شاب يخدع مسؤولين إيطاليين عبر انتحال صفة نائب رئيس الهند

جمع تفاصيل الاتصال بكبار المسؤولين وتواصل معهم عبر «واتساب» للحصول على خدمات

نائب الرئيس الهندي جاغديب دانكار (أ.ف.ب)
نائب الرئيس الهندي جاغديب دانكار (أ.ف.ب)
TT

شاب يخدع مسؤولين إيطاليين عبر انتحال صفة نائب رئيس الهند

نائب الرئيس الهندي جاغديب دانكار (أ.ف.ب)
نائب الرئيس الهندي جاغديب دانكار (أ.ف.ب)

ألقت السلطات الهندية القبض على رجل من أصل هندي يعيش في إيطاليا بعد أن انتحل صفة نائب الرئيس الهندي لخداع كبار المسؤولين الحكوميين والبيروقراطيين عبر تطبيق «واتساب».
قالت الشرطة الهندية إن جاجانديب سينغ، البالغ من العمر 22 عاماً، من سكان أوفانينجو بإيطاليا، اعتُقل من مطار دلهي، الأسبوع الماضي، بعد تحقيق مكثف شمل المراقبة البشرية وتحليل التفاصيل الفنية، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
قال براشانت غوتام، نائب مفوض الشرطة (IFSO)، إن سينغ، الذي يعيش في إيطاليا منذ عام 2007، أنشأ حساباً وهمياً على «واتساب» باسم نائب الرئيس الهندي جاغديب دانكار.
أوضحت الشرطة أنه دبر مخطط انتحال الهوية بعد مشاهدة عدة مقاطع فيديو على «يوتيوب». وأنشأ حساب «واتساب» مزيفاً من إيطاليا بمساعدة زميل في الهند، أرسل له كلمة المرور لمرة واحدة (OTP) اللازمة لإعداده.
كما أُلقي القبض على مساعده أشواني كومار، 29 عاماً، من سكان سامانا في ولاية البنجاب شمال الهند، فيما يتعلق بالقضية.
قال غوتام إن سينغ جمع تفاصيل الاتصال بكبار المسؤولين من الإنترنت، وأرسل لهم رسائل للحصول على خدمات.
وأضاف: «بعد مشاهدة العديد من مقاطع الفيديو على (يوتيوب) والحصول على تفاصيل الاتصال بكبار البيروقراطيين، قرر سينغ إنشاء حساب (واتساب) مزيف باستخدام صورة نائب الرئيس الهندي، وإرسال رسائل إلى كبار المسؤولين الحكوميين باسمه».

قدمت شرطة دلهي شكوى في القضية بعد أن تم تنبيههم بشأن عملية الاحتيال عبر «واتساب» من قبل كبار المسؤولين الحكوميين في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.
بعد الكشف عن الأمر، حصلت الشرطة على تفاصيل ملف «واتساب» الشخصي من المنصة المملوكة لشركة «ميتا».
تم ربط عنوان IP الخاص بالمرسل إلى إيطاليا. بدأ فريق مختص العمل في جميع الجوانب الفنية وقام بمداهمات. طوال هذا الوقت، كان مكتب نائب الرئيس الهندي غافلاً عن عملية الاحتيال التي كانت تحدث باسمه من مدينة إيطالية.
وحسب ما ورد، أراد سينغ التماس خدمات من كبار المسؤولين الحكوميين لشراء مضخة بنزين في الهند، حسبما ذكرت تقارير صحافية، نقلاً عن مصادر في الشرطة.
وقالت الشرطة إنها جمعت تفاصيل من مكتب التسجيل الإقليمي للأجانب والبنوك ومكتب الجوازات الإقليمي قبل أن يتم اعتقال الشاب في مطار دلهي الدولي.



رانيا مطر لـ«الشرق الأوسط»: أستغربُ عدم التفاعل الدولي مع صور حربَي لبنان وغزة

تربط رانيا مطر علاقة وطيدة ببلدها لبنان (صور الفنانة)
تربط رانيا مطر علاقة وطيدة ببلدها لبنان (صور الفنانة)
TT

رانيا مطر لـ«الشرق الأوسط»: أستغربُ عدم التفاعل الدولي مع صور حربَي لبنان وغزة

تربط رانيا مطر علاقة وطيدة ببلدها لبنان (صور الفنانة)
تربط رانيا مطر علاقة وطيدة ببلدها لبنان (صور الفنانة)

شكَّل انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) 2020 نقطة انطلاق لمشوار لم تخطّط له المصوِّرة اللبنانية رانيا مطر مع مهنتها. يومها، رافقت ابنها من أميركا إلى الوطن. فقد تطوّع لمساعدة المتضرّرين من هذه المأساة، منخرطاً في إحدى الجمعيات الخيرية.

«اعتقدتُ بأنني سأحمل كاميرتي وأصوّر الدمار والتشوّه الذي أصاب مدينتي بيروت. لكنني تحوّلت لا شعورياً إلى تصوير موضوع آخر. فقد لفتتني صلابة النساء اللبنانيات وعدم استسلامهن لواقع قاتم يعشنه. كنّ قويات يتمسّكن بحبّ الحياة، فيلملمن بقايا منازل ونوافذ وأبواب؛ يكنسن الطرقات، ويشاركن في تحضير وجبات طعام. مشهد ذكّرني بنفسي في سنّهنَّ. كنتُ مقاومة على طريقتي لحرب فُرضت على أرضنا. فلم أستسلم ولم أهاجر».

ثم تزوّجت وغادرت إلى أميركا، لكن علاقتها بلبنان وأرضه بقيت وطيدة. وفي كل مرّة تزور والدها في بيروت، تحمل كاميرتها وتترجم مشاعرها. وبعد رحيله، بقيت علاقتها بوطنها نابضة في قلبها؛ تقول.

صوَّرت مئات الفتيات اللواتي لفتت علاقتهن بلبنان نظرها: «تمسّكن بأرضهنّ رغم الويلات التي مرّت عليها. من خلالهن رويتُ مشاعري الحقيقية، كأنّني تمنّيتُ لو لم أغادر كما فعلن».

تركن إلى الإنسانية حتى في مشهدية مشوّهة أو معالم حزينة (رانيا مطر)

ترى رانيا مطر ما تقوم به رسالة حبّ إلى المرأة اللبنانية. وتضيف: «تعيش بلادي حرباً مدمّرة وأنا بعيدة عنها. أعدُّ الأيام والساعات لأعود فور نهاية الحرب. سأعود لأروي قصصَ بيوت وعائلات مزّقت قلبي وأنا أشاهدها تنزح وتقاوم. سأجول في كل المناطق لترجمة مشاعري».

تطبعك صورها بجمال ينبعث من الدمار والحزن. فكيف وفّقت بينهما؟ «أركن دائماً إلى الإنسانية حتى في مشهدية مشوّهة أو معالم حزينة. الأمر ليس سهلاً، لكنني أشعر بأنّ عينيّ تبحث عن الإيجابية تلقائياً». وهل للصورة الفوتوغرافية دور اليوم في الحرب؟ تردّ: «لا أدري. ربما بات الناس يغضّون أنظارهم عنها. أستغربُ عدم التفاعل الدولي مع صور تُبرز قسوة حرب يعيشها أهل بلدي. وفي الوقت عينه، أدرك أنّ بعض مواقع التواصل، منها (إنستغرام)، تُفرز صوراً معيّنة لتداولها دون سواها، فتغيب الصورة الفوتوغرافية المعبّرة عن فئة لا يُستهان بها من الناس».

بعدسة كاميرتها تبحث عن الجمال والإنسانية (صور الفنانة)

لكنها ترى، بالمقابل، أنّ الصورة الفوتوغرافية لا تزال تحافظ على وهجها الفنّي أسوةً بالإنساني: «إنها جسر التواصل والدليل الوحيد الملموس على الأحداث».

تنتمي الفنانة إلى لبنان، فأصول والدها تعود إلى بلدة حاصبيا الجنوبية، لكنها تعدّ نفسها فلسطينية أيضاً: «والداي وُلدا في يافا، لذلك أحمل عاطفة كبيرة تجاه فلسطين. ورغم إقامتي في أميركا، فإني أقف على كل شاردة وواردة في البلدين. ويُخيّل إليَّ أنّ غالبية الشعوب لا تعرف تماماً طبيعة مآسيهما».

نشاطات عدّة تشارك فيها مطر ببلد إقامتها لمساعدة النازحين في لبنان: «استطعنا جمع 100 ألف دولار خلال أسبوع. نحاول بذلك ترجمة معاني الإنسانية على أرض الواقع».

وتقول إنّ اللبنانيات بطلات يحفرن بالصخر ليؤمنّ مستلزمات حياة كريمة للنازحين: «نملك الحسّ الوطني بعضنا تجاه بعض، وهو أمر بديع أتمنّى ترجمته بكاميرتي قريباً».

وإنْ تسنّى لها تصوير لبنان، فمن أين تبدأ؟: «أعرف جيداً جميع المناطق، فقد زرتها، ومكثتُ فيها، وتعرّفت إلى أهاليها. اليوم، عندما يبلغني الدمار عبر نشرات الأخبار، أحزن. أتوجّه بالطبع إلى الجنوب وأروي قصص حبّ مع هذه الأرض».

توضح أنها ليست مصوّرة متخصّصة بالحروب. هي لبنانية المولد، أميركية، وأم. خلفيتها العرقية وتجاربها متعدّدة، مما يؤثّر عميقاً في فنّها. كرّست عملها لاكتشاف قضايا الهوية الشخصية والجماعية من خلال تصوير فترتَي المراهقة والأنوثة. صورها شملت النساء في الولايات المتحدة والشرق الأوسط. وتسعى إلى الكشف عن فردية كل امرأة تقف أمامها: «أركز على تجسيد جوهرنا، فيزيائيتنا، والقواسم المشتركة التي تجعلنا بشراً». ومن خلال عملها، تُضيء على كيفية تطوّر الذات الأنثوية بشكل موازٍ عبر خطوط الثقافات المختلفة.

صورة الطفلة لين عباس التي تصدَّرت الإعلام الغربي في حرب 2006 (رانيا مطر)

سلسلتها التصويرية التي أطلقتها بعنوان «بعد 50 عاماً لوين بروح» تحوّلت مشروعاً. يومها، وبدل توثيق الحطام والدمار إثر انفجار بيروت، ركّزت على قوة نساء لبنان: «صمدْن، وكان لهن حضورهن الطاغي على مشهدية الانفجار، مما ألهمني إطلاق مشروعي».

وعن «حرب تموز 2006»، تقول: «تشبه ما يحصل اليوم على أرض لبنان». يومها التقطتْ صورة لطفلة سمّتها «فتاة باربي». اسمها الحقيقي لين عباس؛ صوّرتها بالأبيض والأسود وتداولتها وسائل إعلام عالمية. تُعلّق: «شعرتُ كأنها طائر الفينيق الخارج من الرماد. عنت لي كثيراً هذه الصورة، فعلّقتها في منزلي. اليوم، بعد 18 عاماً على تلك الحرب، استعدتُها ونشرتها على حسابي في (إنستغرام)، للإشارة إلى حرب مشابهة يشهدها وطني. وكم كانت دهشتي كبيرة عندما تواصلت معي لين الصغيرة. فقد أصبحت في الـ19 من عمرها، مشرقة وجميلة».

تختم رانيا مطر: «إنه تاريخ طويل حكمته الصراعات في لبنان لنحو 50 عاماً. يومها، سألتُ الفتيات اللواتي صوّرتهن: (هل ستبقَيْن أو تغادرْن؟). ومنذ ذلك الوقت عنونتُ مجموعتي بهذا الاسم. ومشروعي هذا سيُكمل، ويشقّ طريقه نحو الجمال والإنسانية».