداية أي مشوار، حيث تكون الصعوبات كثيرة والحسابات مختلفة، وكل منتخب مهما يكن وضعه (تاريخيا) يسعى إلى أن يحقق إنجازا في أي تحدٍّ جديد يخوضه.
صحيح فزنا بصعوبة على المنتخب الفلسطيني وبهدف الدقائق الأخيرة ولكن كان بالإمكان أن نحقق فوزا أسهل مما حصل، وأعود وأقول إن الأهم في نهاية الأمر أن الفوز تحقق وبعدها يمكن النقاش عن الأخطاء التي حصلت والسعي لمعالجتها حتى لا تتكرر في المستقبل، خصوصا أن المشوار في التصفيات طويل وشاق.
* راقبت تقريبا جميع منتخبات المجموعة وفي مقدمتها الإمارات وفلسطين وبقية المنتخبات، هل تعتقد أن المشوار سيكون صعبا؟
- كل مشوار في أي بطولة ومنافسة سواء كانت تصفيات ذهاب وإياب أو تجمع تكون صعبة، لا يمكن أن يكون هناك استحضار للتاريخ والتساهل بالمنافسين مهما تكن أسماؤهم وتاريخهم، بكل تأكيد المجموعة صعبة، فالمنتخب الإماراتي كما يعلم الجميع متطور ووصل إلى مرحلة متقدمة جدا في نهائيات كأس آسيا الأخيرة في أستراليا وأقصى منتخبات عملاقة في القارة مثل المنتخب الياباني، وهو من منتخبات النخبة حاليا في آسيا وليس على مستوى الخليج نتيجة الاستقرار الكبير الذي عليه منذ سنوات من حيث الأجهزة الفنية والإدارية والتصعيد المدروس للاعبين، وهذا ما خلق انسجاما كبيرا في هذا المنتخب، كما أن المنتخب الفلسطيني متطور وشارك للمرة الأولى في نهائيات كأس آسيا الأخيرة حينما حقق لقب بطولة التحدي للمنتخبات الطموحة في آسيا قبل عام، وكذلك لا يمكن الاستهانة بمنتخبات ماليزيا وتيمور الشرقية، وخصوصا أن الأخيرة أحرجت الإمارات كثيرا رغم التعرض للخسارة، وفلسطين أيضا عادت للتألق أمام ماليزيا، ويتوجب أن يكون هناك احترام للمنتخبات حتى يمكن أن يتحقق المراد وهو عبور هذه المجموعة إلى الأدوار اللاحقة في التصفيات وفي كرة القدم احترام الفريق المقابل مهما يكن اسمه هو الأساس لأي نتيجة إيجابية.
* هل المنتخب السعودي بعناصره الحالية قادر على تجاوز هذه المجموعة وعدم التعرض لنكسة كما حصل في عدد من المنافسات في السنوات الأخيرة؟
- بكل تأكيد يجب أن نضع الثقة في المنتخب السعودي ونعزز معنويات لاعبينا، والكرة السعودية بها مجموعة كبيرة من اللاعبين البارزين ويمكن أن يقدموا العطاءات الفنية العالية التي تجعلهم قادرين على تجاوز أي مصاعب، وبالعمل والتكاتف والثقة سيتحقق الهدف المطلوب وهو عبور التصفيات الحالية ومن ثم التفكير في المواصلة نحو الإنجاز، العمل يجب أن يكون تكامليا والثقة يجب أن يعززها الجميع، فالأمر يعني جميع السعوديين ولا أعتقد أن هناك سعوديا محبا لمصلحة الكرة السعودية لا يهمه أن يكون المنتخب في أفضل حال، فعند الوصول إلى الأخضر الكبير تتوحد الشعارات لتتحول إلى اللونين الأخضر والأبيض.
* كان هناك حديث لمدرب المنتخب السعودي السابق الإسباني لوبيز كارو لـ«الشرق الأوسط» قبل كأس الخليج الماضية بالرياض بأقل من شهر، وقال بالحرف الواحد: «هناك لاعبون نجوم في أنديتهم ولكنهم في المنتخب يخذلونني، بكونهم لا يقدمون نفس العطاء الفني مع المنتخب كما هو الحال مع فرقهم». هل توافق لوبيز في هذا الكلام؟
- لا، لا يمكن أوافقه تماما على هذا الرأي بكل التفاصيل المذكورة، هو رأي يخص المدرب لوبيز، يجب أن تحترمه، ولكن أنا في رأيي أن بعض اللاعبين يبرزون في أنديتهم أكثر من المنتخب لأنهم قد يكونون النجوم الأبرز في فرقهم فقط، ولكن حين ينضمون إلى المنتخب يتصارعون مع نخبة اللاعبين من أجل نيل الثقة من الجهاز الفني للحصول على مركز أساسي، وهذا ما يجلهم لا يبرزون بالصورة الراسخة في أذهان من يتابعونهم في أنديتهم، بكل تأكيد المنتخب هو المقياس لأي لاعب وكل لاعب يمكن أن يصنع المجد الكبير عبر منتخب بلاده، وقد يصنع مجدا في ناديه، ولكنه في نهاية الأمر يكون محدودا إذا ما قورن الأمر بالمنتخب.
* هناك حديث عن وجود تدخلات في المنتخب الوطني الأول تحديدا من قبل شخصيات توصف بـ«المتنفذة»، وهذا ما أعلن عنه صراحة الدكتور عبد الرزاق أبو داود المشرف العام على المنتخب السعودي الأول بعد أن خسر المنتخب نهائي بطولة الخليج الماضية في الرياض، بكونك مدربا للمنتخب حاليا، هل مورست عليك ضغوط وتدخلات من أي شخصية كانت لفرض رأيها عليك بإشراك لاعب أساسيا أو حتى إبعاد لاعب وضم آخر لتشكيلة المنتخب؟ نريد إجابة صريحة.
- من الطبيعي أن أكون صريحا وهذا معهود عني، في الفترة التي توليت فيها قيادة المنتخب وما زلت مكلفا إلى الآن، أقولها بكل ثقة، إنني لم أتعرض لأي نوع من الضغوط أو الوصاية من أي طرف كان لضم لاعب أو إشراك آخر بالتشكيلة الأساسية في المنتخب، كما ذكرت كل شخص مسؤول عن كلامه ورأيه، ولا يمكن لأحد أن يعمل ويمنح الثقة من قبل المسؤولين أن يقبل أن تفرض عليه ضغوط ووصاية من أي شخص كان، في الفترة الماضية التي عملت فيها بالمنتخب أديت قناعاتي وفق الظروف المتاحة فقمت باختيار اللاعبين الأفضل أولا، والأكثر جاهزية ثانيا، دون أي اعتبارات سواء لأي ناد ينتمي إليه هذا اللاعب أو بناء على ضغوط إعلامية وجماهيرية.
* عدد اللاعبين الذين اخترتهم في القائمة الأولية والتي أرسلت للاتحاد الآسيوي وصلت إلى 64 لاعبا، وهو رقم عالٍ جدا حيث تضمنت القائمة لاعبين مصابين أو احتياطيين في أنديتهم أو من دوري الأولى، لماذا تم اختيار هذا العدد من اللاعبين للمنتخب؟
- الاتحاد الآسيوي يمنح كل اتحاد تقديم عدد مفتوح من اللاعبين على أن لا يتم إضافة آخرين على القائمة الأولية المقدمة في وقت لاحق لمنافسة محددة، وبكون العدد كان مفتوحا فضلت اختيار هذا العدد لأن المنافسات السعودية طويلة وهناك احتمالات بتعرض لاعبين للإصابات أو لظروف مختلفة من بينها انخفاض في المستويات الفنية أو غيرها، ولذا كان الخيار الأفضل هو اختيار أكبر عدد من أجل مواجهة أي ظروف قد تمر على اللاعبين البارزين وبالتالي لا يخسر المنتخب تسجيل البدلاء المحتملين لهم.
* لماذا تم استبعاد عدد من النجوم البارزين من المعسكر الأول لخوض التصفيات المشتركة مثل نايف هزازي الذي سجل انتقاله مؤخرا من الشباب إلى النصر أكبر صفقة انتقالات في الكرة السعودية، هل كان الأمر يتعلق بالجانب الفني أو أمور أخرى؟
- كل لاعب يتم اختياره يكون بناء على معطيات فنية وليس معطى قيمة اللاعب المالية أو الجماهيرية أو غيرها، وبالنسبة إلى نايف هزازي كان سبب عدم اختياره هو معاناته من إصابة حينها، ولذا أبعد قبل مواجهة الأردن الودية، وبكل تأكيد أي لاعب نحتاج إليه لن نتردد في استدعائه لمصلحة المنتخب، لا يوجد لاعب عليه «حظر» من الاستدعاء متى ما كانت هناك حاجة إليه.
* هناك عدد من الاستحقاقات المقبلة للمنتخب السعودي الأول، منها غير الرسمية مثل بطولة كأس الخليج التي لم يحسم إلى الآن موعد ومكان إقامتها وإن كان مقررا مبدئيا أن تقام في الكويت بشهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي. ما الهدف من هذه البطولة بالنسبة إلى المنتخب السعودي؟ وهل التأخر في حسم موضوع إقامتها من حيث الموعد والمكان يسبب لكم ارتباكا؟
- بكل تأكيد لن تكون مشاركة المنتخب السعودي في هذه البطولة إلا من أجل تحقيق اللقب، وهو هدف مشروع لأي منتخب بغض النظر عن كون البطولة رسمية أو غير رسمية، وبطولة الخليج كما هو معلوم لها أهمية خاصة لدى أبناء الخليج، ولذا أعتقد أن الحديث عن عدم وجود أهمية لتحقيق أفضل النتائج فيها غير منطقي. أما في ما يتعلق بعدم تحديد مكان وموعد البطولة حتى الآن فهو يسبب ارتباكا في البرامج ليس للمنتخب السعودي ولجنة المسابقات بالاتحاد، بل أعتقد لجميع المنتخبات، خصوصا في ظل ازدحام الاستحقاقات للاعبين على المستوى المحلي والخارجي، والمنتخبات بدأت مشوارها في التصفيات المشتركة، ولذا أتمنى أن يحسم سريعا موضوع إقامتها من حيث المكان والتاريخ حتى يأخذ كل من يهمه هذا الأمر بالاعتبار الموعد الجديد المحدد بشكل نهائي وغير القابل للتعديل.
* الأحاديث المتزايدة من كونك مدربا «مؤقتا» للمنتخب الأول إلى حين التعاقد مع جهاز فني أجنبي، هل تؤثر على نفسيتك وعملك والثقة التي بينك وبين اللاعبين والاحترام المتبادل؟
- لا، أبدا، أنا حينما اتفقت مع الاتحاد السعودي كنت على بينه أنني أعمل مع الاتحاد السعودي في أي مكان يتم طلبي فيه سواء في المنتخب الأول أو أي من المنتخبات في الفئات السنية، ولذا أعمل مع المنتخب الأول بكل جدية وإخلاص حتى آخر لحظة ستربطني به، والثقة بيني وبين اللاعبين كبيرة والاحترام متبادل والأجواء في المعسكرات أخوية، وليس هناك ما يعكر صفوها، كل الأحاديث عن وجود علاقات متوترة ومهزوزة غير واقعي، وتوفير الأجواء الصحية هو أساس النجاح.
* هل الاتحاد السعودي يبدى الاهتمام الكافي بالمنتخب، على الأقل في الفترة التي توليت فيها المهمة؟
- بكل تأكيد، لم أطلب شيئا ويتم الاعتذار عن تلبيته، وهذا الأمر مريح جدا ويؤكد حجم الاهتمام الذي يلقاه المنتخب من قبل الاتحاد.
* متى سينال المدرب الوطني الثقة الكاملة من قبل الجميع، إذ إن أندية دوري جميل لا يوجد بها أي مدرب وطني، وهل حان الوقت لكي يأخذ المدرب الوطني وضعه في الكرة السعودية؟
- أعتقد أن المسؤولين عن الكرة السعودية منذ سنوات منحوا المدربين الوطنيين مساحة كبيرة من الثقة، وهذا ما جعل كثيرا منهم ينجز على كل الأصعدة سواء القارية أو الإقليمية، أو حتى العالمية في حال كان هناك تكليف طارئ لهم، يجب النظر إلى الإيجابيات والإشادة بمثل هذه الخطوات، الأندية تقودها إدارات وهي في النهاية تطبق قناعاتها وليس من المؤكد أن الجميع في الأندية لا يثق بالمدربين الوطنيين، ولكن قد لا تكون الظروف مواتية لهم لتحقيق ذلك، وما يحكم التعاقد مع المدرب كفاءته وليس جنسيته.
* أخيرا، هل المنتخب السعودي قادر على أن يضع له قدما في مونديال 2018 في روسيا أم أنه قد يواصل الغياب عن البطولات الكبرى؟
- أعتقد أن الكرة السعودية مليئة باللاعبين البارزين والقادرين على تحقيق هذا الهدف، والدليل أن الفرق السعودية تصل إلى مراحل متقدمة وحتى نهائيات بطولات آسيا، ولا أعتقد أن الكرة السعودية تعاني عجزا عن تحقيق هذا الهدف، ولكن تحقيق ذلك يتطلب تكاتف الجميع والعمل لكل ما هو لصالح الكرة السعودية، كل في موقعه سواء في موقع مسؤول أو إعلام أو حتى جمهور.
فيصل البدين لـ {الشرق الأوسط}: الأخضر فوق «شبهة تدخلات المتنفذين»
مدرب المنتخب السعودي كشف عن أسباب إبعاده لنايف هزازي من التشكيلة الدولية
فيصل البدين لـ {الشرق الأوسط}: الأخضر فوق «شبهة تدخلات المتنفذين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة