الأمم المتحدة: السوريون المتضررون بحاجة «للمزيد من كل شيء»

سيدات وأطفال يجلسون فوق حطام منازلهم المدمرة في بلدة جندريس السورية (رويترز)
سيدات وأطفال يجلسون فوق حطام منازلهم المدمرة في بلدة جندريس السورية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: السوريون المتضررون بحاجة «للمزيد من كل شيء»

سيدات وأطفال يجلسون فوق حطام منازلهم المدمرة في بلدة جندريس السورية (رويترز)
سيدات وأطفال يجلسون فوق حطام منازلهم المدمرة في بلدة جندريس السورية (رويترز)

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا جير بيدرسن اليوم الخميس، إن السوريين المتضررين من الزلزال المدمر في بلادهم وتركيا يوم الاثنين يحتاجون إلى «المزيد من كل شيء بلا استثناء»، فيما يتعلق بالمساعدات. وأضاف في إفادة صحافية في جنيف أن الأمم المتحدة تلقت تأكيداً بأن أولى المساعدات ستعبر من تركيا إلى سوريا اليوم الخميس، داعياً إلى تأكيدات بأنه لن تكون هناك أي عراقيل سياسية أمام إيصال المساعدات إلى حيث تشتد الحاجة إليها.
وتجاوزت حصيلة الوفيات جراء زلزال يوم الاثنين 16 ألف شخص في تركيا وسوريا. وقال المصطفى بن المليح، المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا إن هناك استعدادات جارية لإرسال قوافل مساعدة عبر الخطوط الأمامية داخل سوريا وصولاً إلى شمال غربي البلاد، وهو الطريق الوحيد الذي تقول حكومة الرئيس السوري بشار الأسد إنه يتعين استخدامه لتوصيل المساعدات.

https://twitter.com/aawsat_News/status/1623636555419078658?s=20&t=SKQ18bn1PDwq4p26Awp9pw
وقال مصدران في مجال المساعدات لوكالة «رويترز» إن أول قافلة مساعدات إنسانية لمنطقة شمال غربي سوريا المتضررة من الزلزال المدمر في طريقها إلى الحدود التركية أملاً في العبور اليوم (الخميس). وذكر أحد المصدرين أن القافلة تشمل ست شاحنات.
وكان مهند هادي، منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، قد قال إن المنظمة الدولية تأمل في استئناف شحنات المساعدات الحيوية عبر الحدود من تركيا إلى شمال غربي سوريا اليوم بعد توقفها منذ الزلزال المدمر، الذي ضرب البلدين هذا الأسبوع. وعلى مدى أعوام وصفت الأمم المتحدة نقل المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا عبر الحدود من تركيا بأنها «شريان حياة» لنحو أربعة ملايين شخص تقول إنهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وقال هادي، خلال إفادة صحافية عبر الإنترنت: «نأمل أن نتمكن من توصيل مساعدات عبر الحدود». وأضاف: «لدينا بصيص أمل في إمكانية اجتياز الطريق والوصول إلى الناس».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».