أخفق مانشستر سيتي في تقليص الفارق إلى نقطتين مع آرسنال المتصدر، بسقوطه أمام توتنهام بهدف هاري كين الذي بات الهداف التاريخي للنادي اللندني، وذلك في ختام المرحلة الثانية والعشرين من الدوري الإنجليزي. «الغارديان» تستعرض هنا 10 نقاط «مضيئة» في هذه الجولة.
1- شون دايك يحدث تأثيراً فورياً
نجح المدير الفني الجديد لإيفرتون، شون دايك، في قيادة الفريق لتحقيق أول فوز له في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ ما يقرب من 4 أشهر. وبعد دقائق من نهاية المباراة التي فاز فيها إيفرتون على آرسنال متصدر جدول الترتيب بهدف دون رد، تم تداول صورة متحركة لدايك تُظهره على هيئة «سوبرمان». وقال دايك بعد المباراة: «أعتقد أن فترة كسب الحب والاحترام من الجماهير عادة ما تكون أطول من ذلك؛ لكن من الجيد أن تكون البداية بهذا الشكل الرائع. لقد كانوا رائعين منذ البداية».
كريغ داوسون (الثاني من اليسار) يهز شباك ليفربول (رويترز)
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن المسافة التي قطعها لاعبو إيفرتون في أول مباراة لهم تحت قيادة دايك، أكبر من المسافة التي قطعوها في أي مباراة أخرى تحت قيادة فرانك لامبارد هذا الموسم. وكان أكثر اللاعبين ركضاً هم: أمادو أونانا، وعبد الله دوكوري، ودوايت ماكنيل.
لقد أحدث دايك تأثيراً فورياً هائلاً على الفريق، على الرغم من أن الأمر لا ينبغي أن يتطلب بطلاً خارقاً لمساعدة اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب، للابتعاد عن شبح الهبوط! (إيفرتون 1-0 آرسنال).
2- خط الوسط يصنع الفارق
على ملعب «مولينيو»
لم يتطلب الأمر كثيراً من الوقت من جولين لوبيتيغي حتى يخلق هوية واضحة ومميزة لوولفرهامبتون؛ حيث نجح المدير الفني الإسباني خلال فترة لا تتجاوز 3 أشهر في أن يجعل الفريق يستحوذ على الكرة بشكل جيد، ويلعب بخطة واضحة، ويقاتل بكل شراسة من أجل استعادة الكرة. وعلاوة على ذلك، تأقلم اللاعبون الجدد سريعاً مع الأجواء في ملعب «مولينيو»، وخصوصاً ماريو ليمينا الذي يمكن القول إنه كان أفضل لاعب في المباراة التي فاز فيها وولفرهامبتون على ليفربول بثلاثية نظيفة. لقد سيطر ليمينا على خط الوسط تماماً، وتفوق في كل التدخلات الثنائية، ونجح في نقل الهجمات للأمام ببراعة من عمق الملعب. لقد تفوق على منافسيه تماماً، ولم يكن يتوقف عن الركض والضغط على حامل الكرة، بالطريقة نفسها التي كان يلعب بها لاعبو ليفربول في السابق، تحت قيادة المدير الفني الألماني يورغن كلوب، قبل أن يتراجع مستوى الفريق بهذا الشكل الملحوظ خلال الموسم الجاري.
وبعد هذا الأداء القوي أمام «الريدز»، لن يخشى وولفرهامبتون الهبوط، ويمكنه أن يلعب بكل ثقة خلال المباريات القادمة، من أجل تحقيق نتائج أفضل. وفي المقابل، لا يزال الاتجاه الذي يسير فيه ليفربول غير واضح تماماً! (وولفرهامبتون 3-0 ليفربول).
كريستينسن (يمين) قدم أداء رائعاً في أول ظهور له مع ليستر سيتي (رويترز)
3- هاري كين أصبح الهداف
التاريخي لتوتنهام
تعطلت آلة مانشستر سيتي بشدة في الهدف التاريخي الذي أحرزه هاري كين؛ حيث تسبب الضغط الشرس من جانب لاعبي توتنهام في إجبار رودري على ارتكاب خطأ في التمرير، وهو ما أدى إلى خلق الفرصة التي جاء منها الهدف؛ لكن رد فعل المدير الفني لـ«السيتيزنز»، جوسيب غوارديولا، عندما وضع رأسه بين يديه، يلخص كل شيء. وعلاوة على ذلك، فإن هدف الفوز الذي أحرزه هاري كين كانت له أهمية كبيرة للغاية بالنسبة لنادي آرسنال، الذي كان فارق النقاط بينه وبين مانشستر سيتي سيتقلص إلى نقطتين فقط في حال فوز السيتي.
والأهم من ذلك كله أن هذه اللحظة التاريخية تلقي الضوء على الإنجازات التي حققها كين؛ حيث كسر الرقم القياسي المسجل باسم جيمي غريفز، وأصبح الهداف التاريخي لتوتنهام بـ267 هدفاً، من بينها 200 هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز خلف آلان شيرر (260 هدفاً) وواين روني (208 أهداف).
وقال كين بعد المباراة: «إنها لحظة استثنائية. كنت أرغب في أن يكون هذا الهدف هو هدف الفوز، وهو ما حدث بالفعل».
ولو قدم توتنهام مستويات مثل تلك التي قدمها أمام مانشستر سيتي، فمن المؤكد أنه سيكون منافساً قوياً على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. ويبقى السؤال المطروح هو: هل سيتمكن هاري كين من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز يوماً ما، وإضافة هذا إلى أرقامه الفردية المذهلة، سواء في توتنهام أو في أي مكان آخر؟ (توتنهام 1-0 مانشستر سيتي).
4- غارناتشو يستحق أن يكون أساسياً
لو ذهب أليخاندرو غارناتشو إلى مكتب المدير الفني لمانشستر يونايتد، إريك تن هاغ، لمعرفة لماذا لا يشارك في التشكيلة الأساسية للفريق، فيمكننا أن نتفهم ذلك الأمر تماماً من جانب اللاعب الأرجنتيني الشاب. وقد يستشهد غارناتشو بحدثين مهمين لتدعيم وجهة نظره: الأول كان في الدقيقة 59 من مباراة فريقه أمام كريستال بالاس، عندما دخل غارناتشو بديلاً، وبعد 180 ثانية فقط لعب دوراً حاسماً في هدف الفوز الذي أحرزه ماركوس راشفورد، من خلال تسلمه للكرة بشكل رائع ودورانه الذكي لخداع المدافعين، ثم تمرير الكرة لراشفورد الذي لم يتوانَ في وضعها داخل الشباك. وعلى الرغم من أن غارناتشو لا يزال في الثامنة عشرة من عمره، فإنه يمتلك عقلاً ناضجاً للغاية، كما يتميز بسرعة فائقة تجعل لاعبي الفريق المنافس يبدون مثل التماثيل الثابتة في مكانها من حوله! أما الحدث الثاني فكان أمام مانشستر سيتي في يناير (كانون الثاني)؛ حيث اندفع غارناتشو داخل منطقة جزاء الفريق الزائر، ثم غير اتجاهه ومرر كرة عرضية متقنة إلى راشفورد الذي أحرز هدف الفوز والحصول على نقاط المباراة الثلاث.
في الحقيقة، هناك فرصة لدخول غارناتشو في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد؛ حيث يمكنه اللعب في مركز الجناح الأيمن بدلاً من أنتوني الذي يتفوق عليه غارناتشو تماماً من حيث السرعة والقدرة على إرسال الكرات العرضية المتقنة. (مانشستر يونايتد 2-1 كريستال بالاس).
غوارديولا... هل دفع ثمن اختيارات تشكيلة سيتي أمام توتنهام؟ (أ.ب)
5- سيرغ أورييه يقدم أفضل مستوياته مع نوتنغهام فورست
كانت المسيرة الكروية لسيرغ أورييه تبدو كأنها لغز كبير، فهذا اللاعب يمتلك كل القدرات والإمكانات التي تجعله ظهيراً من الطراز العالمي، وقد أثبت ذلك من خلال اللعب لأندية كبرى، مثل: باريس سان جيرمان، وتوتنهام، وفياريال. وعلى الرغم من مسيرته المميزة، بما في ذلك خوض 83 مباراة دولية مع منتخب ساحل العاج، كانت هناك دائماً علامات استفهام حول أداء هذا اللاعب، بسبب ارتكابه بعض الأخطاء القاتلة. وقرر المدير الفني لنوتنغهام فورست، ستيف كوبر، الاعتماد على نيكو ويليامز بدلاً من أورييه في المباراة التي فاز فيها الفريق على ليدز يونايتد بهدف دون رد؛ لكنه دفع بأورييه مع بداية الشوط الثاني لإضافة مزيد من القوة إلى الناحية اليمنى التي كان يعاني فيها نوتنغهام فورست أمام ويلي غونونتو. ونجح أورييه بالفعل في الحد من خطورة اللاعب الإيطالي الدولي.
جيمس تاركوفسكي وهدف فوز إيفرتون على آرسنال (د.ب.أ)
من الواضح أنه نضج بشكل أكبر؛ لكن يتعين عليه أن يحافظ على تركيزه لمدة 90 دقيقة عندما تستحوذ الفرق المنافسة على الكرة، بعدما قضى سنوات من اللعب مع الفرق الكبرى التي كانت هي الأكثر استحواذاً على الكرة وتحكماً في إيقاع المباريات. (نوتنغهام فورست 1-0 ليدز يونايتد).
6- ظهور أول رائع لفيكتور كريستينسن
إذا كنت تبحث عن أفضل لقطة مؤثرة عاطفياً في عطلة نهاية الأسبوع، فلن تجد أفضل من احتضان فيكتور كريستينسن لوالدته، ضمن الاحتفال بفوز ليستر سيتي على أستون فيلا، بأربعة أهداف مقابل هدفين على ملعب «فيلا بارك». خرج كريستينسن الذي ضمه ليستر سيتي من كوبنهاغن في صفقة تقدر قيمتها بـ17 مليون جنيه إسترليني (واحد من 3 لاعبين ضمهم النادي في نهاية فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة) من الملعب في الدقيقة 81، وسط تصفيق حار من جمهور النادي، بعد الأداء الرائع الذي قدمه في أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز. وكان اللاعب الدنماركي البالغ من العمر 20 عاماً قد أثار إعجاب فريق الكشافة بنادي ليستر سيتي، بأدائه الرائع في دوري أبطال أوروبا، وسرعان ما نال اللاعب حب وإعجاب جمهور ليستر سيتي.
دايك... تقمص شخصية «سوبرمان» في أول ظهور له مع إيفرتون (رويترز)
وقال بريندان رودجرز المدير الفني لليستر سيتي: «فيكتور يلعب بحماس كبير، ولديه طاقة هائلة، ويمتلك قوة بدنية كبيرة. كان يتعين علينا فقط أن نضع في الاعتبار أنه ما زال في بداياته الأولى مع الفريق؛ لكنني أعتقد أنه كان ممتازاً». (أستون فيلا 2-4 ليستر سيتي).
7- ناثان جونز يعاني
في ساوثهامبتون
كان هناك انقسام في الآراء بشأن المدير الفني السابق لساوثهامبتون، رالف هاسنهوتل، فهل كان المدير الفني النمساوي بارعاً حقاً في الأمور الخططية والتكتيكية، ولديه القدرة على تحفيز لاعبيه بشكل كبير؛ لكنه كان يعمل في ظل موارد محدودة؟ أم أن أفكاره قد نفدت، وأصبح عاجزاً عن قيادة فريقه للوصول إلى النصف الأول من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز؟ لقد بدأت الإجابات على هذه الأسئلة تظهر في الوقت الحالي.
دائماً ما ينطوي تغيير المديرين الفنيين على مخاطر؛ لكن قرار ساوثهامبتون بإقالة هاسنهوتل وتعيين ناثان جونز بدلاً منه أدى إلى نتائج عكسية. رد فعل المدير الفني الجديد لساوثهامبتون على هزيمة أخرى يعني أن الأمور لا تسير بشكل جيد على الإطلاق بالنسبة لجونز مع ساوثهامبتون! لقد كان هناك قدر واضح من اليأس في تصريحات جونز. لقد أكد جونز أن الأمور ستتغير إلى الأفضل؛ لكن الجماهير تشعر بإحباط شديد؛ خصوصاً بعدما نجحت أندية نوتنغهام فورست وليستر سيتي ووولفرهامبتون وإيفرتون في تحقيق الفوز، والحصول على الثلاث نقاط في عطلة نهاية الأسبوع، بينما لا يزال ساوثهامبتون يحتاج إلى معجزة! (برينتفورد 3-0 ساوثهامبتون).
8- ديكلان رايس سيكون
مثالياً لنيوكاسل
بعد صافرة نهاية المباراة التي انتهت بالتعادل بين نيوكاسل ووستهام، بقي ديكلان رايس على أرض الملعب لفترة أطول من أي لاعب آخر في وستهام. لكن بعد أن تأكد من أنه وجَّه التحية للمشجعين، غادر هذا اللاعب المميز الملعب أخيراً، واتجه إلى النفق المؤدي للخروج من الملعب. وبمجرد وصوله إلى هناك، أدرك أن مجموعة من مشجعي نيوكاسل الشباب كانوا ينتظرون بشغف لاستقباله، وقام نجم خط الوسط الإنجليزي على الفور بخلع قميصه وأعطاه لأحد مشجعي نيوكاسل. في الحقيقة، كان لدى معظم الجمهور الموجود في ملعب «سانت جيمس بارك» الأسباب التي تجعله يتمنى انتقال رايس إلى نيوكاسل؛ بل وتخيل ما يمكن أن يقدمه هذا اللاعب الرائع في خط وسط نيوكاسل تحت قيادة إيدي هاو. فمن شأن هذه الخطوة أن تجعل النجم البرازيلي برونو غيماريش يلعب بحرية أكبر، ويعود لمركزه المفضل كلاعب خط وسط مهاجم.
يقول المدير الفني لوستهام، ديفيد مويز، إن رايس لن يرحل عن النادي إلا إذا حصل على عرض هو الأكبر في تاريخ كرة القدم البريطانية. وتشير تقارير إلى أن آرسنال يرغب بالفعل في ضم اللاعب؛ لكن غيماريش سبق له أن فضل الانتقال إلى نيوكاسل على آرسنال، وبالتالي فمن حق نيوكاسل أن يحلم بضم رايس أيضاً. (نيوكاسل 1-1 وستهام).
9- برايتون ضحية
للنجاح الذي حققه
لا بد من أن المدير الفني لنادي برايتون، روبرتو دي زيربي، شعر بالسعادة عندما انتهت فترة الانتقالات الشتوية؛ حيث عاد نجم الفريق مويسيس كايسيدو الذي كانت الأندية الكبرى تتنافس بشدة على التعاقد معه، للمشاركة في المباريات. وعلى الرغم من أن آرسنال وتشيلسي وبقية الأندية الأخرى ستعود وتحاول التعاقد مع نجم خط الوسط الإكوادوري في نهاية الموسم، فلن يكون كايسيدو هو اللاعب الوحيد في برايتون الذي يجذب أنظار الأندية الأخرى، في حال نجاح النادي في تقديم مستويات جيدة والتأهل للمشاركة في البطولات الأوروبية.
وتضم قائمة اللاعبين الذين جذبوا أنظار الأندية الكبرى كلاً من: النجم الأرجنتيني المتوج مع منتخب بلاده بكأس العالم في قطر أليكسيس ماك أليستر، والنجم الياباني كاورو ميتوما الذي أحرز هدف الفوز القاتل في مرمى بورنموث مؤخراً.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان برايتون سيتمكن من الاحتفاظ بلاعبيه خلال الصيف المقبل، قال دي زيربي: «لا أعرف. من الصعب التفكير في المباراة القادمة، فما بالك بالتفكير في الموسم المقبل؟ سوف نرى ما سيحدث! ميتوما لاعب عظيم، وأعتقد أنه قادر على أن يصبح لاعباً فذاً، وهو لاعب مهم للغاية بالنسبة لنا في الوقت الحالي». (برايتون 1-0 بورنموث).
10- كيني تيتي يحد
من خطورة مودريك
شارك الجناح الأوكراني ميخايلو مودريك، المنضم حديثاً لتشيلسي مقابل 88.8 مليون جنيه إسترليني، في التشكيلة الأساسية لـ«البلوز» للمرة الأولى؛ لكن الظهير الأيمن لفولهام، كيني تيتي، نجح في الحد من خطورته تماماً، وهو الأمر الذي أدى إلى خروج مودريك من الملعب بعد نهاية الشوط الأول. لقد رأى المدير الفني لتشيلسي، غراهام بوتر، أن الفريق بحاجة إلى أسلوب لعب مختلف من الناحية اليسرى، لذلك دفع بنوني مادويكي الذي شارك مع الفريق للمرة الأولى أيضاً؛ لكن الجناح الإنجليزي الشاب سرعان ما أدرك هو أيضاً صعوبة المهمة في مواجهة تيتي. لكن لكي نكون منصفين، تجب الإشارة إلى أن مادويكي حاول وقدم بعض اللمحات التي تشير إلى أنه سيكون لاعباً جيداً؛ لكن سرعان ما نقله بوتر إلى الناحية اليمنى، ودفع برحيم سترلينغ من على مقاعد البدلاء، بعدما أدرك أنه بحاجة إلى وجود بعض اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة داخل الملعب.
كان سترلينغ عائداً للتو من الإصابة، وكان لديه حافز كبير لتقديم مستويات جيدة؛ لكنه هو أيضاً وجد صعوبة كبيرة في المرور من تيتي الذي يتميز بالشراسة والانضباط والسرعة الهائلة. وبالتالي، لم يكن من الغريب أن يتغنى جمهور فولهام باسم تيتي طوال الوقت؛ خصوصاً أن هذا اللاعب الشاب يقدم مستويات استثنائية طوال الموسم. (تشيلسي 0-0 فولهام).