الحوثيون يفشلون في حشد اليمنيين للتظاهر ضد الأمم المتحدة

المقاومة والتحالف يكثفان استهداف مواقع الحوثيين في البيضاء

الحوثيون يفشلون في حشد اليمنيين للتظاهر ضد الأمم المتحدة
TT

الحوثيون يفشلون في حشد اليمنيين للتظاهر ضد الأمم المتحدة

الحوثيون يفشلون في حشد اليمنيين للتظاهر ضد الأمم المتحدة

فشل الحوثيون، أمس، في حشد المواطنين في مظاهرات منددة بالمواقف الأممية من التطورات في اليمن، ومن عمليات قوات التحالف التي تنفذ وفقًا للشرعية الدولية، بحسب الخبراء، واقتصرت مظاهرات الحوثيين في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات، على أنصارهم الذين يرددون شعار «الصرخة»، الذي يعبرون به عن علاقتهم وتبعيتهم لإيران، بحسب بعض المراقبين. وفي الوقت الذي غابت مشاركة المواطنين، بصورة تامة، وقد استبق الحوثيون الدعوة إلى التظاهر بحملة إعلامية ضد الأمم المتحدة واتهامات لها بالفشل في اليمن، وبالأخص الهدنة الإنسانية، ومنذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر (أيلول) الماضي، منع الحوثيون كل أنواع التظاهر أو الاعتصام السلمي، غير أنهم، بين وقت وآخر، يدعون إلى مظاهرات لتأييد مواقفهم أو إدانة مواقف أخرى، ويصطدمون بعدم تفاعل من قبل المواطنين، في هذه الأثناء، تكثف القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي ومعها المقاومة الشعبية هجماتها التي تستهدف المسلحين الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في محافظة لحج، في الوقت الذي تنفذ عمليات متزامنة للمقاومة الشعبية وقوات التحالف ضد عدد من مناطق وطرق الإمدادات للحوثيين على الحدود اليمنية الشطرية السابقة بين شطري اليمن، الشمالي والجنوبي.
وتشهد جبهات عدن ولحج، تعزيزات عسكرية للقوات العسكرية الموالية لهادي والمقاومة الشعبية الجنوبية، في ظل استمرار المعارك لاستعادة السيطرة على «قاعدة العند» العسكرية الاستراتيجية (60 كيلومترًا شمال عدن)، وقد باتت القاعدة محاصرة من مختلف الاتجاهات، تقريبًا، بينما يمهد للعمليات العسكرية، طيران التحالف بقصف مكثف داخل القاعدة العسكرية الكبيرة، إلى ذلك، تصاعدت حدة المواجهات والتطورات في محافظة البيضاء، بوسط البلاد. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن 8 من المسلحين الحوثيين قتلوا وجرح آخرون، في كمين نصبته لهم القوات الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وذكرت المعلومات أن الكمين نصب لدورية حوثية في جبل الثعالب بمديرية رداع، كبرى المديريات في البيضاء التي تعد أحد أهم الممرات الرئيسية التي تعبر منها التعزيزات المرسلة للحوثيين وقوات صالح إلى أجزاء واسعة من المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية، وقد شنت طائرات التحالف، أمس، سلسلة من الغارات المكثفة على المجمع الحكومي في البيضاء ومديريتي ذي ناعم والزاهر، مستهدفة مواقع الحوثيين وقوات صالح، وبينها معسكر قوات الأمن الخاصة.
في هذه الأثناء، تستمر المواجهات العسكرية بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة والمسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى، في عدد من جبهات القتال، ففي محافظة لحج تستمر المعارك من أجل السيطرة على قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ بضعة أشهر. في وقت قالت مصادر في مديرية لودر بمحافظة أبين لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات الموالية للرئيس هادي دمرت، أمس، عربة عسكرية قرب بلدة أمعين وقتل كل من كان بداخلها، وذلك في انفجار عبوة ناسفة زرعت في طريقها، وتستمر المواجهات، في محافظة أبين، وذلك لقطع الإمدادات القادمة للحوثيين من المناطق الشمالية، وتحديدًا محافظة البيضاء إلى المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد، وخلال الساعات الـ48 الماضية، كثفت قوات التحالف قصفها لتعزيزات عسكرية وقادمة من المحافظات الشمالية نحو المحافظات الجنوبية عبر البيضاء، كما تقوم قوات المقاومة الشعبية باعتراض بعض تلك التعزيزات ونصب الكمائن لها، حيث تسلك قوات المتمردين طرقًا جبلية وعرة في محاولة لإيصال تلك التعزيزات، التي يتم اعتراضها، من الجهة الشرقية لعدن، في محافظتي البيضاء وأبين، ومن الجهة الشمالية، في محافظة لحج، على تخوم محافظة تعز.
وفي شمال اليمن، تكثف طائرات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية قصفها العنيف للمناطق الحدودية في محافظتي حجة وصعدة، وتحديدًا المناطق التي يحاول الحوثيون وقوات المخلوع التجمع فيها وتنفيذ هجمات على الأراضي السعودية، وأكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن حدة الهجمات، خفت مع تكثيف طائرات التحالف لقصف مواقع المتمردين قرب الحدود اليمنية – السعودية، وفي «إقليم آزال» الذي يضم صنعاء العاصمة والمحافظة ومحافظات عمران وصعدة وذمار، تواصل مقاومة آزال هجماتها التي تستهدف المسلحين الحوثيين، ونفذ عناصر المقاومة، أمس، هجومًا بقنبلة يدوية على دورية للحوثيين في مدينة معبر، بمحافظة ذمار، على الطريق الواقع بين صنعاء وذمار، وأسفر الهجوم عن جرح كل أفراد الدورية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».