تصاعد انتقاد تركيا بسبب أسلوب استجابتها لكارثة الزلزال أمس الأربعاء، إذ تتهم المعارضة السياسية والأشخاص الموجودون في منطقة الكارثة الحكومة بتأخر جهود الإغاثة وعدم كفايتها.
واحتد الغضب في ظل زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي سيواجه انتخابات حامية الوطيس بعد ثلاثة أشهر، للمنطقة المنكوبة للمرة الأولى واعترافه بوجود بعض المشكلات في الاستجابة الأولية.
وتجاوز عدد القتلى جراء الزلزال المدمر الذي وقع على طول الحدود التركية السورية وما تلاه من هزات ارتدادية الـ16 ألف شخص، صباح اليوم (الخميس). فقد ارتفع عدد القتلى في تركيا إلى 12873 والجرحى نحو 63 ألف، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية نقلاً عن هيئة الكوارث التركية «آفاد». وعبر الحدود في سوريا، التي مزقتها الحرب، بلغ عدد القتلى 3162 قتيلاً و5685 مصاباً.
وحطم الزلزالان البنية التحتية وسويا الآلاف من المباني بالأرض، مما أثر سلباً على حياة الملايين، وخلَّف الكثير من المشردين في البرد القارس.
وقالت صبيحة عليناك: «أين الدولة؟ أين كانوا ليومين؟ نتوسل إليهم. فلنفعل ذلك، يمكننا إخراجهم»، وكانت بالقرب من مبنى منهار مغطى بالثلج، حيث كان أقاربها الصغار عالقين في مدينة ملاطية. ومنذ البداية، تذمر الأتراك من قلة المعدات والدعم في ظل الانتظار اليائس إلى جوار الحطام، مفتقرين إلى الخبرة أو الأدوات الضرورية لإنقاذ العالقين، وكان ذلك أحياناً بينما يسمعون صرخات الاستغاثة.
وقال كمال قلجدار أوغلو، زعيم حزب المعارضة الرئيسي، في وقت سابق هذا الأسبوع إن الكارثة وقت للوحدة وليس الانتقاد. ولكن الأربعاء اتهم قلجدار أوغلو الحكومة بالفشل في التعاون مع السلطات المحلية وإضعاف المنظمات غير الحكومية التي من شأنها المساعدة.
وقال قلجدار أوغلو: «أرفض النظر إلى ما يحدث على أنه يتسامى على السياسة والتحالف مع الحزب الحاكم. هذا الانهيار هو بالضبط نتيجة سياسة الاستغلال الممنهجة». وأضاف: «إن كان ثمة أي شخص مسؤول عن هذه العملية، فهو إردوغان. إنه الحزب الحاكم الذي لم يجعل الدولة مستعدة لزلزال منذ 20 عاماً».
وعانى عمال الإنقاذ للوصول إلى بعض المناطق الأكثر تضرراً، وأعاقهم تدمير الطرق والطقس السيئ ونقص الموارد وثقل المعدات، بينما بقيت بعض المناطق بلا وقود أو كهرباء.
وقال نصوح محروقي، مؤسس مجموعة بحث وإنقاذ نشطت في الاستجابة لزلزال 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، إن الجيش لم يتصرف في وقت سريع كفاية لأن حكومة إردوغان أبطلت بروتوكولاً يمكنه من الاستجابة بلا توجيهات. وقال لـ«رويترز»: «حينما أُلغي هذا، نُزعت (منهم) واجباتهم ومسؤولياتهم في مكافحة الكوارث».
وأردف: «في اللحظات الأولى (بعد زلزال 1999)، بدأت القوات المسلحة التركية العمل، وكانت في الموقع مع الأشخاص خلال ساعات»، في مقارنة تكشف تباين هذا مع الموقف الحالي، حيث كان على الجيش انتظار التوجيهات.
وأضاف محروقي: «الآن، تبدو المسؤولية واقعة على عاتق إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، ولكنها ليست مستعدة لمواجهة أزمة بهذا الحجم الهائل».
إردوغان يواجه انتقادات متصاعدة بسبب أسلوب الاستجابة للكارثة
إردوغان يواجه انتقادات متصاعدة بسبب أسلوب الاستجابة للكارثة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة